تصر حكومة أستراليا بشدة بموقف مفاده أنه لا توجد صلة مباشرة بين تغير المناخ وحرائق الغابات المدمرة في البلاد، على الرغم من الغضب العام، ومعاناة الضحايا وتحذيرات العلماء.وقال رئيس الوزراء سكوت موريسون، ووزير تخفيض الانبعاثات، أنجوس تايلور، إن أستراليا لا تحتاج إلى خفض انبعاثات الكربون بقوة أكبر للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، حتى بعد الجفاف الذي دام ثلاث سنوات وحرائق الغابات غير المسبوقة، كما أوردت وكالة "رويترز".بدلاً من ذلك، يقولون إن أستراليا، التي تساهم بنسبة 1.3٪ من انبعاثات الكربون في العالم لكن هي ثاني أكبر باعث للفرد الواحد وراء الولايات المتحدة ، يجب مكافأته على التغلب على أهداف خفض الانبعاثات لعام 2020.وقال تايلور في تعليقات عبر البريد الإلكتروني لوكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء، بينما كان مشغولاً في مراكز إغاثة حرائق الغابات في دائرته الانتخابية في ولاية نيو ساوث ويلز: "عندما يتعلق الأمر بتخفيض الانبعاثات العالمية، يتعين على أستراليا القيام بدورها، لكن حرائق الغابات هي وقت يجب أن تتحد فيه المجتمعات، وليس الانقسام".وتجادل الحكومة بأن تكثيف الجهود لخفض الانبعاثات سيضر بالاقتصاد، خاصة إذا أضر بصادرات أستراليا من الفحم والغاز. تفوقت الدولة العام الماضي على قطر كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.وكتب "تايلور" في صحيفة أسترالية في 31 ديسمبر: "في معظم البلدان، من غير المقبول اتباع سياسات خفض الانبعاثات التي تضيف إلى حد كبير تكلفة المعيشة، وتدمير الوظائف، وخفض الدخل وتعيق النمو". وأضاف: "هذا هو السبب في أننا لن نتبنى معارضة أهداف حزب العمال غير المستهدفة، المتهورة، والمدمرة للاقتصاد، والتي ستؤدي دائمًا إلى فرض ضريبة على الطاقة، سواء سميت بذلك أم لا".وحسب "رويترز"، لم يوضح تايلور بالتفصيل كيف يمكن لخفض الانبعاثات أن يرفع تكلفة المعيشة.واشتكى الأستراليون من أنه بسبب الافتقار إلى سياسة الطاقة، ارتفعت أسعار الطاقة بشكل كبير في السنوات الأخيرة مما يشكل عبئاً ثقيلاً على دخل الأسر، حتى مع تحول منتجي الطاقة تدريجياً إلى مصادر متجددة أرخص.جاء تعليق "تايلور" ردًا على الانتقادات التي واجهتها أستراليا في قمة المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة في مدريد لإعاقة عملها الطموح لخفض انبعاثات الكربون.وتقول جماعات حماية البيئة، إن أستراليا لن تحقق أهدافها المتعلقة بالانبعاثات إلا عن طريق إدراج أرصدة الكربون القديمة التي تريد الحكومة أن تحسبها من بروتوكول كيوتو لعام 1992.ويقول العلماء، إن تغير المناخ عامل رئيسي في حرائق الغابات المدمرة.
مشاركة :