مقالة خاصة: علماء يشيرون إلى وجود صلة بين تغير المناخ وحرائق الغابات غربي الولايات المتحدة

  • 10/23/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من درجات الحرارة المتجمدة ليلا، استمرت حرائق الغابات القياسية في الاشتعال غربي الولايات المتحدة، فيما يواصل مزيد من العلماء كل أسبوع الدفاع عن وجود صلة لا تقبل الجدل بين تغير المناخ الناتج عن صنع البشر وتلك الحرائق الهائلة. فقد أصبح ما يقرب من ثلث الولايات الـ48 المتجاورة في الولايات المتحدة - أكثر من مليون ميل مربع (2.6 مليون كيلومتر مربع) - بمثابة برميل بارود مميت وقابل للاشتعال هذا العام بسبب الاحترار العالمي. ودحض عدد متزايد من علماء البيئة والجامعات علنا التصريحات المتناقضة والمستمرة الصادرة عن الحكومة الأمريكية والتي تنكر هذه الحقيقة وتلقي باللوم على "سوء إدارة الغابات". -- صرخة "نعم، من شبه المؤكد أن تغير المناخ يغذي الحرائق الهائلة بكاليفورنيا"، هكذا ذكرت مجلة ((إم آي تي تكنولوجي ريفيو)) يوم الثلاثاء. ويعد ((إم آي تي))، أي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أحد أفضل جامعات العلوم في أمريكا. وأشارت شبكة ((سي بي إس نيوز)) يوم الاثنين بعد عرض تقرير معمق تضمن مقابلات مع العديد من العلماء "لقد زودتنا الطبيعة الأم هذا العام بأدلة قوية تثبت صحة ما حذر منه علماء المناخ منذ عقود". وفي رسالة إلى المحرر نشرتها مجلة ((جلوبال تشينج بيولوجي)) في الأسبوع الماضي، خلص اثنان من أبرز الخبراء المتخصصين في حرائق الغابات في العالم إلى أن "المناخ الذي بلغ مستويات شديدة السوء مكّن من حدوث موسم الحرائق الاستثنائي لعام 2020 في غرب الولايات المتحدة". وذكر دانييل سوين، أحد كاتبي الرسالة وعالم المناخ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، على تويتر هذا الأسبوع "لقد كان هذا العام صادما"، مشيرا إلى أنه "بعد فحص كل الأدلة، اتضح السبب الذي جعل الحرائق قابلة للاشتعال بشكل غير عادي هذا الخريف". وأضاف سوين أن الحرائق التي لوثت الهواء للملايين في جميع أنحاء البلاد، وأودت بحياة 43 شخصا حتى يوم الأربعاء ودمرت أكثر من 10 آلاف مبنى، نجمت عن "قضية معقدة تتمثل في أن تقلب المناخ الطبيعي على المدى القصير جاء على رأس التغييرات الأساسية للمناخ على المدى الطويل والناتجة عن الاحترار العالمي". وتطرق المزيد من العلماء الأكاديميين الغربيين إلى هذه القضية. فقد كتب مجتبى صادق، وهو أستاذ مساعد في تخصص الهندسة بجامعة ولاية بويز في أيداهو في الأسبوع الماضي يقول "نحن بحاجة إلى الاعتراف بقوة الطبيعة الأم، وعلينا احترامها". وأضاف أن "هذه الأوضاع الشديدة تتكثف وتمتد على نطاقات مكانية غير مسبوقة، ما يجعل حرائق الغابات الحالية تشتعل في جميع أنحاء الساحل الغربي للولايات المتحدة". وقال صادق "نحن بحاجة الإصغاء! كلما زاد عزوفنا عن الإصغاء، رفعت الطبيعة الأم صوتها بصورة أعلى". ومن جانبها ذكرت جينيفر بالتش، أستاذة علم بيئة الحرائق ومديرة ((إيرث لاب)) في جامعة كولورادو بولدر لوسائل الإعلام في الأسبوع الماضي أن "موسم حرائق الغابات لعام 2020 يكشف لنا أن تغير المناخ قائم هنا والآن في كولورادو. والاحترار يمهد الطريق لكثير من الحرائق عبر موسم حرائق ممتد". وأوضح العلماء أن تغير المناخ يقود حجم وتأثير حرائق الغابات الأخيرة التي اندلعت في كاليفورنيا. وكشف تحليلهم عن دور "واضح وواسع" للاحترار العالمي في تعزيز الظروف لاشتعال الحرائق، حسبما جاء في تقرير نشرته ((بروببليكا)) في الأسبوع الماضي، وهي مجموعة غير ربحية تنتج تحقيقات صحفية. والأكثر خطورة من ذلك، أن الحرائق الهائلة التي وصلت إلى أوروبا بدخانها "تسببت في تلوث شديد للهواء هدد صحة ملايين السكان"، حسبما نشرت الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم في الشهر الماضي. وأضافت الجمعية أن "علماء البيئة يخشون من أن تلحق حرائق الغابات أضرارا دائمة بالأنواع والنظم البيئية". ولخص تقرير شبكة ((سي بي إس)) الصادر يوم الاثنين الأمور بشكل أكثر إيجازا قائلا إن "آثار سياسة الأرض المحروقة على تغير المناخ قد وصلت". -- أرقام قياسية في 2020 في الوقت الذي ينصب فيه اهتمام أمريكا على كوفيد-19 والانتخابات الرئاسية المقبلة والمقرر إجراؤها في 3 نوفمبر، يتعرض الغرب لأسوأ موسم حرائق منذ "70 عاما"، وفقا لتقارير وسائل الإعلام. فقد "اشتعلت ستة من أكبر سبع حرائق غابات في تاريخ كاليفورنيا في عام 2020، وأصبح أكبرها، وهو حريق "كومبلكس" في أغسطس، أول حريق هائل على الإطلاق في الولاية -- إذ أحرق أكثر من مليون أكر (4046 كيلومترا مربعا)، أي تسبب في حرق مساحات أكبر من مساحة ولاية رود آيلاند"، حسبما ذكرت صحيفة ((واشنطن بوست)) الشهر الماضي. وحتى يوم الأربعاء في كاليفورنيا، شارك حوالي 6700 من رجال الإطفاء في مكافحة 20 حريقا هائلا، ومنذ بداية العام، دمر 8700 حريق غابات أكثر من 4.1 مليون أكر (حوالي 16600 كيلومتر مربع)، و9200 مبنى، وتسبب في وفاة 31 شخصا في الولاية، وفقا لما ذكرته إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا. تمت الموافقة على طلب حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم للإغاثة الفيدرالية من الكوارث يوم السبت بعدما رفضته إدارة ترامب في اليوم السابق الموافق 16 أكتوبر. ومن ولاية كاليفورنيا شرقا، على بعد حوالي 1600 كيلومتر من حديقة روكي ماونتن بولاية كولورادو، عانت المنطقة بأكملها - والتي تضم 11 من أكبر 13 ولاية في الولايات المتحدة - من حرائق غابات قياسية، أودت بحياة 43 شخصا، حسبما ذكر مركز مكافحة الحرائق الوطني المشترك بين الوكالات. في يوم الاثنين، التهم حريق كاميرون بيك في كولورادو، على بعد أميال قليلة إلى الغرب من جامعة ولاية كولورادو، أكثر من 200 ألف أكر (809.3 كيلومتر مربع)، وبحلول يوم الثلاثاء أصبح أكبر حريق غابات في تاريخ كولورادو. وعلى نحو مثير للدهشة، تفوق حريق كاميرون بيك في شدته على أكبر حريق غابات سابق في تاريخ كولورادو والذي اشتعل قبل ذلك بـ60 يوما بالقرب من حدود ولاية يوتا - والتهم 139 ألف أكر (562.5 كيلومتر مربع). وفي الوقت الذي تغطي فيه الثلوج قمم الجبال في كولورادو نتيجة درجات الحرارة المتجمدة، تواصل الحرائق عند السفوح اشتعالها ولا تتوقف. وتم يوم الأربعاء إخلاء أحد المجتمعات الصغيرة على بعد 28 كيلومترا فقط شرق حديقة روكي ماونتن بارك الأمريكية الشهيرة، وفقا لما ذكره مكتب شرطة مقاطعة بولدر. قال سوين، عالم المناخ من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، عن الحريق الأخير "لقد صدمت بمدى سرعة هدير CalwoodFire عند سفوح تلال كولورادو فرونت رينج". -- مستقبل قاتم من غير المتوقع أن ينحسر الجفاف التاريخي، الذي قال العلماء في وقت سابق من هذا العام بأنه الأسوأ منذ 1200 عام والحافز المهيمن وراء هذه الظروف الجافة الشديدة، ينحسر في أي وقت قريب. فالخرائط التي نشرتها ((بروببليكا)) في الأسبوع الماضي تُظهر كيف أن موسم الحرائق، من الشمال إلى الجنوب في الولاية التي يبلغ طولها 1240 كيلومترا ويصل عدد سكانها إلى 40 مليون نسمة، يحدث الآن من الربيع إلى الشتاء، وليس فقط في أشهر الصيف الجافة. وأشار التقرير إلى أنه "في الوقت الذي تواصل فيه كاليفورنيا مكافحة أسوأ موسم حرائق غابات على الإطلاق، يُظهر بحث جديد أن أيام الطقس الحارقة - وهي أيام ذات درجات حرارة عالية ورطوبة منخفضة وسرعة رياح عالية - ستتضاعف في أجزاء من الولاية بحلول نهاية القرن وستزيد بواقع 40 في المائة بحلول عام 2065". كما تنبأ تقرير ((بروببليكا)) أنه بحلول عام 2050، "إذا استمرت الانبعاثات بلا هوادة، فقد تشهد (لوس أنجليس) ما يصل إلى 12 يوما من طقس الحرائق الشديدة كل خريف، فيما ستشهد يوسمايت طقسا كهذا يصل إلى 14 يوما". وأشار التقرير إلى أن موسم الحرائق في كاليفورنيا يمتد عادة من يوليو إلى ديسمبر، لكن الفترة من سبتمبر حتى نوفمبر تأتي مميتة على نحو خاص. وذكرت الإدارة الوطنية لعلوم المحيطات والغلاف الجوي أنه في الولايات الجنوبية الغربية للولايات المتحدة، كان هطول الأمطار في الفترة من يونيو إلى أغسطس من هذا العام هو الأدنى منذ عام 1895 وكانت درجات الحرارة الأعلى منذ عام 1895. وأوضح تقرير الإدارة أن عام 2020 حتى الآن في كولورادو هو ثامن أشد الأعوام حرارة وثاني أشد الأعوام جفافا على الإطلاق، مضيفا أن "دنفر شهدت بالفعل عددا أكبر من الأيام التي تجاوزت فيها درجة حرارة 90 درجة (فهرنهايت) (حوالي 32.2 درجة مئوية) مقارنة بأي عام في تاريخها.

مشاركة :