«نجاح وتألق الحكم السعودي في مباريات خارج حدود الوطن وضعف أدائه في المسابقات المحلية؟!» تساؤل كَثر طرحه في الوسط الكروي السعودي سواء على مستوى الإعلام والجماهير أو حتى المسؤول!، قناعة زادت ثم سادت لتترسخ في أذهان المتابعين، فكان الجواب السائد حول هذا التساؤل أن الحكم السعودي حينما يتجلّى خارجياً ويبدع فذلك بسبب ابتعاده عن الضغوط الإعلامية والجماهيرية التي تحاصره قبل وأثناء وبعد مباريات المنافسات المحلية بالنقد اللاذع عكس ما يجد في نفسه من ثقة وتركيز وحضور ذهني أثناء إدارته للمباريات الخارجية. فبعد ابتعاد دام طويلاً عن المنافسات المحلية وبالأخص مباريات دوري المحترفين السعودي تفاجأ الوسط بعودة غير متوقعة في منتصف الموسم، حيث طالعنا رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل بتصريحات ذكر فيها أن عودة الحكم المحلي بناءً على موافقة الأندية، مؤكداً أن الحكم السعودي تم إعداده بشكل جيد جداً، وتم التعاقد مع خبير تحكيمي من إسبانيا ويملك خبرة كبيرة عمل في الفيفا واليويفا والاتحاد الآسيوي، كرسالة لمن أوجسوا خيفة حول مستقبل هذه الخطوة. ليبرز سؤال الموسم «هل توقيت عودة الحكم المحلي صائب أم خطأ فادح؟» ولماذا لم يكن توقيت هذه الخطوة (المربكة) بداية الموسم الحالي أو تهيئته خلال مطلع الموسم القادم ليتسنى للأندية والشارع الرياضي أن يستوعب مثل هذا التحول الذي شكّل جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام الصحفية والفضائية ما بين مؤيد لتلك الخطوة ومعارض، مما أعاد للأذهان قرارات عشوائية سابقة تكفلت بانهيار مجالس إدارات متعاقبة في الاتحاد السعودي خلال المواسم الماضية. في الجولة الـ 13 الماضية من الدوري السعودي للمحترفين عاد الحكم السعودي إلى المستطيل الأخضر بعد أن حظي بثقة الاتحاد السعودي لكرة القدم، إلّا أن تلك الثقة لم تلق رواجاً في الشارع الرياضي خصوصاً خلال إدارة الحكم (شكري الحنفوش) لمباراة الحزم والهلال بالرس وما صاحبها من أحداث ومناظر غابت فترة طويلة عن الملاعب السعودية مع غياب الحكم المحلي ثم عادت تلك الأحداث لأرضية الملاعب بعد أن امتلأ ملعب الرس فوضوية وشجار، حيث ساهم التوقيت السيئ للحكم في إنهاء المباراة بانفجار الحدث مكتفياً بالفرجة دون تدخل صريح ينهي الصراع بين الطرفين. قبل الختام رئيس الاتحاد السعودي يقول: «الحكم السعودي يلقى شهادات كبيرة عندما يُحكّم في الخارج». ونحن نقول: عقبال ما يلقى نفس الشهادة في الداخل، لكن متى وكيف؟.
مشاركة :