أكد الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، خلال كلمته الافتتاحية، بالاجتماع الفني الرابع والأخير بشأن سد النهضة المنعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الفترة "8 و9 يناير"، على حُسن النية والتعاون من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.وأوضح عبدالعاطي، أنه قد تم تحديد المكونات الأساسية للاتفاق بين دول الأزمة الثلاث "مصر والسودان وإثيوبيا" في الاجتماعات الثلاث السابقة التي عُقدت في أديس أبابا والقاهرة والخرطوم، مشيرا إلى أن هذه المكونات الفنية الأساسية للاتفاقية النهائية تتضمن كلا من "مرحلة ملء سد النهضة التى تُمكّن إثيوبيا من توليد الطاقة الكهرومائية وتحقيق التنمية، تدابير تخفيف الجفاف لمواجهة حالات الجفاف أو الجفاف الممتد والتي قد تتزامن مع فترة ملء سد النهضة، القواعد التشغيلية العادلة والمتوازنة للسد، والتي تمكن إثيوبيا من توليد الطاقة الكهرومائية بشكل مستدام مع الحفاظ على تشغيل السد العالي، وإنشاء آلية تنسيق فعالة لتسهيل تنفيذ الاتفاقية".وأعلن وزير الري المصري، عن بوادر اتفاق على هذه البنود الأساسية، مشيرا إلى اختلافات في نهج التعبير عن هذه العناصر وفي بعض القيم العددية المرتبطة ببعض التعريفات مثل حدود الجفاف وبعض الاختلافات فيما يتعلق بالتصرفات الخارجة من سد النهضة في الظروف الهيدرولوجية المختلفة.ولفت عبدالعاطي، إلى أن هناك قدرة على سد الفجوة بين أطراف الأزمة في هذه القضايا، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق شامل وتعاوني ذي منفعة متبادلة فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة وفقا لاتفاق إعلان المبادئ لعام 2015، منوها إلى أن مثل هذا الاتفاق يجب أن يحمي دول المصب من الأضرار الجسيمة التي يمكن أن يسببها سد النهضة.وأعرب عبدالعاطي، عن أمله في أن يتكامل سد النهضة بوصفه منشأ مائى جديد في نظام النيل الشرقي في عملية إدارة مشتركة مع السد العالي في أسوان للحفاظ على مرونة المنظومة المائية لمواجهة الظروف القاسية التى قد تنشأ عن ملئه وتشغيله.وقال عبدالعاطي: "نحتاج أيضا إلى الاتفاق على تدابير تخفيف الجفاف بناءً على التنسيق والتعاون بين سد النهضة والسد العالي، وهو ما يعد ضروريًا بالنظر إلى حقيقة أن مصر تعاني بالفعل من نقص كبير في المياه يصل إلى 21 مليار متر مكعب في السنة، حيث تتم معالجة هذا العجز في الوقت الحالي عن طريق إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والصحي المعالجة على نطاق واسع، حيث نقوم بإعادة تدوير المياه بنسبة تصل إلى 10000 جزء في المليون، ما يعني أن كفاءة استخدام المياه في مصر تتجاوز 85%".وأكد وزير الري، أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق تقدم في اجتماعات الجولة الرابعة من أجل التغلب على هذه الاختلافات، وأن هناك أملا في الخروج بمسودة اتفاقية لملء وتشغيل سد النهضة.
مشاركة :