أبوظبي (وام) قالت نشرة «أخبار الساعة» - التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية - إن الذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحل الاثنين.. وقد أثبت بالفعل طوال هذه الفترة أنه من أهم التجمعات الإقليمية الفاعلة في المنطقة والعالم ليس لأنه استطاع البقاء والصمود في مواجهة التحديات التي واجهته على المستويات كافة فقط وإنما لأنه قدم نموذجا للتعاون والتكامل البناء الذي يستهدف العمل من أجل مصلحة الشعوب وحقها في الأمن والاستقرار والرفاه والازدهار أيضا وتحت عنوان «نموذج للتجمعات الإقليمية الناجحة والفاعلة» أكدت النشرة في مقالها الافتتاحي أنه إذا كانت قمة تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي انطلقت من أبوظبي في الخامس والعشرين من شهر مايو عام 1981 وضعت النظام الأساسي للمجلس والمبادئ التي سار عليها طوال السنوات الماضية بهدف تحقيق التعاون بين دوله الست «دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وقطر والكويت وسلطنة عمان» وتنمية علاقاتها وتحقيق التنسيق والتكامل والترابط والصلات القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات.. فإن مجلس التعاون يثبت اليوم أنه قوة إقليمية فاعلة لا يمكن تجاهلها في إدارة تفاعلات المنطقة وأزماتها، حيث تحرص القوى الكبرى على التشاور مع أعضائه ومعرفة تقديراتها للأحداث والتطورات المختلفة، التي تشهدها المنطقة بالنظر إلى ما يقوم به المجلس من أدوار بناءة إزاء كثير من قضايا المنطقة وإلى ما يتخذه من مواقف ومبادرات تعزز الأمن والسلم الإقليمي والدولي». وأضافت النشرة - التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية - أنه إذا كان نجاح التجمعات الإقليمية يقاس بما تحققه من إنجازات وما تمتلكه من قدرات في مواجهة التحديات والاستجابة لمطالب شعوبها.. فإن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يمثل نموذجاً للتجمعات الإقليمية الناجحة والفاعلة وفقاً لهذا المعيار، وذلك للعديد من الاعتبارات المهمة: أولها أنه يجسد الهوية الخليجية المشتركة بين دوله الأعضاء، التي تتمتع في ما بينها بجملة من القواسم المشتركة كالتاريخ والقرب الجغرافي والعادات والتقاليد، وهي العوامل التي تعزز قوة المجلس والعلاقات البينية بين أعضائه الستة. وبينت أن ثاني الاعتبارات نجاح المجلس في مواجهة مختلف التحديات والأزمات التي واجهته طوال السنوات الماضية فلم يبقَ دوله بعيدة عن مظاهر التوتر والاضطراب، التي تموج بها المنطقة والعالم من حوله فقط وإنما تحرك لاحتواء مظاهر الخطر والتهديدات التي قد تواجه أياً من دوله أيضاً، حيث قام بإرسال قوات من درع الجزيرة إلى مملكة البحرين عام 2011 لمواجهة حركة الاحتجاج التي اندلعت آنذاك وإعادة الأمن والاستقرار هناك، كما تضامن المجلس مع دولة الكويت حيث شاركت قوات من درع الجزيرة في عمليتي تحرير الكويت ضمن قوات التحالف الدولي عام 1991 والصمود بالكويت عام 2003، وذلك تأكيداً لمبدأ وحدة المصير وترابط أمن دول المجلس، منوهة بدور مجلس التعاون الفاعل سياسياً وعسكرياً وإنسانياً، حينما استولى الحوثيون على السلطة في اليمن من أجل ضمان وحدته وعودة الأمن والاستقرار إليه. وأشارت إلى أن ثالث تلك الاعتبارات هو نجاح المجلس في تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها على المستويات كافة، فسياسياً استطاع أن يتبنى مواقف موحدة في المحافل الدولية تجاه القضايا الخليجية والعربية، واقتصادياً قطع مرحلة متقدمة على طريق السوق الخليجية المشتركة، وفيما يخص المواطن الخليجي حقق المجلس الكثير من المكتسبات، التي تعزز رفاه المواطن الخليجي في حاضره ومستقبله. وخلصت «أخبار الساعة» إلى أنه من منطلق إيمانها بمجلس التعاون لدول الخليج العربية وضرورة العمل على تفعيل دوره.. تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله- على تعزيز مسيرة التكامل الخليجي والمشاركة بفاعلية في أي تحرك أو جهد يعزز هذا الهدف من أجل الحفاظ على المكتسبات التنموية، التي تحققت لشعوب دول المجلس والدفاع عنها ضد أي محاولات لزعزعة أمنها واستقرارها.
مشاركة :