تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لإحياء ذكرى معمودية السيد المسيح بنهر الأردن، خلال الأيام المقبلة، أو كما يسمى بعيد الغطاس، وهو من الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة، وترتبط به عدة طقوس ومسميات، من بينها "برامون"، و"لقان"، وكلها أسماء لطقوس وصلوات ترتبط بهذا العيد، ويعد انتشار الباعة الذين يفترشون الأرض بمحيط الكنائس؛ لبيع القلقاس، هو أحد أهم مظاهر الاحتفال بهذا العيد، فيعتبر أكلة "القلقاس"، رمزا لعملية الغطاس والمعمودية، وذلك لاحتوائه على مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أنها إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة، مغذية، وتشبه بذلك "ماء المعمودية"، والتى من خلال تطهر الشخص من الخطية، كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطة ماء الطهي، كما أن القلقاس يدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعامًا، والمعمودية هي دفن أو موت وقيامة مع المسيح.وفي السطور المقبلة، نرصد أبرز الأمثال الشعبية عن عيد الغطاس."غطستم صيفتم ونوزتم شتيتم".. هذا المثل يقال عندما يكون هناك شاب "طلعت عليه السمن البلدي" كما يقولون، وفى عز البرد والشتاء القارس نجده يرتدى "قميص نصف كم"، أى ملابس صيفية ولا يبالى بهذا البرد، فيقول له المثل رغم إن الجو برد مثل توقيت الغطاس أنت تتعامل، وكأننا في الصيف، بينما في الصيف أى في وقت النيروز أنت ترتدى الملابس الثقيلة.ومثل آخر يقول: "إذا غطس النصرانى طلع الدفا الجواني"، وهذا مثل زراعى ويقصد به أنه بعد عيد الغطاس تبدأ الأرض في دفء طبيعى يساعد على بداية نضج المحاصيل؛ لأن بعد منتصف يناير تبدأ البذور تثبت في الأرض، وتنبت وتأخذ في النمو حتى يأتى مارس "برمهات" تكون اكتملت.ويذكر المؤرخون أن المصريِّين جميعًا كانوا يحتفلون بعيدى الغطاس والميلاد من خلال التنزه على نهر النيل، وركوب المراكب لتمتد فرحة العيد شاملة مِصر كلها. وكانت الاحتفالات غير مقصورة على المسيحيِّين في مِصر، بل شاركهم المسلمون فيها أيضًا بحب وتسامح، إلا أن هذا تغيَّر في العصر العثماني.
مشاركة :