ما الذي سعت إليه شركة «سـامسـونغ» Samsung الـعالمـيّة عبر إطلاقها مجموعة متنوّعة من تصاميم هواتـفها وأجـهزتها اللوحيّة خلال العـام الجـاري؟ أصبـح في جـعـبتها ما يـزيـد علـى 90 نـوعـاً من الهـواتف المحمولة حتى الآن، وما زالت لديها أجهزة قيد الاختبار تعتزم أن تكشف عنها قبل نهاية العام 2013، خصوصاً في موسم أعياد الميلاد ورأس السنة. ليس بخافٍ على أحد أن المنافسة بين عملاقي الهواتف الذكيّة، وهما شركتا «آبل» Apple الأميركية و «سامسونغ» الكوريّة الجنوبية، تتصاعد باستمرار، وليس تراكم الدعاوى والقضايا المتبادلة بينهما في المحاكم الأميركية حول براءات الاختراع، سوى أحد المؤشّرات الى احتدام هذه المنافسة. هل يبرر هذا الصراع وحده تهاطل هذه الأعداد المهولة من الأجهزة المحمولة في الأسواق العالمية؟ سوابق مُرّة في أوقات سابقة، عمدت شركة «نوكيا» الفنلندية إلى طرح خليويات تتناسب مع فئات اجتماعية واسعة، بداية بالخليوي الذي يكتفي بالمكالمات والرسائل النصيّة القصيرة، ووصولاً إلى الأجهزة التي تستطيع النهوض بمهمات كومبيوتر المكتب. ولاقت تلك الأجهزة رواجاً كبيراً حينها، بل إنها شكّلت نواة لما يُشار إليه راهناً باسم الهواتف الذكيّة. لكن ما يحصل مع «آبل» و«سامسونغ» حاضراً، لا يبدو متطابقاً مع سوابق «نوكيا» Nokia. فمثلاً، يُسجّل لـ «آبل» أنها ابتكرت مفهوم الهاتف الذكيّ عبر جهاز «آي فون» i Phone، لكن جمهورها بات في حيرة من أمره راهناً بسبب تكاثر إطلاقها أجهزة متشابهة تقنيّاً. ولا ينطبق هذا الوصف على «آبل» وحدها، بل يشمل منافستها «سـامسـونغ» الـتي طرحت نموذجاً مـُذهبّ الـغـلاف لــهاتـفها «غـلاكـسـي 4» Galaxy 4، عقب أيام قـليلة مـن إنزال «آبل» هاتفاً مُشابِهاً وترويجه بلونه اللامع عبر «فايسبوك». وقدّمت «آبل» هاتفها الذهبي مترافقاً مع شبيه له باللون الوردي، وروّجت للنموذجين معاً في الأسواق العالميّة. وسرعان ما فعلت «سامسونغ» الأمر عينه. هل بات التنافس وحده هو الحافز لإطلاق أنواع جديدة من الهواتف الذكيّة، مهما كانت الفوارق التقنيّة بين هذه الأنواع ضيّقة؟ قبل أيام قليلة، أعلنت «سامسونغ» عن خسائر قدّرتها بقرابة 12 بليون دولار بأثر من المبيعات الضعيفة لهاتف «غلاكسي إس 4»، بل إن أسهم الشركة انخفضت 6 في المئة خلال إطلاق الشركة النسختين الأخيرتين من «غلاكسي إس 4». ويذكّر هذا بالتقارير الإعلاميّة التي رصدت أن مبيعات النسخ المختلفة من هاتف «آي فون 5»، كانت أقل من التوقّعات. وهناك تقارير تؤكد نية «آبل» توفير برنامج تجاري جديد يتيح للعملاء استبدال نسخ أكثر حداثة من «آي فون» بأجهزتهم، بهدف الحفاظ على الزبائن وكسب مبيعات مرتفعة للأنواع المتجددة من «آي فون». يبقى أن مشكلة التقارب في المواصفات التقنيّة للأنواع الجديدة من الهواتف الذكيّة في شركتي «آبل» و «سامسونغ»، تثير سؤالاً مريراً عن الإبداع التقني. هل نضب ينبوع الابتكار في الشركتين، أم أن وراء الأكمَة ما وراءها؟
مشاركة :