سجناء الرأي يا أصحاب الرأي

  • 1/10/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

استوقفني تقرير خاص بحرية الصحافة لعام 2019 لـ«مراسلون بلا حدود»، وما تضمنه من تراجع الدول العربية في مسألة الحريات الصحافية، وما شد انتباهي هو أن تكون موريتانيا في الترتيب 94 وتونس تتصدر الترتيبات العربية، ليكون ترتيبها 72 وفق التقرير، وعند البحث عن دولتنا الحبيبة الكويت سنجد تراجعها عن عام 2018 لثلاثة مراكز، حيث كانت في ذاك العام في الترتيب 105 وفي العام 2019 نجدها في الترتيب 108، وعند النظر إلى أسباب هذا التراجع، سنجد أن الموقع الخاص لها في مقدمة الأسباب وهو قانون الإعلام الالكتروني، وهذا جميل فهناك تقرير مفصل على مراحل الحريات في الكويت وكيفية تراجعها وأيضا أسباب التراجع.وهنا نقف قليلاً وننظر إلى ما يقال من قبل المشرعين وهم نوابنا الأفاضل، والذين سنقوم بتقسيمهم بطريقة بسيطة جداً، فهناك الليبراليون والإسلاميون (حدس) والمستقلون المائلون إلى الحريات التي تتماشى مع الطابع الكويتي، ونستبعد نواب الحكومة ونواب التيارات المتشددة في الدين، وننظر إلى العدد... هل هو كاف لإقرار قوانين وتعديل على القوانين، التي تم تطبيقها على أرض الواقع الخاصة بالحريات وبالإعلام، ونتائج هذه القوانين على أرض الواقع وهل هم جادون إلى حد ما في دعم المزيد من الحريات، أم أنهم اكتفوا بتصريحات واستنكارات لسجناء الرأي وأيضاً للقضايا التي ترفع ضد من يصرح برأيه.سنجد الإجابة بكل بساطة أن الاكتفاء بالتصريحات هو سيد الموقف، ولا يوجد تحرك جدي لتعديل القوانين التي تضر بحرية الرأي بشكل كبير، وأيضا تضر بمؤشراتنا الدولية في مسألة الحرية الصحافية، وهذا ما يجعلنا نستوقف وننظر إلى المجتمع المدني المعني بالحريات فأين جمعية الصحافيين أم اكتفت بعقد ندوات قبل إقرار القوانين مع وزارة الإعلام وأقرت هذه القوانين؟ وأين جمعية المحامين من هذا، أعلم أن هناك بعض المنتسبين لهذه الجمعيات غير راضين وأعلم أن البعض يعمل لصالح المزيد من الحريات، ولكن لا بد من تحرك جدي في هذا الأمر بعد الذي نراه من سجناء للرأي وتزايد أعدادهم، مع كامل احترامنا للأساتذة في جمعيتي الصحافيين والمحامين، ومتفائل في الأيام المتبقية من المجلس بالتعديلات.وقفه سريعةتابعت لقاء الدكتور عبدالله النفيسي في «الصندوق الأسود» مع الزميل المبدع عمار تقي، وفي رأيي أن ما شاهدته ليس بلقاء بسيط وإنما هو «كورس» من العلوم السياسية لأي سياسي، لينظر في المواقف التي ذكرت في زاوية ثانية وكيفية إسقاطها على الوضع الحالي، وما نعيشه في الكويت وأيضاً النظر حول التطورات والاستفادة من هذه الخبرة، فشكراً يا تقي على هذا الإبداع وشكراً لدكتورنا على هذه المعلومات وفاتورة النجاح دائماً عالية. خارج النص أعد ترتيب حساباتك فالوقت يمضي والنظر إلى الخلف سيبقيك في الخلف، الأيام الجميلة قادمة بيدك والأيام التعيسة أيضاً قادمة بيدك، فاختر الطريق الصحيح واستفد من العثرات.@alarfaj

مشاركة :