بيروت: «الخليج»: شهدت الساعات الماضية تراجعاً في منسوب التفاؤل بقرب ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب. وكشفت مصادر متابعة أن مسار التأليف عاد إلى المربع الأول بعدما صدرت مواقف تطالب بحكومة لم شمل جامعة، كما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، امس الأول، الذي زاد في تصريح، امس، مقترحاً حكومة تكنوسياسية، وقال إن الوضع في المنطقة غير جيد، والوضع في لبنان يتدحرح. وشهدت الساعات الأخيرة انعطافة حادّة في مسار التأليف، وارتفعت اسهم الحكومة المختلطة من سياسيين واختصاصيين لتواكب المرحلة الخطيرة التي يمر بها البلد، في وقت واصل المحتجون اعتصاماتهم وتحركاتهم لليوم الخامس والثمانين على التوالي، وركزوا على شركة الكهرباء بسبب التقنيين القاسي في التيار الكهربائي. وبعد أسابيع من المشاورات، عاد الحديث مجدداً لتشكيل حكومة تكنو سياسية، وصدرت دعوة لتوسيع الحكومة من 18 إلى 24 وزيراً، لتضم 6 سياسيين على الأقل بين صفوفها، رغم أن أوساط الرئيس المكلف حسان دياب تكشف أن هذا الموضوع لم يطرح عليه، وبالتالي فالمنحى الذي سلكه منذ البداية هو تشكيل حكومة اختصاصيين، حتى انه قدم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد لقائه منذ يومين، مسودة حكومية شبه نهائية تحتاج فقط إلى إضافة 3 أسماء (شيعية) بعد حسم اسم غازي وزني كوزير للمالية، إضافة إلى بعض الرتوش، وأيّ حديث عن حكومة سياسية هو غير وارد. وفي هذا السياق، رأى بري في دردشة مع الإعلاميين، امس، أن الوضع في المنطقة غير جيد، والوضع في لبنان يتدحرج ولا تتمّ الاستفادة من الماضي، وطُرحت قواعد ومعايير في عملية التشكيل غير موجودة في الدستور، وقال: لا أسلّم الأسماء (أسماء وزرائه)، إلا عند طباعة مراسيم الحكومة، وليس الأمر برغبة الحريري أن يصرّف الأعمال، إنما الأمر يفرضه الدستور، كاشفاً أن تشكيل الحكومة تحصل فيه تعقيدات، وطُرحت خلال هذا الأسبوع حكومة سياسية، وليس أنا من اقترحها فأنا مع حكومة تكنو-سياسيّة. وأعلن بري انه غير صحيح أنني لا أريد دياب، وأتمنّى له التوفيق، وساعدت، ولكن هناك حدود لهذا الأمر، مشيراً إلى أن هناك حملة من الحراك وصولاً إلى بعض السياسيّين لماذا نعدم الناس بالفساد؟ هذا أمر غير مقبول. إلى ذلك واصل الحراك الشعبي تحركاته واعتصاماته لليوم الخامس والثمانين على التوالي، لكن اغلب التحركات انصبت على الاعتصام أمام مراكز شركة الكهرباء على خلفية انقطاع التيار الكهربائي، واعتماد التقنيين بشكل غير مسبوق، حيث نفذ محتجون، أمس، اعتصاماً أمام شركة كهرباء لبنان في محلة النهر في بيروت. وقد منع المعتصمون المواطنين من دخول الشركة، وسط إجراءات أمنية، مستنكرين الهدر في مؤسسة كهرباء لبنان، مجددين دعوتهم لمحاسبة السارقين والفاسدين، خصوصا في قطاع الكهرباء، مطالبين الشعب بوقف دفع الفواتير إلى حين حل الأزمة. كما قطع محتجون عدداً من الطرقات في طرابلس عند البحصاص ودوار السلام بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على انقطاع الكهرباء والتقنين القاسي الذي يطال المدينة والجوار، رغم أن الهدوء عاد إلى المدينة بعد إشكالات ليل امس الأول، بين عناصر الجيش وبين المحتجين، على خلفية استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة، وعلى إثر دخول عشرات من المحتجين إلى مركز «شركة كهرباء قاديشا» في البحصاص، لا سيما مبنى ورش الشركة والصالات والمكاتب ومركز التحكم في التقنين، وغرفة العمليات، وقد تمكن عناصر الجيش اللبناني من إخراجهم بعد حصول تدافع أدى إلى وقوع جرحى، وحالات إغماء خلال إطلاق الجيش قنابل مسيلة للدموع.
مشاركة :