واشنطـن وطهـران تتراجعـان عـن «الحـافـة»

  • 1/10/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تنفيذ عمل عسكري جديد ضد إيران بعد أن ضربت صواريخها قواعد عراقية تضم جنوداً أميركيين دون أن تسقط قتلى أو جرحى لكنه أبلغ إيران بأنه سيشدد العقوبات الأميركية التي تشل اقتصادها بالفعل. ويتطلع ترمب والمسؤولون الإيرانيون إلى نزع فتيل الأزمة التي هددت أمس الأول الأربعاء بالتطور إلى صراع مفتوح بعد قتل قائد عسكري إيراني بارز في ضربة جوية أميركية بطائرة مسيرة تبعها هجوم إيران الانتقامي. وأثارت الأعمال العسكرية المتبادلة، بعد تصاعد التوترات على مدى شهور، منذ أن انسحبت الولايات المتحدة في عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني مع ست قوى عالمية، المخاوف من أن الشرق الأوسط يتجه صوب حرب أخرى. لكن الجانبين ابتعدا عن الحافة في حين دعا زعماء عرب وزعماء دوليون آخرون إلى ضبط النفس. وفي العراق سعت الجماعات الشيعية المعارضة للوجود الأميركي في البلاد كذلك إلى تهدئة المشاعر. وقال ترمب للأمة، بعد أن أعلن أن الصواريخ الباليستية الإيرانية التي أطلقت في الساعات الأولى من صباح الأربعاء لم تسقط قتلى أو جرحى ولم تتسبب سوى في أضرار محدودة "حقيقة امتلاكنا لهذا الجيش العظيم وهذه المعدات لا تعني أنه يتعين علينا استخدامها". وأضاف أن إيران "تتراجع فيما يبدو وهذا أمر جيد لجميع الأطراف المعنية" لكنه قال إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات إضافية على إيران تضاف للإجراءات التي خفضت صادراتها النفطية وشلت اقتصادها. ولم يوضح ترمب ما الذي ستشمله العقوبات الجديدة. ويواجه الرئيس الأميركي هذا العام انتخابات رئاسية وكان قد اتهم الرؤساء السابقين بجر الولايات المتحدة دون داع إلى حروب إقليمية. وجاءت تصريحاته بعد ساعات من قول وزير الخارجية الإيراني إن الضربات الصاروخية "تختتم" رد إيران على قتل قاسم سليماني القائد العسكري القوي الذي ساعد في مد نفوذ إيران من المنطقة. وكتب الوزير محمد جواد ظريف على تويتر قائلاً إن إيران "لا تسعى لتصعيد أو لحرب لكننا سندافع عن أنفسنا ضد أي عدوان". ووصف الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي الهجوم الصاروخي الإيراني بأنه "صفعة على الوجه" للولايات المتحدة وقال إن إيران عازمة على إخراج القوات الأميركية من المنطقة وهي سياسة يقول المحللون إنها اتبعتها عن طريق قوات تقاتل نيابة عنها. لكن واشنطن قالت إن لديها مؤشرات على أن طهران تطلب من حلفائها الإحجام عن أي عمل جديد ضد القوات الأميركية. إلى ذلك دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى إنهاء المواجهة بين طهران وواشنطن، وأكد على التزام لندن بالاتفاق النووي، بحسب ما ذكرت الحكومة البريطانية الخميس. ودعا جونسون إلى "إنهاء الأعمال العدائية" وأكد على التزام بريطانيا بالاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى والذي وصفه بأنه "أفضل ترتيب متوفر حالياً لتحقيق هدفنا بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي". والأربعاء دعا الرئيس الأميركي الدول الموقعة على الاتفاق وهي بريطانيا والمانيا وفرنسا وروسيا والصين، إلى الاقتداء ببلاده والانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في 2015. وذكرت الحكومة البريطانية أن جونسون سعى خلال المكالمة الهاتفية التي استمرت 20 دقيقة إلى "إيصال رسالة واضحة" إلى إيران بوجود "حاجة ملحة إلى خفض التصعيد". من ناحية أخرى أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الخميس تعليق أنشطته العسكرية في العراق، وذلك للتركيز على حماية القواعد التي تستضيف أفراد التحالف. وقال التحالف، في بيان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنه "علق حالياً الأنشطة العسكرية في العراق للتركيز على حماية القواعد العراقية التي تستضيف أفراد التحالف"، موضحاً أن "الأنشطة التي تم تعليقها تشمل التدريب مع الشركاء ودعم عملياتهم ضد داعش". وأضاف أنه "على الرغم من تعليق الأنشطة العسكرية في الوقت الحالي، فإن الأنشطة الأخرى تستمر بشكل طبيعي بما فيها مكافحة دعاية داعش الضارة، وتحقيق الاستقرار وتعطيل التمويل". وأشار البيان إلى تصويت البرلمان العراقي لصالح قرار يطالب الحكومة بإنهاء تواجد أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية. وقال التحالف إنه ينتظر "مزيداً من التوضيح بشأن الطبيعة القانونية وتأثير القرار على القوات الأجنبية التي لم يعد مسموحاً لها بالبقاء في العراق". وختم بالقول: "نعتقد أنه من المصالح المشتركة لجميع شركاء التحالف (من بينهم العراق)، أن نواصل القتال ضد داعش".

مشاركة :