أكدت أوكرانيا، الخميس، أنها لا تستبعد فرضية أن يكون سبب سقوط طائرتها في طهران، الأربعاء، استهدافها بصاروخ روسي أو ناجم عن عمل إرهابي وذلك في وقت زاد فيه الرئيس الأميركي من الشكوك التي تحوم حول إمكانية أن تكون إيران استهدفت الطائرة بالقول إن تحطم الطائرة المميت ربما كان ناجما عن خطأ، مضيفا أن لديه شعورا فظيعا بشأن الطائرة التي سقطت في إيران، لكنه لم يقدم أي أدلة. وقال ترامب في تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض “قد يكون شخص ما قد ارتكب خطأ”، وأضاف أن “لدي شكوكا بخصوص تحطم الطائرة الأوكرانية”، لكنه لم يخض في تفاصيل. وبدورهم قال مسؤولون أميركيون إنهم على ثقة بأن الطائرة أُسقطت بصاروخ إيراني استنادا إلى بيانات أقمار صناعية ومسؤولين بالحكومة. ودعمت بريطانيا الشكوك الأوكرانية والأميركية بمطالبة رئيس الوزراء بوريس جونسون بإجراء تحقيق نزيه في الحادث وذلك عقب اتصال هاتفي بين جونسون والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي. ونقل المتحدث باسم رئيس الوزراء عن جونسون قوله “نريد إجراء تحقيق كامل ونزيه في ملابسات الحادث”. وعندما سئل عن تقارير عن أسباب التحطم أشارت إلى ضربة صاروخية أو عمل إرهابي قال المتحدث “لا أتكهن لكن التقارير التي سمعناها مقلقة للغاية”. وكانت كييف قد توجست أكثر بعد أن امتنعت، الأربعاء، طهران عن تقديم الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة. وتعمق هذه الحادثة الجديدة أزمة إيران التي ضُربت في مقتل، الأسبوع الماضي، بقتل الولايات المتحدة لرجل طهران الثاني قائد فيلق القدس قاسم سليماني. ولم تتوقف مصائب طهران عند هذا الحد حيث لقي ما لا يقل عن 56 شخصا مصرعهم خلال تشييع جنازة سليماني، الثلاثاء، في إقليم كرمان حسبما أعلن عنه التلفزيون الإيراني. وكان تقرير أولي لمحققين إيرانيين قد أفاد بأن النار اشتعلت في طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية قبيل تحطمها جنوب غربي طهران مما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها. وفي الوقت نفسه قالت أوكرانيا إن محققيها يريدون فحص موقع تحطم الطائرة للنظر في احتمال وجود حطام صاروخ روسي هناك. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، إن تحطم الطائرة الأوكرانية المميت ربما كان ناجما عن خطأ، مضيفا أن لديه شعورا فظيعا بشأن الطائرة التي سقطت في إيران، لكنه لم يقدم أي أدلة. وقال ترامب في تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض “قد يكون شخص ما قد ارتكب خطأ”، وأضاف أن لديه شكوكا بخصوص تحطم الطائرة، لكنه لم يخض في تفاصيل. وتحطمت طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية من طراز بوينغ 737-800 في رحلتها إلى كييف، وكان أغلب ركابها من الإيرانيين والكنديين من أصل إيراني، بعد فترة وجيزة من إقلاعها، الأربعاء، من مطار الإمام الخميني في طهران. وأورد تقرير هيئة الطيران المدني الإيرانية إفادات شهود على الأرض وفي طائرة أخرى كانت تحلق على ارتفاع عال قالوا إن النيران اندلعت في الطائرة أثناء تحليقها. وأضاف التقرير أن الطائرة، وعمرها ثلاث سنوات والتي أجريت أحدث صيانة لها الاثنين، واجهت مشكلة فنية بعد فترة وجيزة من إقلاعها وبدأت في التوجه إلى مطار قريب قبل تحطمها. ولم يحدد التقرير نوع المشكلة الفنية وقال إن الطيار لم يجر اتصالا لاسلكيا والطائرة اختفت من على شاشات الرادار وهي على ارتفاع 2440 مترا. ومن كييف قال أولكسي دانيلوف أمين عام مجلس الأمن الوطني الأوكراني، الخميس، إن المحققين الأوكرانيين يريدون البحث في احتمال وجود حطام صاروخ روسي في موقع تحطم الطائرة بعد الاطلاع على معلومات على الإنترنت. وكتب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يقول إن “أوكرانيا تدرس العديد من أسباب محتملة لتحطم الطائرة بما في ذلك هجوم صاروخي أو تصادم أو انفجار محرك أو عمل إرهابي”. وطلب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من الناس في تصريحات بثها التلفزيون الكف عن التكهن ونظريات المؤامرة والتقييمات المتعجلة في ما يتعلق بتحطم الطائرة. وأعلن الخميس يوم حداد وطني. وقال إنه سيتحدث هاتفيا مع الرئيس الإيراني لتعزيز التعاون من أجل معرفة سبب التحطم. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان يمكن إرجاع العطل الفني إلى وقوع خطأ أثناء الصيانة أو وجود قطعة معيبة. وتسلط هذه الكارثة الضوء من جديد على بوينغ، التي تواجه أزمة سلامة تتعلق بطراز آخر من طائرات 737، مع أن الطائرة التي تحطمت في إيران لا تشمل الخاصية التي يُعتقد أنها سبب حوادث تحطم طائرات من طراز 737 ماكس والتي تقرر وقف تشغيلها. وتحطمت الطائرة بعد ساعات من شن إيران لهجوم صاروخي على قوات تقودها الولايات المتحدة في العراق مما دفع البعض للتكهن بأن الطائرة ربما تكون ضُربت بصاروخ. وذكر التقرير الإيراني أن الطائرة أقلعت من مطار طهران صباحا وحصلت على إذن بالتحليق. وتحطمت بعد ست دقائق قرب بلدة صباشهر. وتابع أن الجثث التي انتشلت من موقع التحطم نقلت إلى مكتب الطب الشرعي لتحديد هويات أصحابها. وتناثر الحطام وأحذية وملابس في الحقول حيث تحطمت الطائرة، وكان على متن الطائرة 146 إيرانيا وعشرة أفغان و11 أوكرانيا وخمسة كنديين وأربعة سويديين وفقا للتقرير الذي أشار إلى أن البعض ربما يحمل جنسية مزدوجة. وستزداد متاعب إيران التي تعاني أزمة اقتصادية خانقة بسبب العقوبات التي ينوي الرئيس الأميركي تسليطها عليها والتي كشف عنها، الخميس، خلال كلمته التي أدلى بها للصحافيين والتي تمحورت حول الطائرة الأوكرانية.
مشاركة :