بغداد - وكالات: تجدّدت المظاهرات الشعبية في عدد من المحافظات العراقية لاسيما بالعاصمة بغداد تزامناً مع مرور مئة يوم على اندلاع الاحتجاجات في أكتوبر الماضي، حيث رفع المشاركون فيها شعارات تطالب بضمان سيادة البلاد وحرمة أراضيها، وصون كرامة المواطنين. من جانبه أدان المرجع الديني علي السيستاني في خطبة الجمعة أمس انتهاك السيادة العراقية، مطالباً بإبعاد البلاد عن أتون الصراع بين واشنطن وطهران. ففي العاصمة بغداد، تصدّرت شعارات «العراق سيد نفسه يحكمه أبناؤه»، و»لا دور للغرباء في قرارات العراق»، هتافات المُتظاهريـن الوافدين والمعتصمين المشاركين في التظاهرة المليونية بساحة التحرير وذلك بمناسبة مرور 100 يوم على انطلاق التظاهرات الشعبية المطالبة بالإصلاحات في الأول من أكتوبر من العام الماضي العام الماضي. وذكرت وسائل إعلام عراقية محلية أن أعداد المتظاهرين الشبان المشاركين في التظاهرة المليونية في ساحة التحـرير تزايدت بعد صلاة أمس الجمعة، مشيرة إلى أن الأوضاع الراهنة التي تعيشها بعض مناطق البلاد لم تحل دون توافد مجموعات كبيرة من شبان بقية المحافظات على وسط العاصمة بغداد. ولم يختلف المشهد في محافظة الديوانية عن ذلك الذي تعرفه ساحة التحرير ببغداد، فقد تجمّع آلاف المتظاهرين بساحة الاعتصام أمام مبنى المحافظة الواقعة جنوبي البلاد، مُطالبين بالإصلاحات واستقلالية العراق بعيداً عن المحاور، وباختيار رئيس وزراء مستقل، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. وعلى صدى نفس الأحداث التي تشهدها بقية المحافظات العراقية، انضم المئات من المتظاهرين الشبان إلى المحتجين المعتصمين في ساحة التربية بمحافظة كربلاء جنوب بغداد، للمشاركة في التظاهرة المليونية لساحات التظاهر في عاصمة البلاد وبقية المحافظات الأخرى بمناسبة مرور 100 يوم على انطلاق التظاهرات الشعبية المطالبة بالإصلاحات، مردّدين شعارات تنادي بضرورة الإسراع باختيار رئيس وزراء جديد من خارج الأحزاب، وتجنيب البلاد الوقوع في أتون صراعات بين محاور لا تعني العراق في شيء. وفي محافظة /واسط/ جنوبي العراق، انطلقت بعد صلاة الجمعة أمس في أغلب مناطقها، تظاهرات سلمية للمطالبة بتنفيذ المطالب المشروعة التي ينادي بها العراقيون، وبتنفيذ الإصلاحات الخاصة بالقوانين النافذة والمعطلة في أروقة البرلمان بما يضمن حياة حرة وكريمة للمواطن العراقي. كذلك، تجمّع مئات التظاهرين في محافظة البصرة، جنوباً، للمطالبة بذات الشعارات والمطالب التي يرفعها العراقيون بمختلف مناطق البلاد منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر، إلا أن قوات الشرطة قامت بتفريق المتظاهرين ومنعتهم من التجمّع بالقرب من ساحة «أم البروم» وسط المدينة، كما قامت بملاحقتهم بالقرب من المكان. على صعيد متصل وصف أحمد الصافي معتمد المرجعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني الصراع الإيراني الأمريكي في العراق بأنه انتهاك للسيادة العراقية واعتداء خطير. وقال الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة أمام آلاف من المصلين في كربلاء إن «ما وقع في الأيام الأخيرة هي اعتداءات خطيرة واعتداءات متكرّرة للسيادة العراقية مع ضعف من السلطات في مواجهة تلك الانتهاكات وكفى الشعب ما عاناه من شدائد طوال عقود من الزمن». وأضاف «في أوقات المحن والشدائد تمسّ الحاجة اإلى التعاون والتكاتف، ولا يتحقق ذلك إلاّ مع استعداد جميع الأطراف للتخلي ولو عن جزء من مصالحهم الذاتية وترجيح المصالح العامة عليها». وتابع إن «التعامل بأسلوب المُغالبة من قبل الأطراف المختلفة التي يملك كل منها جانباً من القوة والنفوذ والإمكانات ومحاولة كل منهم فرض رؤيته على الباقين سيؤدي إلى استحكام الأزمة واستعصائها على الحل، وبالتالي ربما يخرج الجميع منها خاسرون، وتكون الخسارة الأكبر من نصيب البلد وعامة الناس. وأشار إلى أنّ ما وقع في الأيام الأخيرة من اعتداءات خطيرة وانتهاكات مُتكرّرة للسيادة العراقية مع ضعف ظاهر للسلطات المعنية في حماية البلد وأهله من تلك الاعتداءات والانتهاكات هو جزء من تداعيات الأزمة الراهنة، والمطلوب من الجميع أن يفكّروا ملياً فيما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع إذا لم يتم وضع حد لها بسبب الإصرار على بعض المواقف ورفض التزحزح عنها، إنّ من المتوقع أن يؤدّي ذلك إلى تفاقم المشاكل في مختلف جوانبها الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن يفسح المجال للآخرين بمزيد من التدخل في شؤون البلد وانتهاز الفرصة لتحقيق مطامعهم فيه».
مشاركة :