لن يفلح الإرهاب – مهما أوتي من قوة – في شق الصف الوطني، ولن يمزق الوحدة الوطنية ويفت من تلاحمنا، حتى لو باغت المسلمين في أقدس الأماكن وهم بين راكع وساجد يترقبون إقامة صلاة الجمعة، وهو ما حدث ظهر الجمعة الماضي بمسجد سيدنا علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- بقرية القديح بمحافظة القطيف. الجريمة النكراء التي لا تمت للإنسانية بصلة راح ضحيتها عدد من إخواننا الأبرياء بين قتلى وجرحى وتأثر لهذه الحادثة كل مواطن بل كل مسلم لكونها غريبة عن مجتمعنا ولا عهد لنا بمثل هذه الجرائم التي يرفضها كل ذي بصر وبصيرة وترمي إلى زرع الفتنة الطائفية واشعال نار المذهبية وضرب الوحدة بين أبناء المملكة. مراهنة خاسرة ومجتمع لا يخاف المؤامرات لقد جاءت أصوات المثقفين مستنكرة قبيح هذا الفعل الذي غدر بالآمنين واستباح دماءهم وأرواحهم، حيث أبدى الدكتور ظافر الشهري رئيس نادي الأحساء الأدبي انزعاجه الشديد من هذا الحادث الأليم قائلاً: "الذين يراهنون على شق وحدة الوطن واستقراره هم واهمون وخاسرون؛ لأن سقف المواطنة واللحمة عند أبناء المملكة لا يمكن أن تؤثر فيها هذه التصرفات الجبانة، والوطن ووحدته من الثوابت عند كل سعودي وسعودية، بغض النظر عن المذهب والتوجه والفكر، والمواطنون السعوديون يلتقون في هدف واحد هو الوحدة الوطنية وحتمية هذه الوحدة، وليس هناك من يستطيع خلخلة هذه الوحدة وهذا الانتماء لوطننا الغالي، وبيعتنا لولاة أمرنا هذه البيعة الشرعية في المنشط والمكره توجب علينا أن لا نتخلى عن وطننا وقيادتنا ومنجزاتنا التاريخية"، مضيفاً أن: "ما حدث في القديح من اعتداء آثم على العزل في بيت من بيوت الله لا يقبله عقل ولا دين ولا منطق، فهو إرهاب بكل ما تعنيه الكلمة، يرفضه المجتمع السعودي بكل فئاته وطوائفه". في حين طالب الدكتور عبدالله غريب نائب رئيس نادي الباحة الأدبي المواطنين بالالتفاف مع قيادتنا الحكيمة بقوله: "كلنا القطيف وكلنا الرياض وجازان والباحة ومكة والمدينة كلنا داخل المملكة وعلى حدودها من جميع الجهات الأصلية والفرعية، كلنا جنود سلمان الشجعان، سلمان الحمية وعضديه المحمدين، كلنا حماة لهذا الوطن نفديه بأرواحنا ونذود عنه بدمائنا وأموالنا وأبنائنا وما نملك. نعم نقول ونفعل ونقف صفا واحدا خلف كل من يريد أن يفت من عضد هذا الشعب وهذه القيادة من ظن غير هذا فليقرأ التاريخ قراءة منصفة وليست قراءة حاقدة وحتما سيجد أن هذه البلاد تأبى الضيم وأن سكانها لا يهمهم الفقر ولا الجوع ولا الرفاهية ولا الملذات الدنيوية أمام دناءة الخصم وخسته"، معتبرًا أن المجتمع السعودي لن يخاف هذه المؤامرات التي تحاك ضد بلادنا. سعيٌّ يائس ومنابر يجب أن تعاقب الكاتب والشاعر محسن السهيمي وصف هذه الحادثه بأنها محاولة يائسة لضرب الوحدة الوطنية حيث قال: "يجب ألا نعطي المتربصين بوحدتنا فرصة للضرب على أوتار الخلاف فإن الجريمة الإرهابية التي نُفذت في مسجد الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ببلدة القديح بالقطيف شرق جسدنا الوطني لا يمكن وصفها إلا بأنها سعيُ اليائسِ لإحداث شقٍّ في صف الوحدة الوطنية الذي أثبت أنه أشد صلابة ورسوخًا مما يظنه الواهمون. ما ينبغي علينا في مثل هذه الظروف هو ألا نعطي المتربصين بوحدتنا الوطنية فرصة للضرب على أوتار الخلاف لأننا جميعًا في مركب واحد، نجاة أحدنا نجاة للجميع وغرق أحدنا -لا سمح الله- غرق للجميع. ثم إنه ينبغي أن نلتفت لخطابنا المحلي على مستوياته المختلفة ونعمل على أن يكون خطابًا متسامحًا لتكون مخرجاته أجيالاً وطنية متصالحة مع أنفسها ومحيطها. أما القاص والكاتب عبدالله الوصالي فأكد على وجوب أن تُفّعل القوانين التي تعاقب المحرضين بالقول في كل وسائط الإعلام، حيث قال: "من الواجب اتخاذ قوانين تجريم التحريض بالقول أو العمل سواء على منابر المساجد أو في صفوف الدراسة أو في عالم الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي. من هنا يجب أن نبدأ لكي تبقى بلادنا واحة دائمة للسلام". من جهته بين الناقد الدكتور يوسف العارف أن هذا العمل الإجرامي هو صنيعة الحاقدين على وحدة وطننا مشيرًا حول ذلك بقوله: "أولاً لإخواننا في محافظة القطيف وخاصة أهلنا وإخواننا في القديح نقول لا حول ولا قوة إلا بالله. ثانيًا إن هذا العمل الإجرامي هو من صنيعة الحاقدين على هذه الوحدة الوطنية وعمل إرهابي يستهدف ثوابتنا وأماكن العبادة والمجتمع الآمن والناس الأبرياء ولكن الجهات الأمنية بالمرصاد وقد كشفت المتآمرين سريعاً لتثلج وزارة الداخلية صدورنا بالقبض عليهم، علماً بأننا نقول لكل من يريد المحاولة في تفريقنا بأننا سنكون صفا واحدا خلف قيادتنا لتأكيد اللحمة الوطنية والتماسك الشعبي من القطيف وحتى الخوبة ومن نجد حتى السراة ومن الماء الشرقي وحتى الشاطئ الغربي".
مشاركة :