عبّر عدد من أئمة ومشايخ المسجد النبوي، عن استنكارهم للحادث الإرهابي الذي وقع في أحد مساجد القديح، مشيرين إلى أن ذلك يعد من الغدر والخيانة، وهو من "الفساد الكبير الذي لا يقبله عقل ولا دين ولا ترضى به الشريعة". واستنكر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور علي الحذيفي، الحادث الإرهابي في القديح مؤكداً أن ذلك العمل الإجرامي، يعدّ من الإفساد في الأرض والغدر والخيانة والعدوان. وأكد أن القصد من هذا الفعل الشنيع هو زرع الفتنة، وقد رد الله كيد الإرهاب وأزهق شره، وثبت توحد الصف ولله الحمد. فيما عدّ إمام المسجد النبوي في المدينة المنورة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، ما وقع من تفجير في بلدة القديح بمحافظة القطيف، محاولة لزعزعة أمن هذه البلاد بين أبنائها، معرباً عن يقينه التام في أن الله عز وجل سيرد كيد الكائدين في نحورهم، ويجعل تدبيرهم تدميراً عليهم، مؤكداً أن هذه الفعلة الإجرامية لن تؤثر بإذنه تعالى على ترابط وتكاتف أبناء هذا الوطن. وقال: "إننا نحمد الله عز وجل على ما من به علينا في هذه البلاد المباركة من الأمن والأمان واجتماع الكلمة ووحدة الصف، ونسأله سبحانه المزيد من فضله، وأن يوزعنا شكر نعمه". وأوضح الشيخ البعيجان، أن هذا العمل الإجرامي هو من الفساد الكبير الذي لا يقبله عقل ولا دين ولا ترضى به الشريعة لقوله تعالى (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً). ودعا فضيلة إمام المسجد النبوي الجميع إلى تقوى الله جل وعلا والاعتصام بالكتاب والسنة، والوقوف صفاً واحداً خلف ولاة الأمر-حفظهم الله-؛ لإفشال مخططات من يريدون الفتنة لهذه البلاد، سائلاً الله أن يحفظ هذه البلاد. من جهته، أكد نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الفالح أن التفجير الذي وقع في أحد مساجد القديح في محافظة القطيف يوم الجمعة الماضية، وراح ضحيته العديد من المصلين، هو عمل إجرامي إرهابي خبيث ومرفوض شرعاً وعقلاً، وأن هدفه إشعال الفتنة وشق الصف الإسلامي الواحد وزعزعة الأمن وخلخلة الوحدة واللحمة الوطنية. وقال: إن هذه الفعلة الشيطانية أمر منكر وجريمة شنعاء خطط له ونفذه مجرمون مفسدون في الأرض يريدون زرع الفتن في بلادنا العزيزة، واصفاً الجناة بالمارقين الخونة الذين ارتكبوا الجرائم ووقعوا في الموبقات، واستباحوا قتل النفوس المعصومة لأهداف خبيثة تريد نشر الشر في البلاد والإفساد في الأرض، مستشهداً بقوله تعالى (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)، حيث قتلوا أنفسهم والله جل وعلا يقول (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما). وأضاف: "ما أعظم جرائم هؤلاء المفسدين الظلمة الباغين، إنهم لن ينالوا إلا الحسرة على ما فعلوا وإن الله سبحانه وتعالى لهم ولكل ظالم بالمرصاد"، متسائلاً: "كيف يقدمون على إزهاق النفوس البريئة، فحسبنا الله ونعم الوكيل، إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور". واستطرد نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي: إن الله سبحانه وتعالى برحمته وقدرته سيبطل مكر أولئك الباغين الأشرار، وسيعين ولاة أمرنا على إزهاق باطلهم، والقضاء على فسادهم وإفسادهم، وسيمكن سبحانه منهم لينالوا جزاء ما فعلوا من قتل وسفك دماء معصومة، ولن يتحقق بإذن الله لتلك الفئات الطاغية الباغية ما أرادوا من الشر والفساد. ونوه بحب المواطنين لوطنهم وحفاظهم على الوحدة الوطنية قائلاً "لقد رأينا أكثر من مرة أن شعب المملكة العربية السعودية في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب يتنادون ويتآزرون ويظهرون أنهم جسد واحد لن يؤثر فيه من أراد لهم الفرقة والشقاق. وفي ختام تصريحه دعا نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي المولى عز وجل أن يحفظ البلاد والعباد من كل سوء ومكروه، وأن ينصر ولاة أمرنا على كل من أراد الشر للإسلام والمسلمين، وأن يبطل كيد كل من أراد الشر وسعى في الفساد وحاول النيل من تماسك أبناء هذه البلاد المباركة.
مشاركة :