كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تفاصيل الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، الدور الذي لعبته سويسرا في منع تحول التصعيد بين البلدين إلى نزاع مسلح. ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد ساعات من اغتيالها قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في العراق، سلمت عبر سفارة سويسرا في طهران رسالة إلى الجانب الإيراني حثته على “تفادي التصعيد”. وأكد مسؤولون أمريكيون وسويسريون، أن سفير سويسرا لدى طهران، ماركوس لايتنر، الدبلوماسي المخضرم البالغ من العمر 53 عامًا، سلم تلك الرسالة شخصيًا إلى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي أعرب، حسب مسؤول مطلع على الموضوع، عن غضبه إزاء اغتيال سليماني، ووصف نظيره الأمريكي، مايك بومبيو، بأنه “بلطجي”، وقال إن “الولايات المتحدة هي مصدر جميع المشاكل”، طبقاً لـ (RT). وفي الأيام اللاحقة، تبادل البيت الأبيض والقيادة الإيرانية عبر السفير السويسري رسائل أخرى وصفها مسؤولون من الطرفين بـ “أكثر اتزانًا” من التصريحات النارية التي تبادلها ترامب وظريف عبر “تويتر”. ولفتت مصادر الصحيفة إلى أن هذا الحوار غير المباشر الذي جرى في أجواء من التحفظ المتوتر أتاح لكلا الطرفين الحديث بصراحة عن مواقفهما و”تفادي أخطاء”، حسب مسؤولين أمريكيين. وأقر مسؤول أمريكي بارز للصحيفة بأن الجانب السويسري “لعب دورًا مفيدًا وموثوقًا يثمنه كلا الطرفين”، فيما ذكر مسؤول إيراني أن السفارة السويسرية تمنح طهران وواشنطن “جسرًا منشودًا للتواصل، عندما تم إحراق الأخرى”. وأكد مسؤولون سويسريون للصحيفة أن سفارة بلادهم تسلم رسائل من الولايات المتحدة إلى قيادة إيران عبر جهاز فاكس مشفر خاص يوجد داخل غرفة مغلقة، لا يملك إمكانية الوصول إليها إلا أرفع مسؤولي السفارة. ويمنح هذا الجهاز السفارة التواصل مباشرة مع وزارة الخارجية في إيران وسفارة البلاد في واشنطن. وأشارت الصحيفة إلى أن السفير السويسري يزور بصورة منتظمة واشنطن لعقد اجتماعات بشأن إيران وراء الأبواب المغلقة مع مسؤولين كبار في البنتاغون ووزارة الخارجية وأجهزة الاستخبارات.
مشاركة :