سلطان عُمان الجديد هيثم بن طارق يتعهد مواصلة سياسة قابوس

  • 1/12/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تعهد سلطان عمان الجديد هيثم بن طارق آل سعيد، أمس، مواصلة سياسة بلاده التي انتهجها سلفه الراحل قابوس بن سعيد، الأب المؤسس لسلطنة عمان الحديثة. ويخلف هيثم بن طارق، قابوس بن سعيد، الذي توفي عن 79 عاماً بعد توليه حكم السلطنة نحو 50 عاماً، قام خلالها بنقل بلاده من دولة تفتقر للخدمات الأساسية إلى بلد متطور ومحايد يحظى باحترام في الخليج وعلى الساحة الدولية.وأدى هيثم بن طارق، قسم اليمين، أمس، في جلسة مشتركة لمجلسي عُمان والدفاع، أمس، تنفيذا لأحكام المادة السابعة من النظام الأساسي للدولة.وتعهد السلطان الجديد (65 عاماً) مواصلة سياسة السلطنة الخارجية، القائمة على «عدم التدخل».وقال في أول تصريحات منذ تنصيبه: «سوف نرتسم خط السلطان الراحل مؤكدين على الثوابت (...) وسياسة بلادنا الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لغيرنا واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات».وتابع: «كما سنبقى كما عهدنا العالم في عهد المغفور له (...) داعين ومساهمين في حل الخلافات بالطرق السلمية».وأكد السلطان هيثم أن «الأمانة الملقاة على عاتقنا عظيمة والمسؤوليات جسيمة، وينبغي لنا جميعاً أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه وأن نسير قدما نحو الارتقاء به إلى حياة أفضل». وأشار إلى «أننا سنبني علاقاتنا مع كل دول العالم على تراث عظيم خلفه لنا السلطان الراحل، أساسه الالتزام بعلاقات الصداقة والتعاون مع الجميع واحترام المواثيق والقوانين والاتفاقيات التي أمضيناها مع مختلف الدول والمنظمات». وأكد «مواصلة السلطنة دورها كعضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة تحترم ميثاقها وتعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين ونشر الرخاء الاقتصادي في كل دول العالم». وشدد السلطان على «المواصلة مع الاشقاء قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للإسهام في دفع مسيرة التعاون بين دولنا لتحقيق أماني شعوبنا ولدفع منجزات مجلس التعاون قدما إلى الأمام». وأعلن «استمرار السلطنة في دعم الجامعة العربية والتعاون مع الأشقاء زعماء الدول العربية لتحقيق أهداف الجامعة والرقي بحياة مواطنينا والنأي بهذه المنطقة عن الصراعات والخلافات والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية». وأكد السلطان الجديد «السير على نهجه (السلطان الراحل) القويم والتأسي بخطاه النيرة التي خطاها بثبات وعزم إلى المستقبل والحفاظ على ما أنجزه والبناء عليه... هذا ما نحن عازمون بإذن الله وعونه وتوفيقه على السير فيه والبناء عليه لترقى عمان إلى المكانة المرموقة التي أرادها لها وسهر على تحقيقها». وكان السلطان هيثم استهل كلمته بنعي السلطان الراحل قابوس، مثنياً على إنجازاته، وعلى الأعمال التي قام بها في شتى المجالات من أجل إرساء مكانة دولية للبلاد.وشدد على أن السلطان الراحل، «شيد نهضة راسخة تجلت معالمها في منظومة القوانين والتشريعات التي ستحفظ البلاد وتنظم مسيرتها نحو مستقبل زاهر أراده لها وأقام بنية أساسية غدت محطة أنظار العالم وأسس منظومة اقتصادية واجتماعية قائمة على العدالة وتحقيق التنمية المستدامة». وأشار إلى «زيادة الإنتاج وتنويع مصادر الدخل مما أدى إلى رفع مستوى معيشة المواطن العماني وأقام هياكل ثابتة ودائمة للتعليم بجميع مستوياته وتخصصاته فنهلت منه الأجيال وتشربت علماً ومعرفة وخبرة فجزاه الله خير ما جزى سلطانا عن شعبه وبلده وأمته وأنزله منازل الصالحين وجعل مثواه في جنات النعيم».وأكد السلطان الجديد، أن «إرادة الله سبحانه شاءت أن نفقد أعز الرجال وأنقاهم جلالة السلطان قابوس بن سعيد، رجلاً لا يمكن لخطاب كهذا أن يوفيه حقه وأن يعدد ما أنجزه وما بناه فلقد بنى دولة عصرية شهد لها القاصي قبل الداني».ومنذ ديسمبر العام 2013، تولى السلطان الجديد، رئاسة لجنة الرؤى المستقبلية المكلفة التخطيط لمستقبل عمان حتى عام 2040.وقال كريستيان أولريشسن، من معهد «بيكر» للسياسة العامة في جامعة رايس الاميركية، أن حقيقة تولي هيثم آل سعيد لرؤية 2040 «أمر مهم».ويرى سايمون هندرسون، مدير برنامج برنشتاين حول الخليج وسياسات الطاقة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ان حياد عمان الديبلوماسي مثّل أحد عناصر شخصية السلطان قابوس.  هيثم بن طارق آل سعيد ولد السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، وهو ابن عم السلطان الراحل قابوس بن سعيد في العام 1954. درس في جامعة أوكسفورد وشغل منصب وزير التراث والثقافة في 2002 وعمل مبعوثاً خاصاً للسلطان قابوس فضلاً عن توليه رئاسة لجنة الرؤية المستقبلية (عمان 2024). كما شغل سابقاً العديد من المناصب في وزارة الخارجية، منها الأمين العام ووكيل الوزارة للشؤون السياسية ووزير مفوض. تولى رئاسة الاتحاد العماني لكرة القدم بين عامي 1983 و1986 وترأس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية الشاطئية الثانية التي أقيمت في مسقط عام 2010 اضافة الى رئاسته الفخرية لجمعية الصداقة العمانية - اليابانية. وللسلطان الجديد، 4 أولاد بينهم بنتان، وهم وفق جريدة «الرؤية» العمانية، ذي يزن، بلعرب، ثريا، وأميمة. وزوجته عهد بنت عبدالله بن حمد البوسعيدية، وأمه شوانة بنت حمود بن أحمد البوسعيدية.

مشاركة :