سلطان عُمان الجديد هيثم بن طارق يتعهد بمواصلة سياسة سلفه

  • 1/12/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مسقط - (أ ف ب): تعهد سلطان عمان الجديد هيثم بن طارق أمس السبت بعد تعيينه خلفا لابن عمه الراحل قابوس بن سعيد الذي توفي يوم الجمعة، بمواصلة سياسة بلاده الخارجية القائمة على «عدم التدخل» التي انتهجها سلفه. وقال السلطان الجديد في أول تصريحات له منذ تنصيبه سلطانا: «سوف نرتسم خط السلطان الراحل مؤكدين على الثوابت (...) وسياسة بلادنا الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لغيرنا واحترام سيادة الدول، وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات». وتابع: «كما سنبقى كما عهدنا العالم في عهد المغفور له (...) داعين ومساهمين في حل الخلافات بالطرق السلمية». والسلطان قابوس الذي تولّى الحكم في 23 يوليو 1970 كان يتلقّى العلاج من سرطان في القولون بحسب دبلوماسيّين. وكانت وكالة الأنباء العمانيّة الرسميّة قد أعلنت وفاة السلطان قابوس نقلا عن البلاط السلطاني. وقالت على موقعها وحسابها في تويتر: «ينعى ديوان البلاط السلطاني المغفور له بإذن الله تعالى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور المعظم» الذي توفي مساء الجمعة 10 يناير. وقد عقدَ مجلس الدفاع العُماني جلسةً له بُعيد وفاة قابوس، وفق الوكالة التي ذكرت أن ديوان السلطان أعلن «الحداد وتعطيل العمل الرسميّ للقطاعَين العام والخاص مدّة ثلاثة أيّام وتنكيس الأعلام في الأيّام الأربعين القادمة». وكان الإعلام العماني قد نقل يوم الثلاثاء عن ديوان البلاط السلطاني قوله إنّ «حال السلطان قابوس مستقرّ» منذ نقله إلى المستشفى مؤخّرًا. وأشارت وكالة الأنباء العُمانيّة الرسميّة إلى أنّ وفاة السلطان جاءت «بعد نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاما منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 من شهر يوليو عام 1970 وبعد مسيرة حكيمةٍ مظفرةٍ حافلةٍ بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها، وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة وأسفرت عن سياسةٍ متّزنةٍ وقف لها العالم أجمع إجلالاً واحترامًا». والسلطان قابوس غير متزوج ولا أبناء ولا أشقاء له. وتكثفت الشائعات حول وضعه الصحي في الأسابيع الأخيرة منذ عودته من بلجيكا حيث خضع لفحوص طبّيّة. وكانت زياراته المتكرّرة لألمانيا بدافع العلاج قد أثارت القلق حول خلافته واستقرار البلاد التي تؤدّي بانتظام دور الوسيط للحلفاء الغربيين وخصوصا في العلاقات مع إيران. وأعلنت الحكومة العمانية في تغريدة صباح أمس السبت أن «صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد حفظه الله يؤدي القسم سلطانا للبلاد (...) إثر انعقاد مجلس العائلة المالكة وتقريره تثبيت من أوصى به جلالة السلطان قابوس بن سعيد». وأشار معلق التلفزيون العام في السلطنة إلى أن العائلة المالكة قررت فتح رسالة تركها السلطان الراحل وحدد فيها اسم خليفته. وبحسب الدستور، يمكن لمجلس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، تحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم. والسلطان الجديد هيثم بن طارق (65 عاما) محب للرياضة، وتولى منصب نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، قبل أن يصبح وزيرا للتراث والثقافة في التسعينيات. وهو كذلك أول رئيس للاتحاد العماني لكرة القدم في مطلع الثمانينيات. دور الوسيط وُلد السلطان قابوس في 18 نوفمبر سنة 1940 في صلالة في الجنوب، حيث تابع تعليمه المدرسي، إلى أن التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا وهو في العشرين من عمره. وتخرّج السلطان فيها بعد عامين برتبة ملازم، ثم خدم في ألمانيا ضمن فرقة عسكرية بريطانية مدة عام. ولدى عودته إلى بلاده سنة 1964، اصطدم السلطان بسياسة متشددة كان يعتمدها والده الرافض لأي تحديث، إلى أن تولى الحكم في 23 يوليو 1970، ليطلق مرحلة من التحديث بدأت بتصدير النفط. وأعلن قابوس نفسه «سلطان عمان» بعدما كان لقب الحاكم «سلطان مسقط وعمان»، وأصبح الحاكم الثامن في سلالة آل سعيد منذ أن تولت الحكم عام 1749، فقام فورا بتغيير العلم والعملة. اعتمد السلطان قابوس سياسة تقارب مع إيران الواقعة على الضفة الأخرى من مضيق هرمز، وذلك على النقيض من حكام عرب آخرين. وقد اتخذ موقفا محايدا خلال حرب العراق مع إيران بين عامي 1980 و1988. وأتاحت له علاقته القريبة من إيران بأن يلعب دور الوسيط في الملف النووي، الأمر الذي تمخّض عنه اتفاق مهم في عام 2015 بين طهران وواشنطن في عهد باراك أوباما، قبل أن ينسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتوجّهت الدول الغربيّة مرارًا إلى مسقط لتطلب منها العمل كوسيط، ليس في النزاعات الإقليميّة فحسب، لكن في القضايا الدولية أيضًا. وتوسّطت عمان أيضًا بين طهران وواشنطن لإطلاق سراح سجناء، بما في ذلك إطلاق سراح ثلاثة أمريكيين سجنوا في إيران للاشتباه في كونهم جواسيس بعدما ضلوا طريقهم عبر الحدود عام 2009.

مشاركة :