يمد الطعام الإنسان بما يحتاج إليه من طاقة، وهي التي تجعله يتحرك ويسعى ويؤدي ما عليه من التزامات ومهام مختلفة.ويعاني بعض الأشخاص من حالة مرضية يطلق عليها اضطرابات الأكل، وهي حالة خطيرة تؤثر بصورة سلبية على صحة المصاب.يعاني المصاب بسبب هذه الاضطرابات من عدد من الأعراض، والتي تختلف بحسب الاضطراب، غير أنها تشتمل على التركيز وكذلك الوزن وشكل الجسم.ويعتبر الأكثر عرضة للإصابة بها المراهقون والبالغون صغار السن، وإن كان مختلف المراحل العمرية عرضة للإصابة بها، ويساعد العلاج على أن يعود المصاب إلى عادات صحية أفضل.نتناول في هذا الموضوع مشكلة اضطرابات الأكل بأنواعها، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك أعرضها المختلفة التي تميزها عن غيرها، وطرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتبعة والحديثة. غير معلوم نشر موقع «هيلث لين» أسباب الإصابة باضطرابات الأكل، مع أن السبب الرئيس غير معلوم، ومنها امتلاك بعض الأشخاص جينات تزيد خطر الإصابة بهذه الاضطرابات، ويكون من يعاني أحد الوالدين أو الأشقاء من اضطرابات الأكل أكثر عرضة للإصابة أيضا به.ويمكن أن تكون مشكلات نفسية سببا في الإصابة، ومن ذلك معاناة المصاب من تدن في تقدير الذات، أو علاقات مضطربة أو سلوك متهور.وتوجد في كثير من المجتمعات معتقدات خاطئة، مثل فكرة أن النجاح مرتبط بكون الشخص نحيفا، ويغذي هذه الفكرة النظراء ووسائل الإعلام المختلفة. عوامل الخطر يمكن أن ترجع الإصابة باضطرابات الأكل إلى بعض العوامل، وعلى سبيل المثال فالمراهقات والنساء صغيرات السن أكثر عرضة للإصابة من الذكور بفقدان الشهية أوالنهم.ويلقى من يفقدون الوزن عبارات التشجيع من المحيطين، وهو الأمر الذي ربما كان دافعا للبعض أن يفرط في اتباع نظم غذائية أكثر تشددا، في حالة الشعور بأي زيادة في الوزن، وبالتالي يتعرضون للإصابة باضطرابات الأكل.وتؤثر الضغوط النفسية المختلفة على البعض، وهو ما يزيد من خطر الإصابة باضطرابات الأكل، كما أن بعض المهن تعتبر عرضة أكثر من غيرها، وبالذات تلك التي تضع شروطا لشكل الجسم والوزن، كالرياضيين والممثلين والراقصين. تختلف بحسب النوع الأعراض تختلف بحسب اضطراب الأكل، وتعتبر أكثر أنواع الاضطرابات انتشارا فقدان الشهية العصبي والنهم العصبي واضطراب الإسراف في تناول الطعام، كما أن من الأنواع أيضا اضطراب الاجترار وتناول الطعام الاجتنابي أو المقيد، وذلك حسب ما نشر في موقع «إيتنج دسوردر هوب».ويعتبر فقدان الشهية العصبي أحد الاضطرابات التي يمكن أن تهدد حياة المصاب به، ويطلق عليه في الغالب فقدان الشهية أو أنوركسيا، ويعاني المصاب به من انخفاض في الوزن بشكل غير عادي، وخوف شديد من اكتساب أي وزن جديد.ويكون لديه تصور مشوه متعلق بوزن الجسم أو شكله، ولذلك فإن المصاب يبذل مجهودا كبيرا بهدف التحكم في الوزن والشكل، وهو الأمر الذي يؤثر على صحته وأنشطته اليومية.ويقلل المصاب من استهلاك السعرات الحرارية بصورة مبالغ فيها، أو يلجأ إلى طرق تفقده الوزن كممارسة الرياضة، أو استخدام وسائل الحمية والملينات، وربما لجأ إلى القيء بعد الأكل.وتأتي خطورة هذا الاضطراب أن تقليل الوزن تحت المعدل ربما تسبب في مشاكل صحية خطيرة، إلى الحد الذي يصل إلى التجويع حتى الموت. نوبات شراهة يعرف اضطراب الشره المرضي العصبي بالشره المرضي أو النهم أو البوليميا، وهو من اضطرابات الأكل الخطيرة، ومن الممكن أن يهدد حياة المصاب به.ويعاني المصاب من نوبات شراهة في الأكل وتفريغ المعدة، وبالتالي فقد للسيطرة على الطعام، ويقوم كثير من المصابين بهذا الاضطراب بتقييد أكلهم أثناء النهار، وفي الغالب فإن هذا يتسبب في مزيد من الأكل المفرط ومن ثم تفريغ المعدة.ويتناول المصاب أثناء نوبة الشره كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير، ثم يحاول أن يتخلص من السعرات الحرارية الزائدة بأسلوب غير صحي.ويمكن أن يلجأ بسبب إحساسه بالذنب وخوفه من زيادة الوزن إلى التقيؤ المتعمد، أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط، أو تناول المسهلات حتى يتخلص من السعرات الحرارية. الوزن والشكل ينشغل من يصاب بهذا الاضطراب بوزنه وشكل جسمه، وربما حكم على نفسه أحكاما قاسية بسبب المعاناة من العيوب التي يتصورها.ويعتبر أبرز الأعراض المصاحبة لاضطراب نهم الطعام تناول المصاب كمية كبيرة من الطعام بصورة منتظمة، ويشعر أنه لا يمكن أن يتحكم في هذا الأمر.ويمكن أن يأكل بسرعة، أو يأكل كمية أكبر مما يريد، وذلك بالرغم من أنه لا يشعر بالجوع، وربما استمر يتناول الطعام حتى بعد أن يشعر بالشبع بالزائد.ويترتب على الأكل بشراهة شعور بالذنب أو الخجل أو الاشمئزاز، وذلك وفق كمية الطعام التي يتناولها وكذلك سلوكه، ولا يحاول أن يعوض هذا السلوك بالإفراط في ممارسة الرياضة أو تفريغ المعدة، كالمصابين بالنهم أو فقدان الشهية.ويتسبب في بعض الأحيان شعور المصاب بالخجل إلى أن يأكل بمفرده حتى يخفي شراهته، وغالبا فإن نوبة الشراهة لا تحدث سوى مرة أسبوعيا، وربما كان المصاب ذا وزن طبيعي، وربما عاني من وزن زائد أو السمنة. عدم الاهتمام بالطعام يعاني المصاب باضطراب تجنب، أو تقييد تناول الطعام من أنه لا يلبي الحد الأدنى من احتياجاته الغذائية اليومية، وذلك لأنه لا يهتم بالطعام.ويتحاشي الأطعمة التي لها خصائص حسية كاللون والقوام والطعم والرائحة، أو لأنه يعاني من القلق بخصوص عواقب الأكل، كأن يخاف من الاختناق أو زيادة الوزن.ويمكن أن يتسبب هذا الاضطراب في خسارة كبيرة للوزن، أو عدم زيادة الوزن في مرحلة الطفولة، بالإضافة إلى أن نقص التغذية ربما سبب مشاكل صحية، ولا يتم تشخيص الاضطراب حين تكون المضاعفات جزءا من اضطراب آخر في الأكل، كفقدان الشهية أو جزءا من اضطراب عقلي. الاجترار والوحم يعرف اضطراب الاجترار بأنه تجشؤ وارتجاع متكرر ومستمر للطعام بعد تناوله، ولايكون سبب الإصابة به حالة طبية أوأحد اضطرابات الأكل، وإنما يعود إلى أن الطعام يرجع الفم دون قيء أواختناق، ويمكن أحيانا أن يمضغ الطعام الذي تجشؤه من جديد ثم يبتلعه أويبصقهويمكن أن يتسبب هذا الاضطراب في سوء التغذية إذا بصق المصاب الطعام، أو عندما يتناول كمية أقل، حتى يتجنب هذا الاضطراب، وربما كان هذا الاضطراب أكثر انتشارا بين الأطفال أو في سن الرضاعة، أو لدى من يعانون إعاقة ذهنية.ويعرف اضطراب الوحم بأنه تناول المواد غير الغذائية بشكل مستمر، كالقماش والصابون والتراب، وذلك مدة لا تقل عن شهر، كما أنه يشترط لتشخيص هذا الاضطراب ألا يتعلق هذا الأمر بنمو الشخص أو أنه جزء من عرف اجتماعي.ويمكن أن يتسبب تناول هذه المواد إلى مضاعفات طبية، كمشكلات معوية والإصابة بالعدوى والتسمم، ويترافق هذا الاضطراب مع اضطرابات أخرى كطيف التوحد أو الإعاقة الذهنية. مضاعفات تؤدي اضطرابات الأكل في كثير من الحالات إلى عدد من المضاعفات، والتي يمكن لبعضها أن يهدد حياة المصاب، وبخاصة مع زيادة حدة الاضطراب أو زيادة مدة الإصابة به.وتشمل هذه المضاعفات مشكلات صحية خطيرة، والإصابة بالقلق والاكتئاب، وفي بعض الحالات يمكن أن تصل إلى التفكير في الانتحار.ويعاني المصاب مشاكل في النمو، وذلك بالنسبة للأطفال والمراهقين، كما أن هذه الاضطرابات تؤثر على علاقات الاجتماعية.وتراجع علاقات العمل والدراسة، وربما كانت سببا في لجوء البعض إلى الإدمان، كما أن بعض هذه الاضطرابات يكون مهددا لحياة المصاب به، وهو الأمر الذي يصل في بعض الحالات إلى الوفاة. حدد النوع أولاً يتحدد العلاج بناء على نوع اضطراب الأكل، وإن كان هناك مسار عام يتضمن علاجا نفسيا ودوائيا وتثقيفا غذائيا، وربما احتاج بعض المصابين الذين تتعرض حياتهم للخطر إلى دخول المستشفى بشكل فوري.ويساعد العلاج النفسي في تعليم المصاب استبدال عاداته غير الصحية بأخرى صحية، وربما اشتمل على مشاركة الأسرة في التأكد أن المصاب، سواء أكان طفلا أم بالغا، يتبع طرق الأكل الصحي، ولديه وزن صحي.ويعتبر العلاج السلوكي شائعاً، وبخاصة بالنسبة لمرضى الشره ونهم الطعام، وفيه يتم تعليم المصاب كيف يراقب ويحسن عاداته الغذائية ومزاجه، ويكتشف الطرق الصحية للتعامل مع المواقف الصعبة.وتفيد بعض الأدوية المريض في أن يتحكم في كمية الطعام التي يتناولها أو الاستعانة بالمسهلات والملينات، وربما ساعدت مضادات الاكتئاب والقلق في تخفيف أعراض هذه الحالة، والتي ترتبط في الغالب باضطرابات الأكل.ويحتاج من يعانون من بعض الاضطرابات كفقدان الشهية العصبي إلى دخول المستشفى، وبخاصة إذا أدى إلى سوء تغذية حاد. الالتزام بالخطة تشير دراسة أمريكية حديثة إلى أن معدلات الإصابة باضطرابات الأكل تزيد في مرحلة المراهقة، وكذلك بداية العشرينات، بالرغم من أن جميع المراحل العمرية الأخرى عرضة أيضاً لهذه الاضطرابات.وتنصح هذه الدراسة المصاب باضطرابات الأكل بالالتزام بخطة العلاج الخاصة به، والالتزام كذلك بعدم الخروج عن خطط الوجبات.وينبغي ألا ينعزل المصاب عن أفراد أسرته أو أصدقائه، الذين يهتمون به ويرغبون في رؤيته في أفضل صحة وحال، ويتعامل بشكل طبيعي، ولا ينعزل حتى لا تزداد حالته سوءاً.وينصح الباحثون المصابين بمقاومة فكرة قياس وزنه كل فترة أو تكرار فحص مظهره؛لأن هذه الأمور ربما تسببت في عودته إلى العادات غير الصحية؛ من خلال حالة الإحباط التي تتملكه في حالة لم يتغير الوضع بسرعة أو كثيراً.ويفيده أن يطالع أحد الكتب التي تقدم نصائح عملية؛ للتغلب على هذه الاضطرابات، وكذلك مراجعة مقدمي الرعاية الصحية؛ لمعرفة أي أنواع الرياضات تناسب حالته.
مشاركة :