شهدت العاصمة الإيرانية موجة احتجاجات مناوئة لسلطة المرشد الأعلى علي خامنئي بعد إقرار نظامه بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة الأوكرانية، وذلك بعد أيام من فشله إخفاء الحقيقة إثر تقديم الولايات المتحدة أدلة تدين إيران بالمسؤولية عن الحادثة المأساوية. وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية المقربة من المحافظين إن محتجين رددوا هتافات ضد السلطات ومزقوا صورا لقاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي قتل في 3 يناير بضربة أميركية في بغداد. وأضافت الوكالة أن الشرطة فرقت السبت طلابا كانوا يرددون شعارات "متطرفة" خلال تجمعهم في طهران لتكريم ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أصيبت بصاروخ إيراني عن طريق الخطأ. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مئات الطلاب تجمعوا مطلع المساء في جامعة أمير كبير في وسط طهران لتكريم الضحايا الـ176 الذين قتلوا في حادث تحطم الطائرة. وتحول التجمع التكريمي لاحقا إلى تظاهرة غاضبة. وهتف الطلاب شعارات تندد بـ"الكاذبين" مطالبين باستقالة المسؤولين عن إسقاط الطائرة والتغطية على الحادث ومحاكمتهم. وعرضت وكالة فارس التي ينظر لها على نطاق واسع باعتبارها مقربة من الحرس الثوري صورا لمجموعة من الناس وصورة ممزقة لسليماني. وذكرت أن عدد المحتجين يقدر بنحو 700 إلى ألف شخص. وأظهرت لقطات مصورة على تويتر مئات الأشخاص أمام جامعة أمير كبير في طهران وهم يهتفون "إرحل إرحل يا خامنئي". وردد المتظاهرون الذين تجمعوا أمام الجامعة في طهران السبت هتافات ضد النظام الإيراني، وشعارات من قبيل "ليخجل الحرس الثوري، اتركوا البلاد بأمان"، و"الموت للدكتاتور"، و"نريد استقالة الكذابين"، و"نريد استقالة القائد العام للقوات المسلحة (خامنئي)"، و"لا تقولوا لنا مثيروا الفتنة، بل أنتم الفتنة". وعقب إطلاق المظاهرة الغاضبة هتافات مناهضة للنظام، تدخلت قوات الشرطة الخاصة الإيرانية، وأغلقت الطرقات المؤدية إلى مكان المظاهرة مانعة المواطنين من التوجه إليها. وأعلنت هيئة الأركان الإيرانية السبت في بيان أن منظومة دفاع جوي تابعة لها أسقطت طائرة الركاب الأوكرانية، إثر “خطأ بشري”، لحظة مرورها فوق “منطقة عسكرية حساسة”. وكانت طهران قد أنكرت في البداية سقوط الطائرة بسبب صاروخ، وقالت إنها تمتلك أدلة مقنعة في هذا الإطار. وظلت أياما تنفي الاتهامات الغربية لها بالمسؤولية عن تحطم الطائرة الذي وقع الأربعاء وأدى إلى مقتل جميع من كانوا فيها وعددهم 176 شخصا. وفي 8 يناير الجاري سقطت طائرة ركاب أوكرانية من طراز “بوينغ 737″؛ ما أسفر عن مصرع 176 شخصا، هم 82 إيرانيا و57 كنديا و11 أوكرانيا و10 سويديين و4 أفغان و3 ألمان و3 بريطانيين. وقالت السلطات السبت إن وسائل الدفاع الجوي، التي كانت في حالة تأهب بعد ضربات صاروخية إيرانية لأهداف أميركية في العراق، أطلقت صاروخا صوب الطائرة بطريق الخطأ. وفي رسالة على تويتر السبت ألقى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ببعض اللوم في تحطم الطائرة على ما وصفه بنزعة المغامرة الأميركية. وردت عليه بيتا رزاقي قائلة "هذا هو خط النهاية أيها السيد الوزير! لقد هدمتم كل شيء".
مشاركة :