الدحيل بحاجة إلى «عقل مفكر » !

  • 1/12/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - بلال قناوي: اثنان ساهما في فوز الدحيل على السيلية في المباراة التي جرت بينهما مساء أول أمس بدور نصف النهائي، وتأهله إلى المباراة النهائية لكأس قطر 2020، الأول هو كلود أمين حارس المرمى ، والثاني هو معز علي مهاجم الفريق، ولولا هذين اللاعبين لربما أخفق الدحيل في الوصول إلى النهائي وفي مواصلة مشوار الدفاع عن لقبه ، ولربما تحققت مفاجأة من العيار الثقيل بفوز السيلية وتأهله للمرة الأولى في تاريخه إلى النهائي. كلود أمين أنقذ الدحيل من هدفين محققين في الشوط الأول وتصدى للمحاولتين وللتسديدتين، وأنقذ فريقه من التأخر أمام منافسه والمحافظة على شباكه نظيفة في الشوط الأول الذي تفوّق فيه السيلية بشكل كبير. ومعز علي نجح في تحريك الهجوم وفي زيادة خطورته وفي مساعدة فريقه على اختراق الدفاع السيلاوي الذي كان صعباً في الشوط الأول، وتفكك بمشاركة المهاجم الخطير الذي رجح كفة فريقه ببراعة ومهارة، وبدوره في جعل هجمات فريقه هجمات حقيقية وهجمات خطيرة هددت مرمى السيلية بشكل كبير على عكس الشوط الأول الذي لم يشهد سوى فرصة وحيدة أهدرها ماندزوكيتش في الدقيقة الثالثة. كانت مشاركة معز علي نقطة تحول في المباراة ، حيث تغيّرت استراتيجية اللعب، وتغيّر التكتيك والتنظيم الهجومي، حيث عانى الدحيل بسبب الازدحام الكبير لمهاجميه دون وجود من يستطيع أولاً اختراق الدفاع السيلاوي، وتهيئة الفرص أمام رأسي الحربة ماندزوكيتش ومحمد مونتاري واللذين لم يجدا الكرات التي تساعدهما على تهديد المرمى، ولم يجدا الكرات العرضية سواء العالية أو الأرضية لاستغلال مهاراتهما في الألعاب الهوائية، فظهر الفريق وكأنه لا يملك مهاجمين رغم كثرة مهاجميه والذين وصل عددهم إلى 6 مهاجمين هم أدملسون والمساكني ومن خلفهما إسماعيل محمد وعلي عفيف بجانب ماندزوكيتش ومحمد مونتاري. ومن الغريب أن الدحيل رغم هذا الكم من المهاجمين سجل هدفيه من تسديدتين، وليس من فرص مصنوعة وتكتكيك واضح، فالهدف الأول جاء من تسديدة لويز مارتن التي سقطت من يد الحارس ووجدها ماندزوكيتش فأكملها دون عناء داخل الشباك، والثاني من ركلة جزاء. لم يفتقد الدحيل إلى التنظيم الهجومي الجيد الذي يمكنه من استغلال هذه الكتيبة الهجومية الشرسة ، بل افتقد إلى سرعة الأداء وإلى التحوّل السريع من الدفاع إلى الهجوم، وافتقد أيضاً إلى التخلص من الاحتفاظ بالكرة كثيراً وإلى المراوغة غير المجدية في كثير من الأحوال، بينما كان السيلية أخطر رغم قلة مهاجميه مقارنة بالدحيل، بسبب السرعة في التحول إلى الهجوم، وإلى الاعتماد على التمرير السريع للكرة مما ساعده على تهديد المرمى وحصوله على فرصتين خطيرتين أنقذهما الحارس. الدحيل افتقد أيضاً إلى القائد الذي يجيد تنظيم الأداء واللعب في الوسط والوصول بزملائه المهاجمين إلى المرمى، رغم وجود يوسف المساكني الذي بالغ في المراوغة وفي الاحتفاظ بالكرة مما ساعد السيلية على سرعة الارتداد وعلى غلق كل الطرق المؤدية إلى مرماه. هذه المشكلة عانى منها الدحيل في مباراة قطر الأخيرة بالدوري، وخرج بتعادل سلبي غير متوقع رغم كل ما يملكه من مهاجمين ومن لاعبين يميلون إلى الجانب الهجومي ولم يستطع هز الشباك القطراوية وخسر نقطتين غاليتين. وقد بات الدحيل في حاجة إلى أسلوب مغاير من مدربه البرتغالي روي فاريا، وإلى تكتيك مختلف يساعده على الاستفادة من القوة الهجومية الضاربة التي أصبح يتمتع بها، فلا يوجد فريق يملك هذا الكم من المهاجمين بشكل عام، والذين وصل عددهم إلى 8 لاعبين إذا وضعنا في الاعتبار وجود معز علي والمحترف الجديد الكوري الشمالي هان كوانج. ونعتقد أن الدحيل في حاجة إلى قائد في الوسط مثل لاعبه السابق الكوري الجنوبي نام تاي هي، الذي كان يتمتع بالسرعة الكبيرة مما كان يساعد الفريق على استغلال المساحات الخالية في ملعب المنافس، ومساعدة مهاجميه بكرات وفرص سهلة. معز واللعب أساسياً أثبت معز علي نجم هجوم الدحيل أنه لا غنى عن وجوده في التشكيل الأساسي لفريقه، حيث عانى الدحيل في آخر مباراتين ولم يسجل سوى هدفين. في المباراة الأولى أمام قطر بالدوري غاب معز علي ولم يشارك لا أساسياً ولا احتياطياً، فأخفق الدحيل في الفوز على قطر وخرج بالتعادل السلبي. وفي الشوط الأول أمام السيلية بنصف نهائي كأس قطر، عانى الدحيل وخرج بالتعادل السلبي، وبمجرد مشاركة معز تغيّر الحال وعرف الفريق الطريق إلى المرمى وإلى الشباك. وجود معز علي أساسياً في تشكيل فريقه أمر ضروري لعدة أسباب أهمها أنه يتمتع بمواصفات المهاجم الخطير وأيضاً بمواصفات الهداف، كما أنه يتمتع بالقدرة على الانطلاق بقوة وسرعة والتفوق على المدافعين وهو ما ساهم في تفوق هجوم فريقه منذ الدقائق الأولى لمشاركته بداية الشوط الثاني، كما أن تحركاته ساهمت في فتح وظهور الثغرات في الدفاع السيلاوي، وعرف الطريق إلى الشباك وسجل هدفين وكان بمقدوره تسجيل أهداف أخرى، حيث تفوّق هجومياً وحصل على العديد من الفرص لم تُستغل بالشكل الأمثل. السيلية أهدر الفرصة لم ينجح السيلية ومدربه التونسي سامي الطرابلسي في استغلال الفرصة التي سنحت لهم في الشوط الأول، واستغلال الحالة غير الجيدة هجومياً لفريق الدحيل، صحيح أنه هاجم ولم يدافع كثيراً، وحصل على فرصتين، لكنه لم يواصل الهجوم ولم يحاول زيادة الضغط لعله يخطف هدفاً يغيّر مجرى اللقاء والمباراة لصالحه. لم يستغل السيلية الفرصة في الشوط الأول، ما جعله يدفع الثمن غالياً في الشوط الثاني، خاصة بعد أن تغيّر هجوم الدحيل وتغيّر أسلوبه، وأصبحت السيطرة له مما عطّل الهجوم السيلاوي تماماً وأجبره على التراجع للدفاع.

مشاركة :