«أنت وين الحين؟»... ورطة للمبلِّغين

  • 1/13/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فيما تتعالى الأصوات في بدالة العمليات في وزارة الداخلية «112» مرددة العبارة المعتادة «أنت وين الحين؟»، يسود الصمت على الجهة الأخرى من المكالمة الهاتفية، لعجز صاحب الاتصال الذي يريد تقديم بلاغ عن تقديم وصف لموقعه، في مشهد يتكرر يومياً، من دون أن يكون هناك حلول جذرية لتلك المشكلة، التي تخلف الكثير من المشاكل، لا سيما في بلاغات الحرائق التي تحتاج إلى سرعة وصول سيارات الاطفاء لإخماد النيران.ورطة سؤال «أنت وين؟» تصيب المستغيث بحالة من الارتباك والتوهان، وتزيد من ألمه ومصابه، بل المشكلة تكون أكبر من ذلك، مع فئة الصم والبكم التي لا تستطيع طلب المساعدة في حال تعرضها للخطر. ولعل ما يزيد من المشكلة، أن عدم وجود توصيف دقيق لموقع المبلغ، بسبب عدم درايته بالمكان، يتسبب في تأخير وصول سيارات الإسعاف أو المطافئ لموقع الحادث، وتكون المشكلة أكبر في وجود بلاغات الحرائق، حيث يواجه رجال الاطفاء صعوبات للوصول إلى البلاغات، مما يضطر للاتصال بأقرب دورية لموقع الحادث لمحاولة الوصول.وفي ظل عجز إدارة العمليات المركزية في الوصول إلى البلاغات الواردة إليها من قبل المبلغين الذين لايعرفون مواقعهم بالشكل الصحيح، ترتفع المطالبة بضرورة استخدام خدمة «واتساب» من خلال تحديد الموقع «لوكيشن» لمركز تلقي البلاغات، وهي وعود من المسؤولين منذ سنوات لم ترَ النور، إضافة إلى تفعيل غرف العمليات وتزويدها بمختصين بلغة الاشارة لحل أزمة الوصف المكاني الدقيق وبلاغات فئة الصم والبكم المحرومة من تقديم بلاغاتها أو طلب المساعدة، نتيجة عدم وجود خدمة تسمح لها في طلب المساعدة في حال تعرضها لمكروه، في حين أوجدت بعض البنوك الخدمة لذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم أو ضعاف السمع الذين لا يمكنهم التحدث هاتفياً، إذ يمكنهم التواصل كتابياً من خلال هذه الخدمة، ومن ثم تقديم بلاغهم واستقبال طلباتهم، وهي خدمة يجدر بوزارة الداخلية الاستفادة منها، لاسيما أن الوزارة طرحت خدمة «ساعدوني» إلا أن هذه الخدمة تحتاج أن يتم تنزيل تطبيق الوزارة على الهاتف وهي مخصصة للبلاغات البحرية وأهل الحداق.وطالب مراقبون بوجود اشتراطات جديدة على الأقل في المدن السكنية الجديدة، وأن تكون هناك خدمة البلاغات الصامتة، بمعنى أن يقوم البيت نفسه بتقديم البلاغ بحيث يكون مرتبطاً بغرفة العمليات في زمن الانترنت والتطور، وهذا الأمر معمول في دول أوروبية. وأشاروا إلى أن هناك بلاغات ترد من أطفال دون سن الحادية عشرة، لا يستطيعون إرشاد فرق الانقاذ إلى موقعهم، فيقول على سبيل المثال في بلاغه «أنا في الجهراء» فقط من دون أي معلومات أخرى، وفي مثل هذا الأمر يحتاج إلى إرشاد وتأهيل وطرق حديثة لتلقي البلاغات. من جانبه، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام بالإدارة العامة للإطفاء العميد خليل الأمير أن الادارة وبالتنسيق مع الهيئة العامة لشؤون الاعاقة أدخلت بيانات ذوي الاعاقة وعناوينهم في النظام الآلي لغرفة العمليات المركزية للادارة العامة للاطفاء، لافتاً إلى أن هذه الخدمة يتم الاستعانة بها عند وقوع حريق في منزل المعاق، حيث يتم تنبيه ضابط الموقع لوجود المعاق داخل البيت، حتى يتم التصرف وإخراجه سالما عند التعامل مع الحادث.وأوضح العميد الأمير أنه يمكن لأي شخص من ذوي الاعاقة أو المسؤول عنه الاتصال بعمليات الاطفاء والتأكد من وجود عنوانه في النظام الآلي للاطفاء مناشدا ذوي المعاقين بتزويد الادارة بالعنوان الجديد في حال انتقالهم إلى مسكن آخر.من جانب آخر، قال أحد العاملين في الإدارة العامة للاطفاء إن «معرفة عنوان الحادث أو الحريق من المشكلات اليومية التي تؤرقنا، فعندما نتلقى البلاغ يكون الشخص المبلغ في حالة خوف ورعب، لذلك يضيع في الوصف، أو يعجز عن التعبير نتيجة الحالة التي يعيشها، وقد يزودنا بعنوان خاطئ، وهذا الأمر يتسبب في تأخر الوصول لحين تصحيح العنوان من أحد جيرانه الذي يتصل مرة أخرى لطلب الاستغاثة».وأشار المصدر إلى أن «العناوين المبهة وغير الواضحة تكلفنا الكثير من الوقت، وتضاعف من عملنا. فبدلاً من التركيز على عملية الانقاذ يكون همنا البحث عن عنوان الحادث أو الحريق والاستدلال عليه، ونعتمد في حال تلقينا العنوان بالشكل الصحيح لبرنامج (كويت فايندر) التابع للهيئة العامة للمعلومات المدنية». وقال إن العاملين في مراكز الاطفاء يقومون بجولات في المناطق السكنية التابعة لهم بشكل يومي، للتعرف على العناوين والمنطقة بشكل جيد، حتى إذا جاء بلاغ تكون عملية الوصول لمواقع الحرائق أو الحوادث بشكل سريع.

مشاركة :