بغداد - وكالات: أقدم المُتظاهرون في عددٍ من المحافظات العراقية على إجراءات تصعيدية بالتزامن مع تسرّب أنباء عن اتفاقات سياسية، لإعادة منح الثقة لرئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي وعودته إلى المنصب. وأصيب 59 شخصًا، غالبيتهم من عناصر الأمن، في اشتباكات أمس بين متظاهرين وقوات الشرطة في محافظة /واسط/ وسط البلاد. وذكرت مصادر أمنية، في تصريحات، أن حصيلة الصدامات والمواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن بالقرب من مبنى جامعة /واسط/ ارتفعت إلى 59 مصابًا بينهم 48 عنصرًا في الشرطة. وأوضحت أن 11 متظاهرًا أصيبوا في هذه الأحداث، وسط أنباء عن إغلاق الحرم الجامعي لتفادي وقوع مزيد من الضحايا في صفوف الطرفين. وفي محافظة /البصرة/ جنوب العراق أقدم متظاهرون غاضبون على إغلاق بوابة مستودع الفاو النفطي، بينما شهدت محافظة ذي قار جنوب العراق قطع عدد من الطرق وأضرم المتظاهرون النار بالإطارات وقاموا بإغلاق تقاطع البهو في مدينة الناصرية. وأقدم عددٌ من المتظاهرين على إغلاق شارع 60 وجسر الثورة وسط مدينة الحلة مركز محافظة /بابل/ جنوب بغداد، في حين شهدت محافظة /النجف/ جنوب العراق قيام متظاهرين من الطلاب بإغلاق بوابة جامعة الكوفة ومنع الموظفين من الدخول، كما قطع مُحتجون العديد من الطرق بين النجف والكوفة وكذلك إغلاق طريق مطار النجف بالإطارات المُحترقة. وتشهد العاصمة بغداد ومُحافظات الوسط والجنوب تظاهرات واحتجاجات وإضرابًا عن الدوام منذ مطلع أكتوبر الماضي، وتجدّدت في الـ25 من الشهر ذاته وشارك بها طلبة المدارس والجامعات، والمستمرة حتى اللحظة، للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية ووزارية، وتوفير فرص عمل. من جهة أخرى، كشفت حكومة إقليم كردستان أبرز ما بحثته زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي إلى الإقليم، بينما حددت مواصفات رئيس الوزراء المقبل. وقال جوتيار عادل الناطق الرسمي باسم حكومة الإقليم في تصريح صحفي إنّ الجانبين بحثًا مُختلف الجوانب التي تهم العلاقة بين بغداد وأربيل، ومنها الموازنة فضلًا عن أنها من جانب آخر استكمال لمباحثات سابقة جرى استكمالها بالإضافة إلى التطوّرات الأخيرة في المنطقة وبالذات الأزمة الإقليمية الراهنة. وأضاف إنّه جرى خلال اللقاء بحثُ موضوع الانسحاب الأمريكي، حيث أكّد عادل «أن البرلمان العراقي أصدر قرارًا بهذا الشأن وكان لنا -وما زال- رأي في هذا الموضوع، حيث إنّنا نرى أنّ القرار تم اتخاذه تحت وطأة العواطف والتسرع وقد ثبتنا ذلك بوضوح، لكنه في النهاية أصبح قرارًا ما دام قد صدر بالأغلبية «. ولفت إلى أنّ «رؤية إقليم كردستان تقوم على أساس أنّ قرارات من هذا النوع تحتاج إلى وقت، فضلًا عن أننا نرى أن التحالف الدولي لا يزال يمثل حاجة لدينا لأن خطر /داعش/ لا يزال قائمًا». وقد أعطى رئيس حكومة تصريف الأعمال في العراق القائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمَهدي أمس الأوامر بتشكيل لجنة تحقيق بشأن ملابسات أعمال العنف التي رافقت المظاهرات الاحتجاجية في محافظة كربلاء 118/كم جنوبي بغداد. يأتي ذلك فيما عزّزت القوات الأمنية من وجودها في محيط ساحة التظاهر بالمدينة. وأعربت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق أمس عن أسفها لتصاعد المظاهرات الاحتجاجية في محافظتَي واسط وكربلاء وحدوث إصابات بين المتظاهرين والقوات الأمنية. وقالت المفوضية، في بيان، إنها وثقت من خلال فرقها الرصدية الأحداث المؤسفة التي جرت في محافظتي واسط وكربلاء والتي أدّت إلى سقوط 46 مصابًا من القوات الأمنية والمتظاهرين في محافظة واسط، وستة مصابين في محافظة كربلاء بسبب التصادمات التي حدثت أمام جامعة واسط، وكذلك في ساحة زيد في محافظة كربلاء التي استخدم فيها الرصاصُ الحي والغازات المسيلة للدموع والحجارة والآلات الحادّة.
مشاركة :