شهدت مدينة كربلاء العراقية الاثنين إضرابا تمثل بإغلاق الدوائر الحكومية والشوارع والجسور، استنكارا لمقتل متظاهرين خلال الساعات الـ 24 الماضية برصاص القوات الأمنية وسط مدينة كربلاء (118كم جنوبي بغداد). وقال شهود عيان إن متظاهرين شرعوا منذ ساعات الصباح الأولى بإغلاق الطرق والجسور الرئيسية بالإطارات، ومنعت حركة السيارات والتنقل بين الأحياء، ما أدى إلى عدم قدرة الموظفين على الوصول إلى مقار عملهم . وحسب الشهود ، قامت مجاميع من المحتجين بإغلاق مباني جامعة كربلاء وجامعة أهل البيت الأهلية، ونصبوا سرادق اعتصام لمنع وصول الطلاب والانتظام بالدوام الرسمي. وشملت عملية الاضراب حركة السيارات في مناطق وسط كربلاء، فيما شوهد المواطنون وهم يتوجهون إلى ساحة التظاهر للمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية، مشيا على الأقدام في ظل انتشار أمني كبير، وخاصة في محيط ساحة التربية مركز الاعتصامات والتظاهرات الاحتجاجية في كربلاء. وشهدت مدينة كربلاء الليلة الماضية اضطرابات أدت الى إحراق مقر منظمة بدر الشيعية بزعامة هادي العامري، وعدد من الأبنية والمطاعم. وتأتي عملية حرق مقر منظمة بدر في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في كربلاء، وتصاعد حدة المواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية. وبحسب شهود عيان، فإن المتظاهرين بدأوا ليلا بالتوافد على ساحة التربية مركز المظاهرات في كربلاء للمشاركة بهذه المظاهرات في ظل انتشار كبير للقوات الأمنية تحسبا من وقوع اضطرابات أمنية. ومع تصاعد حدة المواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، استدعي تدخل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي وتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الاعتداء على المتظاهرين وسط كربلاء. وأبلغ الشهود بأن موجة الاضطرابات طالت أيضا أحد المطاعم وشملت اعتداء على محال تجارية وهيئة المواكب الحسينية. ويسود غضب كبير بين المحتجين العراقيين على خلفية اغتيال صحفيين اثنين برصاص مجهولين في محافظة البصرة جنوبي البلاد، الجمعة. ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت 502 قتيل وأكثر من 17 ألف جريح، معظمهم من المحتجين استنادًا إلى مصادر حقوقية وطبية وأمنية. وأجبر المحتجون حكومة عادل عبدالمهدي على الاستقالة، في الأول من ديسمبر الماضي، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003. ويطالب المتظاهرون، أيضا، باختيار مرشح مستقل نزيه لا يخضع للخارج وخاصة إيران يتولى إدارة البلد لمرحلة انتقالية تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة.
مشاركة :