انهيار الليرة يسقط الأسواق السورية في الركود

  • 1/14/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد الأسواق السورية خلال هذه الفترة حركة ركود كبيرة جدا جراء انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار الأميركي في السوق السوداء بشكل غير مسبوق. ويقول سوريون إن سعر صرف الدولار تجاوز 1015 ليرة، الاثنين، لتصل العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها منذ تفجر الحرب السورية في عام 2011. ويؤكد تجار عملة أنه رغم أن الليرة بلغت مستوى 660 مقابل الدولار لفترة وجيزة في 2016، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تحوم فيها قرب تلك المستويات القياسية المنخفضة لأيام. وعزا خبير اقتصادي سوري في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية انخفاض قيمة الليرة، إلى قلة الناتج المحلي، إضافة إلى أحداث لبنان والعقوبات الاقتصادية الغربية. وتسعى دمشق إلى التخفيف من وطأة الأزمة من خلال محاولات يائسة لتشجيع الاستثمارات الأجنبية وفتح منافذ جديدة مع حلفائها. وأعرب الخبير، الذي طلب عدم ذكر اسمه، عن أمله في أن تحدث خلال الساعات والأيام القادمة انفراجة في الوضع الاقتصادي، بعد زيارة الوفد الحكومي السوري إلى طهران، وتقديم إيران دعما ماليا للحكومة السورية. وقال “ما كنا نحذر منه حصل بأن يتجاوز سعر صرف الدولار ألف ليرة، ولكن السؤال الأصعب هو: ماذا بعد؟ هل يستمر الدولار بالصعود والليرة السورية بالانخفاض؟ وإلى أي مبلغ يصل؟”. وأضاف أن “أغلب الشعب يعتمد على رواتب يقبضها بالليرة السورية إذا كان متوسط راتب الموظف قبل عام 2011 حوالي 25 ألف ليرة (500 دولار)، واليوم يتراوح متوسط الراتب بين 50 و80 دولارا”. يذكر أن صرف الدولار وفق نشرة البنك المركزي السوري ما زال عند 436 ليرة. 1015 ليرة السعر الذي بلغه الدولار في سوق العملة السورية وهو الأدنى منذ عام 2011 وشهدت أسواق العاصمة دمشق وعموم مدن البلاد، الأحد الماضي، حالة جمود كبيرة، حيث أغلقت بعض المحلات التجارية أبوابها بسبب ارتفاع الدولار الأميركي وتخطيه ألف ليرة. وقال أحد أصحاب المحال التجارية المتخصصة في بيع الملابس في حي الصالحية، أشهر أحياء العاصمة دمشق، “منذ الصباح لم يدخل إلى المحل أي زبون، وهذا أغلب حال المحالات التجارية، لم تعد الأولوية للملابس، بل الأهم هو تأمين الغذاء”. وأضاف “كنا نتوقع حركة كبيرة في بداية العام الجديد، ولكن ارتفاع سعر الدولار أدى إلى ارتفاع أسعار الملابس بشكل كبير قياسا بسعر الصرف”. وتسود حالة من التشاؤم بين السوريين من السقوط في حفرة أزمات أعمق بعد أن دفع انحدار قيمة الليرة أسعار جميع السلع في الأسواق إلى الارتفاع بشكل غير مسبوق. وفي حي الميدان الدمشقي، أبرز الأسواق الشعبية، قال رامز أحمد، ويعمل في شركة خاصة، إن “بعض المحلات التجارية في الميدان وجرمانا وغيرهما أغلقت أبوابها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار”. وأكد أنه أي محل تجاري “تدخل إليه يحسب قيمة البضاعة على أساس سعر صرف الدولار، وأي سلعة يبيعها اليوم ربما يخسر بسعرها غدا في ظل ارتفاع الدولار”. ويضيف أحمد “بعض المحال التجارية أغلقت أبوابها بحجة موجة البرد، ولكن في الواقع هم يريدون الحفاظ على بضاعتهم علها تكون بسعر أعلى غدا”. وبموازاة ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي، ارتفعت قيمة الذهب في الأسواق المحلية بشكل كبير. وقال شادي، الذي يعمل في محل مجوهرات في ريف دمشق، إن “سعر غرام الذهب عيار 21 حسب لجنة الصاغة، هو حوالي 41 ألف ليرة (42 دولارا)”، لافتا إلى أنه منذ ثلاثة أيام لم يتم بيع أو شراء أي قطعة ذهب. وأشار إلى أن من لديه قطع ذهب ويريد بيعها يتابع حركة صعود الأسعار، حيث ينتظر حتى تصل إلى سعر أعلى مما عليه اليوم. ويلقي محللون باللوم على البنك المركزي السوري بسبب تخليه عن دعم الليرة بسبب تلاشي موارده المالية في ظل الخراب الاقتصادي، الذي فاقمه تشديد العقوبات الغربية خلال العام الماضي.

مشاركة :