بدأت القوات العراقية و«الحشد الشعبي» أمس عملية تضاربت المعلومات بشأن هدفها الأولي واسمها لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات شاسعة منها. ففيما سمت وزارة الدفاع العملية بـ«عملية تحرير الأنبار» فإن الحشد الشعبي (المتطوعين الشيعة) أعلن أنها تهدف إلى محاصرة الرمادي، مركز الأنبار، أولا وتحريرها من التنظيم لتبدأ بعد ذلك عملية تحرير المحافظة. واللافت أيضا أنه بينما لم تطلق المؤسسة العسكرية اسما معينا على العملية بينما الحشد الشعبي أطلق عليها اسم «لبيك يا حسين» في بادرة توحي بأنه يقود العملية. وأكد أحمد الأسدي، المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي، في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الرسمي أن عملية «لبيك يا حسين» تقودها قوات الحشد الشعبي بالتنسيق مع القوات المسلحة هناك، حسب وكالة رويترز. بدورها نسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى الأسدي، وهو نائب برلماني عن حزب الدعوة الذي يقوده رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، قوله «انطلقت عملية (لبيك يا حسين) في مناطق شمال صلاح الدين وجنوب غربي تكريت وشمال شرقي الرمادي، والتي ستطوق الرمادي من الجهة الشرقية»، مشيرا إلى مشاركة قوات من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وأغلب فصائل الحشد الشعبي في العملية. وحسب الأسدي، فإن منطقة الجزيرة التي تربط بين محافظتي صلاح الدين والأنبار «سيتم تحريرها في هذه العملية التي تهدف إلى تطويق محافظة الأنبار لتحريرها بالكامل». وشدد المتحدث قائلا إن «انتصاراتنا ستكون سريعة لأن استعداداتنا قوية». وتحدثت مصادر في الحشد الشعبي عن إرسال أربعة آلاف مقاتل إلى مناطق شمال الرمادي من مقاتلي العشائر السنية. في غضون ذلك، تمكنت قوات عراقية في مواقع أخرى من فرض سيطرتها والتقدم باتجاه الرمادي. وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش متواجد في الأنبار إن «قوات من الجيش والحشد الشعبي، استطاعت تحرير منطقة العنكور (جنوب الرمادي) والدخول إلى منطقة الطاش» الواقعة إلى الجنوب من الرمادي. كما فرضت القوات العراقية سيطرتها على امتداد 35 كلم في منطقة واقعة على الطريق السريع غرب الرمادي، وفقا للمصدر. وبذلك تعد الرمادي تحت حصار محكم، باستثناء الجانب الشمالي الذي يتصل في محافظة صلاح الدين ويفصلها عنه نهر الفرات ومنطقة صحراوية. بدوره، قال قائد شرطة محافظة الأنبار، اللواء هادي رزيج، لـ«الشرق الأوسط» إن «قطعات الجيش والشرطة وقوات والحشد الشعبي تقف الآن على مشارف جامعة الأنبار (5 كلم غرب مدينة الرمادي) بعد أن فرضت القوات حصارًا على مسلحي تنظيم داعش وقطعت طرق الإمدادات عنهم من الجهة الغربية والغربية الجنوبية للمدينة». وأضاف رزيج أن «مدينة الرمادي باتت مطوقة من ثلاث جهات من قبل القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي الموجودة في منطقتي (الكيلو 35) و(حصيبة الشرقية) ومحيط الفلوجة بعدما تم تأمين وتحصين منطقة الخالدية بالكامل ضد هجمات مسلحي تنظيم داعش». وبشأن إطلاق اسم «لبيك يا حسين» على العملية، قال أركان خلف الطرموز، عضو مجلس محافظة الأنبار، لـ«الشرق الأوسط» إن «الاسم لا يهم بقدر اهتمامنا بمشاركة جميع أبناء الشعب العراقي في معارك التحرير». وأضاف: «اليوم يقف في صف واحد أبناء العشائر وقوات الحشد الشعبي ومتطوعون بعدد 500 مقاتل من الإخوة الشبك وبنفس العدد من المقاتلين يشترك معنا في القتال الأخوة المسيحيون وكذلك إخوتنا الأكراد»، مذكرا بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي كان قد أعلن، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، بعد تحرير مدينة تكريت مباشرة ومن قاعدة الحبانية انطلاق عمليات تحرير الأنبار باسم «عملية تحرير الأنبار الكبرى».
مشاركة :