قال ناصر آل علي رئيس الخدمات المصرفية المؤسساتية لدى بنك اتش اس بي سي في الإمارات إن هناك أجواء من الحذر تسود بين الشركات والمؤسسات التجارية في الإمارات، مضيفا أن آثار انخفاض أسعار النفط يمكن أن تكون إيجابية أكثر من سلبية بالنسبة للشركات العاملة في منطقة تتمتع باحتياطات مالية قوية. واضاف: أن الانخفاض الحاصل في أسعار النفط قد أثر بشكل سلبي على السوق في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وحيث أنه قد يكون لذلك تأثير على الإنفاق، فإننا بحاجة للتذكر بأن حكومة الإمارات قد قامت فعلاً بإعداد واعتماد موازنتها لعام 2015 بزيادة قدرها 6.5٪ (3.1 مليار درهم) عن موازنة عام 2014. كما تم تخصيص مبلغ قدره 1.63 مليار درهم لدعم الاستمرار في برنامج الإنفاق على مشاريع البنية التحتية الكبيرة. ولا تزال الحكومة تتمتع بوضع مرن جداً يمكّنها من تحمل المزيد من الانخفاض في أسعار النفط، يضاف إلى ذلك الاقتراح الذي يقول بأن أسعار النفط ستعود إلى سابق عهدها خلال الأعوام القليلة المقبلة ويبدو أن هناك القليل من المخاوف بهذا الشأن على صعيد الدولة ككل. وتابع:يبقى هذا التوجه مجرد وجهة نظر وقد لا تنعكس بين أوساط الشركات والمؤسسات في الوقت الراهن، حيث أن الشعور السائد يحتم عليها مراقبة الوضع الاقتصادي قبل الإقدام على اتخاذ أي إجراء. كما أن انخفاض أسعار النفط يمكن أن يؤدي أيضاً إلى انخفاض التكاليف بالنسبة للعديد من الشركات والمؤسسات التجارية، مما يشكل نقطة انطلاق لتوسيع نطاق أعمالها أو لتحسين مستويات كفاءتها. وقد يكون هذا فيما بعد هو الوقت المناسب للاستثمار في تحسين البنية التحتية للشركات. ولكنه قد يكون الوقت المناسب أيضاً للتريث ودراسة أوضاعها المالية ونفقاتها بشكل عام، على اعتبار أن انخفاض التكاليف يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تخفيف الضغوطات على الشركات والمؤسسات التجارية وبالتالي إتاحة الفرصة لها للبحث عن المزيد من الفرص الفعالة لخططها المستقبلية. وبذلك يمكن للشركات أن تكون مستعدةً بنحو أفضل لتحمل تبعات أي ارتفاع قد يطرأ على أسعار النفط. واشار إلى أن الإمارات توفر أيضاً بعض المزايا الهامة للشركات والمؤسسات التجارية، وهو ما يشجع العديد منها على المجيء إلى الدولة لتأسيس فروع إقليمية لها. . وتابع:لقد رأينا أن الكثير من شركات التوزيع التي تعمل في الولايات المتحدة تقوم باستيراد احتياجاتها من الإمارات العربية المتحدة بدلاً من الاستيراد من الجانب الآخر من الولايات المتحدة، وذلك بسبب انخفاض تكاليف الشحن، وهذا يعتبر خياراً رخيص التكلفة لبعضها نظراً للتحسين والتطوير الكبير جداً الذي طرأ على مطارات وموانئ الدولة، حيث تفوق مطار دبي على مطار هيثرو في العام الماضي من حيث معدل الإشغال . وبما أن قطاع النفط والغاز يتعرض للكثير من التحديات، فإن من ضمن نقاط القوة التي تتمتع بها دولة الإمارات التنوع المتزايد والمستمر لاقتصادها .
مشاركة :