اللبنانيون يخرجون إلى الشوارع مجدداً بعد تعثر تشكيل الحكومة

  • 1/14/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عاد المتظاهرون في لبنان إلى الشوارع مجدداً يوم الثلاثاء احتجاجاً على تعثّر تشكيل الحكومة وازدياد حدّة الأزمة الاقتصادية والمالية، بعد ثلاثة أشهر من انطلاق مظاهرات غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية. ودعى المتظاهرون إلى التحرك في "أسبوع الغضب"، بتنظيم مسيرات وقطع الطرق ومشاركة المدارس والجامعات، والتظاهر أمام منزل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب الذي تعهّد منذ تكليفه قبل نحو شهر بتشكيل حكومة تكنوقراط. وعمد المتظاهرون الثلاثاء إلى قطع طرق رئيسية في محيط بيروت وعدد من المناطق، بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات، مما تسبب بأزمة سير خانقة، وفق ما أفاد به مصورو وكالة فرانس برس. وتجمّع عشرات الشبان أمام البنك المركزي في بيروت وفروعه، وسط استنفار أمني، مرددين هتافات مناوئة للمصارف اللبنانية والقيود المشددة التي تفرضها على سحب الأموال. وقالت المتظاهرة ليلى يوسف (47 عاماً) في محلة فرن الشباك قرب بيروت، لفرانس برس "سنعاود قطع الطرق لأننا لم نعد نقوى على التحمّل أكثر". وأضافت "ما نجنيه من المال لا يكفينا لشراء حاجياتنا اليومية" ، معتبرة أن هذه الأزمة هي الأسوأ في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990).متظاهر لبناني يقفز بين الإطارات المشتعلة ويحمل علم لبنان خلال احتجاجات على الطريق الرئيس في جال الديب شمال العاصمة بيروت. 14/01/2020أ ب ويذكر أن عشرات الآلاف من اللبنانيين قد خسروا وظائفهم أو جزءاً من رواتبهم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، مما أدى إلى تقلص قدرتهم الشرائية مقابل ارتفاع الأسعار وعجزهم عن تسديد التزاماتهم المالية. وتقترب الليرة اللبنانية من خسارة نحو نصف قيمتها عملياً. ففيما لا يزال سعر الصرف الرسمي مثبتاً على 1507 ليرات مقابل الدولار، لامس الدولار عتبة 2500 ليرة في السوق الموازية. وتفرض المصارف قيوداً مشددة على عمليات السحب بالدولار، وتحولت قاعاتها خلال الأسابيع الماضية مسرحاً لصراخ العملاء والشكاوى والمطالبة بأموالهم. وكانت وتيرة المظاهرات وقطع الطرق قد تراجعت في الأسابيع الأخيرة، لتقتصر على تحركات تجاه المصارف أو تجمعات ونشاطات رمزية، في ما بدا فسحا للمجال أمام دياب لتشكيل حكومة جديدة. ويطالب المتظاهرون بالإسراع في تشكيل حكومة تكنوقراط لوضع خطة إنقاذ للاقتصاد البناني المتدهور. ومنذ تكليفه بدعم رئيسي من حزب الله وحلفائه، لم يتمكن دياب حتى الآن من تشكيل حكومة يريدها مصغّرة ومؤلفة من تكنوقراط تلبية لمطالب الشارع، فيما تنقسم القوى السياسية الداعمة لتكليفه حول شكلها، ويطالب بعضها بحكومة تكنو سياسية.البنك المركزي في لبنان يسعى إلى تنظيم "اجراءات" مشددة تفرضها المصارفما سبب إقفال بعض المصارف في لبنان والمواجهات مع المودعين؟ شاهد: المئات في لبنان يتظاهرون احتجاجاً على الانهيار الاقتصادي والوضع السياسي وتحدث دياب الجمعة عن "ضغوط" يتعرض لها، إلا انه أكّد في الوقت ذاته أنه "مهما بلغت هذه الظغوطات فإنها لن تغير من قناعاتي ولن أرضح للتهويل". من جهته، قال رئيس الجمهورية ميشال عون الثلاثاء في كلمة ألقاها خلال استقباله أعضاء السلك الدبلوماسي في لبنان، إن "بعض العراقيل حالت دون" ولادة حكومة جديدة لها "برنامج محدد وسريع للتعامل مع الأزمة الاقتصادية والمالية الضاغطة، ومجابهة التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان وكل المنطقة". وأعلنت قوى سياسية عدة عدم نيتها المشاركة في حكومة دياب على رأسها "تيار المستقبل" بزعامة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الذي استقال في نهاية تشرين الأول/أكتوبر على وقع غضب الشارع.

مشاركة :