أثارت اقتراحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماعه بوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بالتفاوض حول حدود الكتل الاستيطانية، وحديثه عن تأييد حل الدولتين، شكوكا لدى السلطة الفلسطينية وحتى في إسرائيل. وقالت مصادر إن اقتراحات بهذا المضمون نفسه كانت قد عرضت على نتنياهو في السنة الماضية مرات عدة من جانب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ومبعوث الإدارة الأميركية للمفاوضات مارتن إنديك، لكنه رفضها. وكانت مصادر كشفت، أمس، عن عرض قدمه نتنياهو يوم الأربعاء الماضي، أمام موغيريني، وقال إنه يرغب في استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، بهدف التوصل إلى تفاهمات حول حدود المستوطنات التي سيتم ضمها إلى إسرائيل، في إطار اتفاق السلام المستقبلي. وقال مسؤول إسرائيلي اطلع على فحوى المحادثات، لوسائل اعلام، إن نتنياهو أوضح أن ذلك سيوضح المناطق التي يمكن لإسرائيل مواصلة البناء فيها في الضفة، ويحل مشكلة الخلافات مع الفلسطينيين بخصوص استمرار البناء في المستوطنات. وأكد أن هذه هي المرة الأولى التي يبدي فيها نتنياهو استعدادا لإجراء نقاش إقليمي مع الفلسطينيين حول حدود الكتل الاستيطانية. وقد جرى اللقاء بين نتنياهو وموغيريني في ديوان رئيس الحكومة، بحضور طاقم مقلص جدا. فشارك من الجانب الإسرائيلي مستشار الأمن القومي يوسي كوهين، وموفد نتنياهو للمفاوضات المحامي يتسحاق مولخو، فقط. وبقي السفير الإسرائيلي لدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ديفيد فالتسر، خارج القاعة، ومعه كل ممثلي وزارة الخارجية. وأولى نتنياهو اهتماما خاصا باللقاء مع موغيريني التي وصلت إلى إسرائيل بهدف واضح، هو محاولة فحص ما إذا كان يمكن تحريك العملية السلمية. وقال المسؤول الإسرائيلي إن الهدف الأساس لنتنياهو من هذا اللقاء كان إظهار استعداده ورغبته، بل وتحمسه، لاستئناف المفاوضات، على خلفية تعمق عدم ثقة الاتحاد الأوروبي به في كل ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، وذلك لأنه يتخوف جدا من الضغط الأوروبي المتزايد في كل ما يتعلق بجمود العملية السياسية. وينبع تخوف نتنياهو من الاستعدادات الجارية في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، لفرض عقوبات على المستوطنات الإسرائيلية، وكذلك من المبادرة الفرنسية لطرح مشروع قرار في مجلس الأمن يعترف بالدولة الفلسطينية ويحدد مبادئ لحل الصراع. لكن مسؤولا في المعارضة الإسرائيلية لم يستبعد أن يكون نتنياهو قد اعتمد في مبادرته على القناعة بأن الفلسطينيين سيرفضون التعاون، فيخف ذلك الضغط عليه ويحوله إليهم، ويكون قد نجح في نصب كمين لهم. وكان نتنياهو قد أعلن في بداية اللقاء مع موغيريني، وأمام وسائل الإعلام، التزامه بمبدأ حل الدولتين. وقال إن موقفه المؤيد لقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح لم يتغير. وكانت تلك هي المرة الأولى التي يعلن فيها نتنياهو ذلك منذ تركيب حكومته، وعلى خلفية تصريحاته في الأيام الأخيرة للمعركة الانتخابية،
مشاركة :