النجاح من رحم الفشل!

  • 1/15/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

«أنا لم أفشل، أنا بكل بساطة وجدت 10000 طريقة لا يعمل بها المصباح». هذه كلمات «توماس إديسون» مخترع الكهرباء الأمريكي الذي تعد قصة حياته أنموذجًا لتحدي الفشل، الذي لو استسلم له لعشنا في ظلام دامس، نتخبط بين الشموع ومصابيح الكيروسين حتى اليوم. وقد سجَّل إديسون 1090 براءة اختراع بخلاف الكهرباء بعد أن حوَّل الفشل إلى درجات، صعد عليها سُلَّم التاريخ. وفي الوقت الذي تم طرده طفلاً من المدرسة؛ لأنه كان يسمع بصعوبة، ومعه ورقة، تؤكد أنه أغبى من أن يتعلم أي شيء في المدرسة، ولأنه لم يكن يجيد القراءة والكتابة فقد فشل في معرفة محتوى الورقة، وأعطاها لوالدته التي كذبت عليه، وقالت إن فحواها أن «ابنك عبقري؛ لذا يجب أن يدرس في المنزل حتى لا يحبط أقرانه في المدرسة من عبقريته»! ابتسمت الحياة للطفل الصغير بفضل أمه؛ فوراء كل رجل عظيم امرأة، أصرت على أن تعلِّمه بنفسها، واشترت له عددًا كبيرًا من كُتب العلماء والمثقفين حول العالم، التي أتم قراءتها كلها عندما بلغ الحادية عشرة من عمره. ومَرّ في حياته بكفاح آخر ضد الفشل عندما عمل بائع صحف وموظفًا لإرسال البرقيات، وفشل في العملَيْن فشلاً ذريعًا، ولكنه لم ييأس، واستحضر خبراته العلمية؛ ليبدأ سلسلة اختراعات، غيَّرت وجه البشرية، بدأت عندما مرضت والدته، وكانت تحتاج إلى إجراء جراحة عاجلة في الليل، أجَّلها الطبيب حتى تشرق الشمس بسبب حلول الظلام الذي قرر إديسون الانتصار عليه، ونجح في اختراع المصباح الكهربائي بعد أن خاض تجارب فاشلة لتوليد الكهرباء، ولكنه لم يعترف بالفشل، وكان يصف التجارب بأنها فقط وسيلة غير ناجحة للوصول للاختراع الذي يحلم به. وبالفعل، وفي عام 1879م، نجح ليضيء العالم بالكهرباء، وتمكَّن أيضًا من اختراع 1090 اختراعًا، منها 122 اخترعًا وهو لم يتجاوز الـ23 عامًا من عمره، منها التلغراف الآلي، وبطارية تخزين للسيارة، والفونوغراف، والمنازل الخراسانية.. وغيرها. وذكر لنا التاريخ نماذج أخرى، قهرت الفشل، مثل بيل غيتس الذي ترك الجامعة، وفشل في بداية حياته حتى أسس شركت مايكروسوفت الشهيرة. والمغني الشهير الفيس برسلي الذي وصفوه في بداية حياته بالفاشل في الغناء، لكنه لم يستسلم، ونجح بعد سنوات نجاحًا مدويًا. والكاتبة جي كي رولنج الشهيرة التي كانت كاتبة مغمورة، تعيش على معاش الضمان الاجتماعي حتى بعد أن ألّفت روايتها الشهيرة (هاري بوتر)، ونشرتها بعد أن رفضتها 11 دار نشر، وتنجح، وتحول الكاتبة المفلسة إلى مليارديرة. أيضًا، وحتى المطرب عبدالحليم حافظ الذي استقبلوه بالبيض والطماطم وهو يغني «صافيني مرة»، وقاوم الفشل؛ ليصبح المغني الأشهر والأنجح ليس في مصر فقط، بل على مستوى العالم العربي، ولم يتكرر ما يقاربه حتى الآن. ونماذج كثيرة أخرى، تؤكد حتمية ولادة النجاح مع الإصرار والمثابرة من رحم الفشل. هذه القصص الملهمة أتعمد بين الحين والآخر إعادة البحث فيها وقراءتها؛ لأنها ذات أُفق بعيد إلى أقصى مدى نحو النجاح.

مشاركة :