قال النائب اللبناني مروان حمادة، في تعقيب على إدعاءات الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله: إنه «انتصر في القلمون»، إن نصر الله «لم ينتصر على شيء في القلمون وركض وراء خياله» «لأنه لم يعثر على شيء»، واضعاً زيارة علي أكبر ولايتي إلى بيروت في إطار «التخفيف من (هلع) نصر الله الناجمة عن الركض وراء وهم الانتصار في سوريا»، مشدداً على أن «نصر الله لم يستطع قهر الشعب السوري ولن يستطيع إنقاذ نظام الأسد». ولفت في حوار خص به «اليوم»، إلى أن «حزب الله يحاول دفع لبنان أكثر وأكثر إلى أتون إقليمي وإلى تورّط في «فيتنامه» التي بدأ يدفع ثمنها غالياً في المنطقة». وفي الشأن الحكومي، أكد حمادة أن رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «أعجز من أن يفرط في الحكومة لأن الحكومة موجودة بقرار لبناني أولاً، ولكن بتحصين عربي/إقليمي/دولي»، موضحاً أن «حلفاء عون يتمنون بقاء الحكومة حتى ظهور المخارج التي ستؤول إليها المفاوضات الأميركية/الإيرانية، والمعارك الضارية الجارية الآن في العراق وسوريا واليمن». وجزم بأن «حزب الله وحليفه العماد ميشال عون، هما اللذان يستفيدان من هذا الفراغ ويحتكران موقع الرئاسة الاولى». وهنا نص الحوار: الفراغ واحتكار الرئاسة الأولى بعد مرور عام على الشغور الرئاسي، من المستفيد من احتكار موقع الرئاسة الأولى؟ ـ من يحتكر الرئاسة الأولى، هو من يحتكر السلاح في لبنان، ويهيمن من خلاله على كل مؤسسات الدولة، إما تعطيلاً كاملاً، وإما بالتسلل إليها وتعطيل قدراتها. بمعنى آخر «حزب الله» وحليفه العماد ميشال عون، هما اللذان يستفيدان من هذا الفراغ، وهو فراغ مبرمج متمم للمؤامرة التي شهدناها في العراق وسوريا واليمن، والتي أقرّ بها مسؤولون إيرانيون، عندما تحدثوا عن السيطرة على هذه العواصم الأربع؛ دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء. هل جولة وفد «التيار الوطني الحر» ستجدي نفعاً، وماذا تتضمن مبادرة عون في هذا الإطار؟ ـ في معظم المحطات التي توقف فيها وفد العماد ميشال عون، لم يلق أي تجاوب؛ لأن التجاوب يعني إلغاء النظام اللبناني والتنكر لاتفاق الطائف ومخالفة الدستور وتخطّي انتخاب رئيس للانتقال فوراً إلى استفتاء أو نظام رئاسي أو نظام انتخابي يكرّس التقسيم المذهبي والطائفي في لبنان، كل هذه الاقتراحات لا تمر ولا تستطيع أن تمر في غياب رئيس الجمهورية. وأصلاً، فإن فشل المهمة في انطلاقها. وتنطلق هذه المبادرة من عدم انتخاب رئيس والذهاب إلى محطات أخرى، بينما مفتاح الأزمة هو في انتخاب رئيس للجمهورية، ثم تسلسل عودة المؤسسات الدستورية إلى عملها الطبيعي، بدءاً من تشكيل حكومة جديدة، ومروراً بانتخابات نيابية، ومن ثم أمام البرلمان المقبل، وأن يتطرق -إن إحتاج الأمر- إلى أي تعديلات أو إلى أي تطوير في النظام اللبناني. الحكومة وتهديدات عون ما ردك على تهديد العماد ميشال عون بفرط الحكومة؟ ـ هو أعجز من أن يفرط الحكومة، لأن الحكومة موجودة بقرار لبناني أولاً، ولكن بتحصين عربي/إقليمي/دولي، كما أن حلفاء العماد عون، يتمنون بقاء الحكومة على الأقل حتى ظهور المخارج التي ستؤول إليها المفاوضات الأميركية/الإيرانية من جهة، والمعارك الضارية الجارية الآن في العراق وسوريا واليمن من جهة أخرى. كيف تصف كلام الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله الأخير، وفي أي إطار تضع اعتباره أنه انتصر في القلمون؟ ـ لم ينتصر على شيء في القلمون، وركض «وراء خياله» لأنه لم يعثر على شيء، طبعاً القوى الموجودة هناك لم تنتظر قصف الطيران السوري، وبالتالي ربما التفت عليه وأنزلت به على كل حال خسائر قوية تفوق بكثير ما تكبدته هي. زيارة ولايتي ما علاقة زيارة ولايتي بكلام نصر الله الأخير ومعركة القلمون، وماذا جاء ليؤكّد؟ ـ جاء ليخفف من «هلع» حسن نصر الله من جهة، والناجمة -كما قلت- عن الركض وراء وهم الانتصار في سوريا. نصر الله لم يستطيع قهر الشعب السوري، ولن يستطيع إنقاذ نظام الأسد من جهة، والسيد نصر الله يجازف بما تبقّى له من رأس مال عند بيئته بالتحديد عبر التضحية بالشباب الذين غُرّر بهم على أساس أنهم سيقاتلون إسرائيل، وإذ بهم يذبحون الشعب السوري. أما ولايتي، فقد جاء أيضاً لتطمين أعوان إيران في بيروت -نصر الله تحديداً- وبشار في دمشق، لأن المشهد الميداني السوري هو مشهد تقهقُر يومي لجيش النظام ولـ «حزب الله». أما في لبنان، كما قلت، لقد تصدت قوى 14 آذار وتيار «المستقبل» والقوى المستقلة لمحاولة هيمنة «حزب الله» وعون على الحكم، فلم تتح لهما الامساك برئاسة الجمهورية، ولا فرض التعديلات التي تمس الوفاق الوطني واتفاق الطائف، ولا حتى الاطاحة بالحكومة. هل بإلامكان القول إن لبنان اليوم، محكوم بوصاية «حزب الله» الذي لا يتردد في توريط لبنان في حروب وأزمات تنفيذاً لمصالحه؟ ـ لا شك في أن «حزب الله» يحاول دفع لبنان أكثر وأكثر إلى أتون إقليمي وإلى تورّط في «فيتنامه» التي بدأ يدفع ثمنها غالياً في المنطقة، كما يحاول توريط الجيش اللبناني الذي -والحمد لله- لم يخضع إلى إملاءات الحزب، ولم يتدخل في معارك خارج الحدود، كما كان «حزب الله» يتمنى ويبرمج لذلك. الحوار والمحكمة العسكرية ما رأيك في استمرار الحوار بين «المستقبل» و «حزب الله» في هذه الظروف؟ ـ أنا في نظري، أن استمراره قد يكون أفضل من عدم استمراره، ولكن لا الاستمرار ولا وقفه يغير شيئا، هذا الحوار له هدف آني ومحدود جداً ولا آفاق بعيدة له. أصدرت المحكمة العسكرية الأسبوع الماضي حكماً على ميشال سماحة، ماذا قرأت في هذا الحكم؟ وما هي دلالاته؟ ـ أصدرت المحكمة العسكرية حكماً بحقها، أظهرت نفسها، وكأنها من بقايا النظام السوري والترجمة العملية لهيمنة «حزب الله» على بعض القضاة. هذا الحكم بالنتيجة لم يخدم سماحة ولم يخدم سوريا، وقضى على مصداقية المحكمة العسكرية، وأكد كما كنا على صواب، عندما كان إصرارنا على تحويل قضية الشهيد رفيق الحريري إلى المحكمة الدولية خارج تأثيرات إرهاب الأسد و «حزب الله». النائب مروان حمادة يتحدث لـ«اليوم» في بيروت
مشاركة :