استحدثت وزارة التربية والتعليم مساق «خدمة المجتمع»، في العام الدراسي 2005/2006، ليتم تطبيقه ضمن نظام توحيد المسارات الأكاديمية بالمرحلة الثانوية، كمتطلب أساسي للتخرّج، متضمنًا رؤية فريدة ومغايرة، تتلخص في ترسيخ قيم المواطنة والانتماء لدى الطلبة، من خلال قيامهم بالأعمال التطوعية داخل المدرسة وخارجها، وبما يسهم كذلك في إكسابهم الخبرات والمهارات التي تعينهم على تحقيق أكبر قدر من النجاح على الأصعدة الدراسية والاجتماعية والمهنية.ويتضمن المساق 60 ساعة دراسية، تُنفذ على مرحلتين، الأولى داخل المدرسة بواقع 30 ساعة، يقوم الطالب خلالها بالمساهمة في خدمة المجتمع المدرسي، إضافةً إلى 30 ساعة أخرى يقضيها الطالب في التطبيق الخارجي، خلال عطلتي منتصف العام الدراسي ونهايته، بالتعاون مع العديد من المؤسسات مثل دور رعاية المسنين، والمراكز المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة، والمراكز الصحية، ومراكز مصادر المعرفة العامة.وبمناسبة بدء التطبيق الخارجي للمساق في عطلة منتصف العام الدراسي الجاري 2019/2020، قام سعادة الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم بزيارة ميدانية للوقوف على عملية تطبيق هذا المساق، الذي يستفيد منه هذا العام حوالي 9500 طالبٍ وطالبة، في 167 مؤسسة متعاونة مع الوزارة.وخلال الزيارة، أكد الوزير أن مساق خدمة المجتمع يُمثـّـل تجربةً تربويةً بحرينية فريدةً من نوعها على المستوى العربي، في مجال تعزيز المناهج الدراسية النظرية بالتطبيقات العملية التي تنعكس إيجابًا على معارف الطلبة وقدراتهم ومهاراتهم، مبينًا أن الوزارة قد تلقت أصداءً إيجابية من قبل المختصين بالمؤسسات المتعاونة، والذين أشادوا بمستويات الطلبة وشغفهم ورغبتهم في التعلّم وخدمة الآخرين.هذا وقد اطّلع الوزير خلال زيارته دار يوكو لرعاية الوالدين على ما يقدمه الطلبة من خدمات متنوعة للآباء والأمهات من كبار السن، ومن ضمنها القيام بالفحوصات الدورية كفحص التنفس والسكر وضغط الدم، بعد خضوعهم للتدريب من قبل المختصين بالدار، إضافةً إلى المساعدة في تقديم الدروس لمنتسبي الدار، وتنفيذ الأنشطة الترفيهية والفنية والثقافية وغيرها. كما اطّلع الوزير خلال زيارته مبنى بريد المحرق على الخدمات التي يقدمها الطلبة، والتي تشمل المساعدة في ترتيب وتصنيف البريد، وغيرها من الأعمال الإدارية الموكلة إليهم. وقد عبر الطلبة عن سعادتهم بخوض هذه التجربة، واستفادتهم الكبيرة منها، فيما أعرب المشرفون عليهم في المؤسستين عن إعجابهم بمستويات الطلبة وتفاعلهم.ومن جانبه، أشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف آل محمود عضو مجلس أمناء دار يوكو لرعاية الوالدين بزيارة الوزير، للوقوف عن كثب على تجربة الوزارة في تطبيق هذا المساق المهم بما يحمله من أهداف تربوية وتعليمية وإنسانية، والذي يطبقه في الدار 50 طالبًا وطالبة، في الوقت الذي نجحت فيه الدار في تدريب 300 طالب وطالبة على لغة الإشارة، وذلك على مدى 5 سنوات، مثنيًا على حماس الطلبة وتفاعلهم ورغبتهم الكبيرة في خدمة مجتمعهم. وبدوره، نوّه السيد علي المسلم عضو مجلس أمناء دار يوكو بمبادرة الوزارة بتطبيق هذا المساق المتميز، الذي يسهم في تنشئة الطلبة على البذل والعطاء وعمل الخير، خدمةً لوطنهم وأفراد مجتمعهم.
مشاركة :