يرصد الشاعر والناقد المصري جرجس شكري في كتابه «الخروج بملابس المسرح» (الهيئة المصرية العامة للكتاب) حال المسرح المصري قبل ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011 وبعدها. ويعترف بأنّ المسرح المصري عانى سنواتٍ طويلة من استبداد السلطة ليتحول إلى مجرد زخارف ثقافية ظاهرها المسرح وباطنها مظاهر احتفالية تساهم في تزييف وعي الشعب. ويرى أنّ أزمة المسرح المصري «ليست فنية بمقدار ما هي أزمة مجتمع نسي معنى الحرية ولم يمارس الديموقراطية لعقودٍ طويلة». ويضيف «كان الظن بعد الثورة أن تتغير الصورة ويستغل المسرحيون المناخ الديموقراطي وروح الثورة لبداية عهد جديد للمسرح المصري». وهو يقول في هذا السياق: «بعد 1952 ظهر عددٌ كبير من الكتاب المسرحيين المؤمنين بالثورة والثقافة الثورية في ظل تغيير جذري، ومنهم نعمان عاشور وسعد الدين وهبة وألفريد فرج ولطفي الخولي ويوسف إدريس وميخائيل رومان، فهل حدث مثل ذلك بعد ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011. ويضيف شكري: «طرحت ثورة تموز (يوليو) أسئلة على ضمائر المسرحيين ما زالت تتردد حتى الآن، أولها: هل المسرح الذي يتم تقديمه مسرح شعبي أم للمثقفين؟ وثانيها: حول هوية المسرح المصري وهل هو وثيق الصلة بتراث الوطن أم هو مستورد؟ في خمسينات القرن الماضي جاءت الطفرة في ظل مواجهة مع احتلال أجنبي، أما في العام 2011 فكانت المواجهة مع «استعمار وطني». ويرى شكري أن المسرحيين بعد ثورة العام 2011 قرروا حفظ ذاكرة الثورة، فقدموا بوعي أو من دونه، مسرحاً وثائقياً، وعلى رغم تباين المعالجات فإن غالبية العروض سردت وقائع شخصية وعامة من الميدان.
مشاركة :