كتاب هاشم عبده هاشم

  • 1/16/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اختار الأستاذ الدكتور هاشم عبده هاشم لآخر مؤلفاته اسمًا لم أستطع هضمه وبعبارة أخرى لم يعجبني الاسم الذي اختاره لكتابه الجديد، وهو: (الطريق إلى الجحيم).. ربما أراده بديلاً لجملة مشهورة عن الصحافة بأنها مهنة المتاعب حينما قال: (إن رحلة «المعاناة» وإن أفقدتنا الكثير إلا أنها -في ظل القيم والمبادئ التي نسير عليها- تكون قد حققت لنا الاحترام عند الناس) لأني متمسك بالرأي السائد بأن الصحافة مهنة المتاعب الحافلة بالمعاناة التي تخلق الإبداع ولا تقود إلى الجحيم أبدًا. بغض النظر عن اسم الكتاب الذي هو سيرة ذاتية للصديق المبدع الدكتور هاشم عبده هاشم فإن الكتاب مرآة تاريخية للصحافة في مدينة جدة ولأهم إنجازات مجلس الشورى في دورتيه الأولى والثانية حينما كان عضوًا فيه. وعلى غير عادة الذين يستعرضون الكتب التي قرأوها سوف أختار للقارئ الكريم صورًا من حياة الدكتور هاشم عبده هاشم في طفولته ودراسته وعمله في بلاط صاحبة الجلالة وفي مجلس الشورى، وأختار فقرات من كتابه تصور واقعنا إيجابًا وسلبًا، ثم أعلق عليها إن لزم الأمر. * قبل سبعين عامًا كان الأطفال في مدينة جدة يتعلمون في الكتاتيب إذ درست في كُتَّاب الشيخ علي هلال، وكانت الدراسة فيها مختلطة تجمع الأولاد والبنات في غرفة واحدة لم تؤدِ إلى انحرافنا كما تدَّعي الصحوة المزعومة. ويقول الدكتور هاشم عن دراسته التمهيدية في جازان: (حملتني جدتي على ظهرها ومضت بي إلى بيت القاضي علي وهو بيت علم وفضل.. في بيت القاضي علي قابلت معلمتي فيه وكانت إحدى بنات القاضي حيث رحبت بي وأجلستني مع عدد آخر من الأطفال لا يتجاوز خمسة أولاد وثلاث بنات دون أن يفصل بيننا فاصل أو تتغير نحونا لغة الخطاب من قبل المعلمة الوقورة). * أكاد أجزم بأن حب الدكتور هاشم عبده هاشم للقراءة منذ نعومة أظافره جعله كأنه خُلق صحفيًا، حيث راسل واشتغل في معظم الصحف والمجلات السعودية حتى أصبح رئيسًا لتحرير جريدة (عكاظ) التي ارتفع توزيعها في عهده. * يقول تحت عنوان: «عكاظ مدرسة.. لماذا؟!».. (لست أنا الذي أطلق على عكاظ هذه الصفة واعتبرها بمثابة مدرسة ونقطة تحول في العمل الصحفي بالمملكة شأنها في ذلك شأن بعض الزميلات المتفوقات في المرحلة التي تقلد فيها رؤساء تحرير بارزون). وكما كانت جريدة عكاظ مدرسة فقد كانت مجلة (حسن) للأطفال التي كنت رئيسًا لتحريرها مدرسة تعلمت أثناء عملي فيها كيفية الكتابة للأطفال. * لقد أدمنت قراءة صحفنا دون استثناء صباح كل يوم لمعرفة آراء كتاب الرأي المميزين بهدف الاستفادة منها أو لتعديل رأيي في الموضوع الذي عالجه الكاتب أو لتصحيحه إن استدعى الأمر ثم الاطلاع على الأخبار المحلية والثقافية والاجتماعية والرياضية. لذلك كانت جريدة عكاظ في فترة تولي هاشم عبده هاشم رئيسًا لتحريرها تستغرق وقتًا أطول من غيرها لقراءتها، وكان مما يلفت نظري فيها أمران: الأول: أنها تنشر مقالات يومية وأسبوعية لنخبة مميزة من كتاب الرأي في بلادنا لتساهم في تكوين الرأي العام للمواطنين وتنويرهم من ضلالات الصحوة التي خربت عقول بعض أفراد المجتمع رجالاً ونساء. الثاني: الحرص على تجديد الشكل الفني للجريدة بصورة مريحة للنظر تطرد الملل من تكرار إخراجها الفني يوميًا. تحياتي ومحبتي للدكتور هاشم عبده هاشم الذي أصبح الآن في قمة عطائه الفكري الذي مازال مستمرًا.

مشاركة :