في أروقة منطقة الشندغة التاريخية خصصت فعاليات «أيام الشندغة»، التي تقيمها هيئة الثقافة والفنون في دبي، محطات متنوّعة تبرز روح الابتكار لروّاد أعمال فــي الإمــارات نجحوا في إضفاء بُعد جديد للتــراث والتقاليــد، مــع الحفــاظ علــى الأصالــة الإماراتيــة العريقــة. تشهد تلك المحطات مشاركة واسعة من مواهب عدة في فنون حِرفية متنوّعة استلهموا من عناصر التراث أساساً لأعمالهم المبتكرة ليبرزوها في منتجاهم بشكل ولمسة معاصر. باقة من المعارض توزعت في أرجاء المكان، الذي شكل منصّة مهمة لأصحابها، من أجل الاحتفاء بالتراث، من خلال طرق ووسائل ابتكروها لتقديم التراث بشكل حضاري وخلّاق، تجلى في شتى أنواع أعمالهم الفنية والحِرفية اليدوية، التي ترتكز على التراث والتقاليد المحلية في ثوب معاصر. «لآلئ السويدي» أول المشروعات الرائدة التي تشاهدها في «أيام الشندغة» مزرعة «لآلئ السويدي» من رأس الخيمة، حيث توفر فرصة للاطلاع على تاريخ الإمارات الغني برحلات صيد اللؤلؤ. ويشرح عبدالله راشد السويدي، غواص وتاجر لؤلؤ ومؤسس مزرعة «لآلئ السويدي»، أنه عمل على تلقيح المحار، حيث أجرى أبحاثاً ودراسات أثبتت أنه يمكن استرجاع تجارة اللؤلؤ باستخدام الابتكارات الحديثة والتكنولوجيا. وقال السويدي: «سعداء بمشاركتنا في (أيام الشندغة)، فلهذه المنطقة التاريخية مكانة خاصة لدينا، ويبهجنا إعادة إحيائها مع الحفاظ على هويتها العريقة. ودورنا كمواطنين أصحاب مشروعات العمل يداً بيد لتعزيز أهمية ومكانة هذه المنطقة، التي تضم أجمل الذكريات التي عاشها أجدادنا. (أيام الشندغة) قدمت لنا المكان الذي كنا نحلم به، لنلتقي مع الزوار والسائحين وننشر ثقافتنا وتراثنا». أزياء تحتفي بالتراث تحتفي مبادرة «زي»، بالمحافظــة علــى التــراث العربــي، مــن خــلال جمــع وتوثيــق وحفــظ وعــرض اللبــاس التقليــدي، والمجوهــرات والحُلــي وأنمــاط الزينــة الجســدية. تســعى هــذه المبــادرة غيــر الربحيــة، التــي قامــت بتأسيســها الدكتــورة ريــم المتولــي، إلــى إنشــاء مؤسســة تضــم مجموعــة غنيــة مــن المعلومــات، التــي تــم جمعهــا علــى مــدار أكثر من 30 عاماً مــن الأبحــاث. تجربة ثقافية متكاملة تطل مبادرة «تماشــي»، وهي شركة مختصة بالمنتجات الجلدية وضعــت لمسيرتها أهدافــاً اجتماعيــة شكلت في ما بعد مبادئهــا الأساســية، متمثلة في الحفــاظ علــى الهويــة المحليــة للخليج العربي وتمثيــل الثقافــة وتلويــن الحيــاة. يعكــس اســم «تماشــي» عمــلها الــذي يمثــل التوافــق بين مبادئهــا: الماضــي والحاضــر، المحلــي والعالمــي، ذوي الاحتياجــات الخاصــة وبقيــة المجتمــع. تعــرض «تماشــي» في «أيام الشندغة» خــط المســند، نظــام الكتابــة القديــم الــذي تطــور فــي جنــوب شــبه الجزيــرة العربيــة، إذ ابتكــرت عمــلاً تفاعليــاً ينشــر معلومــات عــن هــذا الخــط القديــم، عبــر تشــكيل سلســلة مكتوبــة بهــذه الأحــرف العربيــة لتكــوِّن الشــندغة. «استوديو قماش» وفي إطار تجديد التراث أيضاً، يقدم «اســتوديو قمــاش» منصــة متعــددة التخصصــات، تســتمد الإلهــام والمراجــع مــن الحِــرف التقليديــة والروايــات فــي الشــرق الأوســط، لتبــدع منتجــات أزليــة وتــروي قصصــاً جميلــة مــن ثقافتنــا الغنيــة فــي عالمنــا المعاصــر. المؤسســة عــزة الشــريف، مصممــة أزياء ســعودية متخصصــة فــي إنتــاج المنســوجات وتصميــم المنتجــات فــي الإمــارات. عملــت عــزة علــى تطويــر شــغفها للحــرف التقليديــة فــي دولــة الإمــارات، مــن خــلال العديــد مــن المشــروعات التعاونيــة. «البقشة» أما مبادرة «البقشة» فهي مؤسســة اجتماعية مســتلهمة مــن الثقافــة العربيــة الغنيــة، تأسســت فــي الإمــارات عام 2017، وتفتح في «أيام الشندغة» نافذة تحيي من خلالها الرمــوز التــي تناقلتهــا الأجيــال عــن طريــق تحويلهــا إلــى هدايــا إبداعيــة أصيلــة، مقدمة قصــصاً تعــزز ارتبــاط الــزوار والمقيميــن مع روعة التراث الإماراتي الغني. تقول مريم كايد، مؤسس مشروع «البقشة»: «تركت وظيفتي بعد أن حصلت على ترخيص وتفرغت لمشروعي الخاص (البقشة). جاء ذلك من شغفي بالتراث والثقافة الإماراتية.. وكوني مرشدة سياحية منذ عام 2014 أصبح لدي شغف بالمجال السياحي. أنصح المواطنين بالانضمام لهذا المجال، كونه يسهم في الحفاظ على ثقافتنا وتراثنا ونشره محلياً وعالمياً.. صحيح أن مدينة دبي مدينة عالمية تواكب التطورات الاقتصادية والتكنولوجية الحديثة، لكن يتعين علينا كمواطنين إعطاء تراثنا العريق حقه، والإسهام في نشر ثقافتنا وأن نفتخر بهويتها الثقافية». فن صديق للبيئة الفنان المصري رامي راغب، الذي يعمل مستشاراً في شركة فنون متخصصة في دبي، يشارك في «أيام الشندغة» بعرض قطع فنية تبرز التراث المحلي، منها منحوتات من الحديد لوجوه أحصنة، بينما يعمل على منحوتة من الطين لرأس المها. وقد شارك راغب فــي معــارض مختلفــة فــي دولة الإمــارات والعالــم العربــي. وسيلة متسامحة للتواصل تعرض الفنانة مريم كتيت، عملاً تركيبياً بعنوان «كرسي المحبة» بوصفه وســيلة متســامحة للتواصــل بين الناس، مــن خــلال حــوار نابــع مــن القلــب. وهو يرمز إلى منطقة الشــندغة التي لطالما عرفت بكونهــا تجمــع النــاس مــن مختلــف الأجنــاس والثقافــات ليتواصلــوا ويزدهــروا. تطوير المهارات وفي مبادرة لتحفـيـز فضــول مبتكــري الغــد وتعزيز إبداعهــم، توفر «ميــداف» مســاحات فنيــة واســتديو إبداعــي يقدم أنشــطة فنيــة متعــددة الوســائط، تهــدف إلــى بنــاء وتطويــر مهــارات الأطفــال واليافعيــن. «الجليلة لثقافة الطفل» يشارك مركــز الجليلــة لثقافــة الطفــل في «أيام الشندغة» بباقة من ورشات العمل الهادفة في مجالات تشمل: الرســم والتصويــر والفخــار والنحــت والمهــارات الأساســية، مترجماً رؤية المركز بــأن الثقافــة ضروريــة لفهــم أنفســنا والعالــم الــذي نعيــش فيــه اليــوم، وتسهم في خلــق وعــي لدى الأطفال بمــا يحيــط بهــم، وذلك عن طريق احتضــان إبداعاتهــم وتطلعاتهــم المســتقبلية، وتحضيرهــم للترحيــب بمســتقبلهم الواعــد في بيئة مستوحاة من ثقافة دولة الإمارات. وتشــمل الورش التي يتيحها المركز في «أيام الشندغة»: «جرب العجلة» و«الزينة الزخرفية» و«اصنع فنجانك». ويقوم فنانو مركز الجليلة ببيع القطع الفنية والزخرفية المصنوعة يدوياً من السيراميك. حكاية هادفة «دميــة» هــي مبادرة تروي حكايــة هادفة تحمل مدلولات إنسانية وثقافية عميقة. ولــدت هذه المبادرة عــام 2013، من رغبــة أم في أن تعلــم ابتنهــا درســاً حيــاً عــن مــا يهــم حقــاً فــي حيــاة كل منــا. ومن منطلق المبادئ الإنسانية التي تقوم عليها هذه المبادرة، تهدي «دمية» مقابل كل دميــة يتــم شــراؤها دميــة لطفلــة يتيمــة، أو طفلــة تعيــش ظروفــاً صعبة، وتتيح لهم امتلاكهــا عبــر ورشــة فنيــة يصنعون فيها الدمى التي يرغبون فيها، مسهمة بذلك في تطوير مواهبهم وغرس روح الإبداع داخلهم. ارسم ما تراه في مبادرة لتطوير مواهب الناشئة، توفر الحركــة الفنيــة العالميــة «إيربــن سكتشــرز» ورش عمل تتيح للزوار المشاركة في حصــص مجانية للرســم، تمكنهم من الرســم فــي داخــل المكان وخــارجه، ليعكسوا مــا يرونه مباشــرة. تحكــي الرسوم التي يبدعها المشاركون قصــة مــا يحيــط بهم، والأماكــن التــي يعيسشون فيهــا، والوجهــات التــي نســافر إليها. «زي» مبادرة للمحافظــة علــى التــراث العربــي، مــن خــلال جمــع وتوثيــق وحفــظ وعــرض اللبــاس التقليــدي. «مبادرة البقشة» مؤسســة اجتماعية مســتلهمة مــن الثقافــة العربيــة الغنيــة، تأسســت فــي الإمــارات عام 2017. تعرض الفنانة مريم كتيت عملاً تركيبياً بعنوان «كرسي المحبة»، بوصفه وســيلة متســامحة للتواصــل بين الناس. السويدي: سعداء بمشاركتنا في «أيام الشندغة»، فلهذه المنطقة التاريخية مكانة خاصة لدينا.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :