العاهل الأردني يحذر من حرب شاملة في المنطقة

  • 1/16/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ستراسبورغ -أ ف ب: حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية أمس من «حرب شاملة» و»فوضى لا تُوصف» في منطقة الشرق الأوسط في حال حصول مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران. وقال الملك عبدالله «الآن، دعونا ننتقل إلى ما يحدث اليوم، وإلى المواجهة الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران، ماذا لو، في المرة القادمة، لم يبتعد أي من الجانبين عن حافة الهاوية، متسبباً بانزلاقنا جميعاً نحو فوضى لا تُوصف، نحو حرب شاملة تهدد استقرار المنطقة بأسرها، وتهدد بإحداث اضطرابات هائلة في الاقتصاد العالمي بأكمله، بما في ذلك الأسواق، وتهدد بعودة الإرهاب إلى الظهور في جميع أنحاء العالم؟». وقال الملك عبدالله «دعوني أسألكم سؤالاً افتراضياً آخر: ماذا لو فشل العراق في تحقيق تطلعات شعبه والاستثمار في إمكانياته، وانزلق مرة أخرى إلى حلقة مفرغة من سبعة عشر عاماً من الانتعاش ثم الانتكاس، أو إلى ما هو أسوأ من ذلك، إلى حالة الصراع؟». وأضاف «في العراق 12 بالمئة من احتياطي النفط العالمي. ولكن، والأهم من ذلك، العراق هو موطن لأكثر من 40 مليون شخص، عانوا أربعة عقود من الحرب والعقوبات والاحتلال والصراع الطائفي وإرهاب داعش. اليوم، مستقبلهم يرتكز على سلام هش». وتابع الملك «وماذا لو بقيت سوريا رهينة للصراعات بين القوى العالمية وانزلقت مرة أخرى إلى الصراع الأهلي؟ ماذا لو شهدنا عودة لداعش، وأصبحت سوريا نقطة انطلاق لهجمات ضد بقية العالم؟». وأضاف «قد تكون سوريا خارج التغطية الإعلامية، ومعاناتها بعيدة عن البال، لكن الأزمة لم تنته بعد، خلال الأشهر التسعة الماضية، نزح أكثر من نصف مليون شخص، والعديد منهم بالأصل لاجئون». وتساءل الملك «هل يريد أي منا، في هذه القاعة، أن يشهد أزمة لجوء سورية جديدة، بكل ما فيها من رعب ومآس؟ أو رؤية طفل بريء آخر يقذفه البحر على شواطئكم؟». وقال العاهل الأردني «واسمحوا لي أن أسألكم: ماذا لو انهارت ليبيا باتجاه حرب شاملة، لتصبح في النهاية دولة فاشلة؟ ماذا لو أصبحت ليبيا سوريا جديدة، ولكنها هذه المرة أقرب إلى قارتكم؟». وأكد أن «هذه الأسئلة ليست مجرد تمرين عبثي أو نظري، خاصة في منطقتي، حيث أسوأ الافتراضات ليست ترفاً نظرياً، بل هي أقرب ما تكون إلى ملامسة واقعنا في الكثير من الأحيان. كما أن ما يحدث في الشرق الأوسط يترك أثره على كل مكان حول العالم». وتابع «فلنجعل من التأمل في هذه الأسئلة الافتراضية تمريناً مثمراً، يمكننا من استباق حدوث مآس لا حصر لها، وحماية شعوبنا في مسيرتها نحو المستقبل».

مشاركة :