تساءل أستاذ الصحافة المساعد بجامعة البحرين عبدالكريم الزياني، عن كيفية معالجة وسائل الإعلام للصورة الواعية وغير الواعية التي ترسمها وتكرسها عن المعاق. وتطرق إلى قضية حضور المعاق مهنياً في وسائل الإعلام كقائم بالاتصال (منتج أو صحافي)، مشيراً إلى أنه العامل الذي من شأنه أن يساعد على تصحيح صورة المعاق اجتماعياً من خلال وسائل الإعلام بقوله: «إذا قلنا بأن المعاق فرد من أفراد المجتمع فمن حقه أن يكون منتجاً فيه، ولدينا طلبة صحافة معاقون على وشك التخرج... هل سيحظون بفرصة التوظيف في الصحف المحلية ليثبتوا قدراتهم وإبداعهم؟». جاء ذلك خلال المحاضرة التي قدمها بجامعة البحرين بشأن «دور الإعلام في حياة ذوي الإعاقة» يوم الإثنين الماضي بتنظيم من شعبة ذوي الإعاقة بالجامعة. وتعرض الزياني إلى طبيعة العلاقة التي تربط المعاق بالإعلام بقوله: «لا يوجد اهتمام كافٍ بالإعاقة كموضوع وبالمعاق كشخص منتج من قبل وسائل الإعلام الرئيسية المتمثلة في الإذاعة والتلفزيون والصحافة مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي، إذ يتم تسليط الضوء على إنجازات المعاق في المناسبات والاحتفاليات الخاصة به فقط، ومن حقه أن تتعامل وسائل الإعلام مع أخباره بموضوعية، كما تتعامل مع بقية الأفراد»، مشيراً إلى السلبيات التي نتجت عن ذلك بقوله: «هذا الأمر أدى إلى تكريس صورة نمطية سلبية عن الإعاقة والمعاق، وعلى سبيل المثال في الدراما التلفزيونية يتم تقديم المعاق كشخص فقير متسول أدواره ثانوية جداً، ولا يظهر إلا لإبراز كرم وإحسان أحد أبطال الرواية الدرامية، إضافة إلى ربط بعض أنواع الإعاقة بالغباء والسخرية والإجرام، واعتبار الإعاقة نتيجة طبيعية للتهور وأحياناً جزاء قدرياً للطاغي أو الظالم». وأردف «أما في الحالات التي يحظى بها المعاق بمكانة مهمة في المسلسل، فغالباً ما يربط الشخص المعاق بإعاقته فقط مع إثارة الشفقة المفرطة أو الحقد المفرط». وتطرق الزياني إلى حق المعاق في العمل بوسائل الإعلام بتيسير وتسهيل وصوله إلى العديد من المرافق والمواقع والاستفادة من خدماتها، مشيراً بقوله إلى «أن المسألة أبعد من أن تكون ترفاً اجتماعياً بقدر ما هي واجب مهني في أفق تصحيح الصورة السلبية التي ساهم في صنعها الإعلام نفسه المتمثلة في ضعف المعلومات التي يملكها المتلقي عن قضية الإعاقة والمعاق، ونظرة المتلقي للمعاق كشخص منفرد لا ينتمي للجامعة». واقترح الزياني لتصحيح الصورة السلبية التي صنعها الإعلام عن المعاق مراجعة الأساليب الإعلامية في التعامل مع مواضيع الإعاقة، إضافة إلى الواجبات الإدارية التي تقع على عاتق أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع المدني بضمان العيش الكريم لهذه الفئة، ومراعاة خصوصيتها في الاندماج المهني والثقافي والاستجابة لمطالبها الحيوية. وأكد ضرورة دمج المعاقين اجتماعياً. ووجه الزياني في ختام المحاضرة كلمة للمعاقين قال فيها: «على المعاق أيضاً أن يفك ارتباطه بالصورة السلبية والتخلص منها. ويجب عليه التركيز على أنه مواطن وفرد من أفراد المجتمع له حقوق، وعليه واجبات كبقية الأفراد وليس بمعزل عنهم، ليتحقق بذلك تصحيح صورته السلبية وإظهارها بشكل إيجابي». وعلى هامش المحاضرة علق رئيس شعبة ذوي الإعاقة بجامعة البحرين عبدالله حسن بقوله: «هذه المحاضرة بادرة خير بالتعاون مع قسم الإعلام، وعلى هذا القسم أن يتعامل مع المعاقين بشكل إيجابي كما على الطلبة في الجامعة التعامل مع المعاقين باحترام ومن واجب إنساني لا منة أو شفقة، ونشر ثقافة العمل وكيفية التعامل معهم. كما على المعاق نفسه أن يرفض تجسيد الأدوار السلبية التي يحاول الإعلام إظهاره بها برفضه لبعض الأدوار التي تطرح عليه كدور المجنون أو المتسول في المسلسلات أو المسرحيات، واستبدال ذلك بإظهار قدراته وإبداعه، وسعيه من أجل التوظيف بعد إتمام الدراسة الجامعية في أي مؤسسة إعلامية أو صحافية فهذا حق من حقوقه». ووجهت الطالبة صفاء العفو (من ذوي الاحتياجات الخاصة) كلمة شكر لكل من حضر وشارك بقولها: «أشكركم على حضوركم ومشاركتكم. أشعرتموني بقيمتي بتفاعلكم معي ومع بقية زملائي، وهذا أمر مهم بالنسبة لنا ودافع من أجل المثابرة لتصحيح صورتنا في الإعلام بشكل إيجابي».
مشاركة :