مدير معهد التنمية السياسية: نعمل على تحقيق رؤية العاهل لتنمية الوعي السياسي للمجتمع البحريني

  • 5/27/2015
  • 00:00
  • 158
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المدير التنفيذي لمعهد البحرين للتنمية السياسية ياسر العلوي أن المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، شكّل انطلاقة جديدة نحو تعزيز أجواء الديمقراطية والمشاركة السياسية، وترسيخ دولة المؤسسات والقانون. معتبراً أن أكبر إنجاز حققه المعهد هو الإسهام الفعلي في تحقيق رؤية جلالة الملك في رفع وتنمية مستوى الوعي السياسي للمجتمع البحريني، وترسيخ الثقافة الديمقراطية في المملكة. وقال العلوي في لقاء خاص مع وكالة أنباء البحرين "بنا" إن معهد البحرين للتنمية السياسية أنشئ لكي يكون منصة لتنمية الوعي السياسي وتعزيز الممارسة السياسية على أسس سليمة، وبشكل يواكب ما تشهده المملكة من أفق واسع للحريات والحقوق التي يتمتع بها شعب البحرين، مؤكداً أنها رؤية تدرك أن تنمية الوعي السياسي عملية تراكمية ومستمرة، وفّرت لها القيادة الحكيمة كافة المقومات والمكونات التي تدعمها لمواصلة حصد المزيد من المكتسبات الديمقراطية. وأكد العلوي أن المعهد يحظى بالدعم اللازم لمواصلة دوره ومسؤولياته على الوجه الذي يلبي طموحات وتطلعات المجتمع نحو تعزيز الأجواء الديمقراطية في المملكة وتعظيم منجزاتها. وفيما يلي نص اللقاء: ـ ما هي الاستراتيجية التي وضعها المعهد لتوعية الجمهور بأهمية التنمية السياسية ؟ جاء المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، ليشكّل انطلاقة جديدة نحو تعزيز أجواء الديمقراطية والمشاركة السياسية، وترسيخ دولة المؤسسات والقانون، وشهدت مملكة البحرين بفضله تطورات إيجابية كثيرة خصوصاً على الصعيد السياسي، ومنها إنشاء معهد البحرين للتنمية السياسية كأحد أهم الأدوات الداعمة لتعزيز ثقافة الديمقراطية السليمة التي أشار إليها المشروع الإصلاحي، باعتباره مشروعا رائدا على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث تركز جهده على تنمية الوعي السياسي وتعزيز الثقافة والممارسة الديمقراطية السليمة لدى المواطن البحريني من خلال تدريب المعنيين بالعملية السياسية والتربوية وتوعية المجتمع بركائز المجتمع المدني. وهذه الأهداف المستمرة وبعيدة الأمد تحتاج إلى استراتيجية واضحة ومرنة قادرة على مواكبة التطورات السياسية، خصوصا وأن طبيعة عملنا تفرض علينا الاحتكاك المباشر مع الجمهور، وعلينا أن نراعي خصوصية المجتمع، وفي نفس الوقت أن نضمن الوصول إلى مختلف شرائحه وفئاته، بهدف تنمية الوعي السياسي لدى المواطن والمقيم لتعزيز المشاركة السياسية البناءة، وبالتالي كان لزاماً أن تراعي خطة برامجنا وأنشطتنا التدريبية والتوعوية احتياجات مختلف فئات الشعب، وخصوصاً أعضاء المجلس الوطني وأعضاء المجالس البلدية. ويكشف حجم المشاركة الكبير بالانتخابات الأخيرة تطور الوعي السياسي للمجتمع، والتي كان للمعهد دور بارز فيها، فالمواطن البحريني اليوم بات أكثر وعياً بأهمية المشاركة السياسية وهو أمر نلاحظه من خلال الإقبال الكبير على فعاليات وأنشطة المعهد. كما بات لدى المواطن خبرة تراكمية للتعاطي مع الشأن السياسي ومجريات الأحداث بتفاعليه أكثر من ذي قبل، وأثبت بالفعل قدرته على ممارسة دور يتسم بالوعي والمسؤولية في العملية السياسية. ـ كيف كانت تجربة المعهد في الإعداد لانتخابات 2014، وما هي البرامج التي طرحتها لإعداد المرشحين والناخبين لخوض هذه التجربة ؟ شكلت انتخابات 2014 محطة مهمة في المسيرة الديمقراطية لمملكة البحرين، وقد أولاها المعهد اهتماماً خاصاً، انطلاقاً من دوره ومسؤولياته في نشر ثقافة الديمقراطية التي تُعَد الانتخابات أبرز صورها، وخططنا حينها للنهوض بدور أساسي في التهيئة للانتخابات من خلال دراسة احتياجات الفئات المعنية بالانتخابات ومن ثم طرح باقات مركزة من البرامج التدريبية والتوعوية لتشمل كافة مكونات العملية الانتخابية سواء الناخبين أو المترشحين أو المراقبين بهدف ضمان نشر وتنمية الوعي السياسي للمجتمع البحريني وفقاً لأحكام الدستور ومبادئ ميثاق العمل الوطني، والمساهمة في إعداد كوادر وطنية مؤهلة للانخراط في العمل السياسي بشكل سليم. ووضع المعهد برنامج شامل استهدف ثلاثة فئات، الأولى هي المترشحين ومدراء حملاتهم والجمعيات السياسية، والفئة الثانية هي الناخبين، أما الفئة الثالثة فكانت المراقبين من مؤسسات المجتمع المدني أو المؤسسات الإعلامية والصحفية. وانتهج المعهد ببرامجه توعية النشء والشباب وبالذات الجامعي وتمكين المرأة سياسياً، وأيضا توعية الناخبين بمفهوم أساسيات المجتمع المدني المتعددة، كما تم وضع برامج أخرى تساهم في تنمية المجتمع وتخلق ثقافة سياسية مستقبلاً. ومن أمثلة الدورات والمحاضرات التي نظّمها المعهد خلال هذه الفترة: البرنامج الانتخابي الناجح، دور الجمعيات السياسية في العملية الانتخابية، الإطار القانوني للعملية الانتخابية، إدارة الحملة الانتخابية، معوقات المشاركة الانتخابية للمرأة، المجالس البلدية في مملكة البحرين، الديمقراطية والنظم الانتخابية، شبكات التواصل الاجتماعي وأثرها على المشاركة الانتخابية، مهارات التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي في العملية الانتخابية، مهارات التخاطب مع وسائل الإعلام في العملية الانتخابية، المخالفات والجرائم الانتخابية، ندوة المشاركة الانتخابية بين الحق والواجب، الرقابة على الانتخابات، السلوكيات الإيجابية للناخب، كيفية اختيار المرشح الكفء، العملية الانتخابية والنظام السياسي في مملكة البحرين، الناخب الجامعي، تمكين المرأة سياسياً وغيرها من الفعاليات التي انصبت على صقل مهارات المترشحين ومدراء حملاتهم والمراقبين والتعريف بالعملية الانتخابية والتشجيع على المشاركة الإيجابية فيها لدى مختلف شرائح المجتمع. وقد اكتسبت فعاليات المعهد خلال عام الانتخابات زخماً وتفاعلاً غير مسبوق، الأمر الذي تجسد في المشاركة الواسعة سواء من قبل الناخبين أو المترشحين، الذين استفادوا كثيراً من برامج ودورات المعهد بحسب استبيانات تقييم المشاركين التي يجريها المعهد لتقييم كل فعالياته وبرامجه، وهو ما يعكس بالطبع صواب توجهات المعهد والتأثير الإيجابي لبرامجه ومخرجاته في تعزيز المشاركة السياسية وتنمية الوعي السياسي في البحرين. ـ ما هي البرامج والفعاليات التي يطرحها المعهد خلال هذه الفترة ؟ أنشطة وبرامج المعهد مستمرة على مدار العام ما بين ندوات، ومحاضرات، ودورات تدريبية وتوعوية، وورش عمل، وإصدارات، وبحوث، ودراسات، وبرامج تعاون أكاديمي مع الجامعات المحلية، وغيرها من البرامج والفعاليات الموجهة لمختلف شرائح المجتمع، وفي الفترة الحالية ومع بدء دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع لمجلسي النواب والشورى، فإن تركيز المعهد منصب على تنفيذ برامج لتطوير مهارات أعضاء مجلسي الشورى والنواب والمجالس البلدية لتمكينهم من القيام بمهامهم التشريعية والرقابية على الوجه الأكمل ضمن اتفاقيات تعاون مع هذه الجهات. إضافةً إلى برامج أخرى لرفع مستوى كفاءة الأمانات العامة للشورى والنواب. ويجرى التنظيم لإطلاق النسخة الثالثة للمنتدى الخليجي للإعلام السياسي هذا العام والذي سيشهد منح أولى جوائز المنتدى الخاصة بالصحافة والإعلام لموضوع "تعزيز ثقافة الاختلاف". ـ بعد مرور حوالي عشرة أعوام على إنشاء المعهد، ما هي الإنجازات التي حققها ؟ إن أكبر إنجاز نفتخر به كمعهد هو الإسهام الفعلي في تحقيق رؤية جلالة الملك المفدى في رفع وتنمية مستوى الوعي السياسي لدى المواطنين، واستطاع المعهد المساهمة في ترسيخ الثقافة السياسية والديمقراطية في المملكة، وهو أمر يمكن ملاحظته في الحراك السياسي النشط الذي تشهده المملكة والتفاعل الإيجابي تجاه مختلف القضايا الوطنية الأمر الذي يعكس حجم الوعي السياسي في المجتمع. كما يمكن رصد ذلك من خلال نجاح المعهد في استقطاب عدد كبير من المشاركين في دوراته التدريبية والمحاضرات التوعوية، إضافة إلى السمعة الطيبة التي اكتسبها المعهد من خلال إسهاماته في طرح الرؤى والأفكار التي تخدم القضايا المعاصرة لمنطقة دول مجلس التعاون من خلال المنتدى الخليجي للإعلام السياسي، وهو ما يعكس حجم النجاح الذي استطاع المعهد تحقيقه. وتمتد إنجازات المعهد ونشاطاته لتشمل دعم وتنمية الجهود البحثية بالمجال السياسي والدستوري والقانوني، من خلال سلسلة من الإصدارات سواء كانت توعوية أم متخصصة كالكتب والبحوث والأفلام التوعوية واللقاءات التلفزيونية التي تعنى بالثقافة السياسية ومبادئ الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان وقواعد العمل البرلماني والعمل النقابي وأسس المجتمع المدني وغيرها من المعارف السياسية التي تسهم في ترسيخ الوعي والثقافة الديمقراطية لدى مختلف مكونات المجتمع. ولتطوير الجانب الأكاديمي المتعلق بالدراسات السياسية، اتبع المعهد سياسة الشراكة مع دور الخبرة من خلال برامج تعاون مع الجامعات البحرينية في مجالات العلوم السياسية والدستورية والإعلام. ـ هل لنا بإحصائية لأعداد المواطنين والمقيمين الذين استفادوا من برامج المعهد ؟ يطرح المعهد جميع فعالياته سواء كانت تدريبية أم توعوية بالمجان لجميع المواطنين والمقيمين، وبحسب الإحصائيات للفترة (2006-2014) فإن المعهد قدم 350 فعالية تدريبية مشتملة على دورات تدريبية وورش عمل ومحاضرات وغيرها، استفاد منها أكثر من 18 ألف شخص بمعدل 52 متدرب للفعالية التدريبية. وارتفع معدل عدد الفعاليات التدريبية السنوي لكل من 2013 و 2014 إلى أربعة أضعاف المعدل السنوي للسنوات التي تسبقها وذلك بسبب تقدير حاجة المجتمع. كما استطاعت الفعاليات التوعوية استقطاب حوالي 208 ألف شخص من خلال 78 فعالية توعوية بمعدل 2665 شخص للفعالية والتي تشتمل على برامج إذاعية وتلفزيونية وندوات ومعسكرات ومسابقات وغيرها. كما ارتفع المعدل السنوي لعدد المستفيدين من الفعاليات التوعوية للسنة الانتخابية 2014 إلى حوالي ضعف المعدل السنوي للسنوات التي تسبقها ما يعكس مدى اهتمام الشارع البحريني بالعرس الديمقراطي. وفي النهاية، أود أن انتهز الفرصة لتكرار الدعوة لكافة شرائح المجتمع إلى الاستفادة من برامج وفعاليات المعهد خصوصاً فئة الشباب الذي يشكلون عماد المستقبل، كما أود التأكيد بأن المعهد سيسعى دائما لتقديم المزيد للمجتمع البحريني ليلبي طموحاته وتطلعاته نحو إذكاء الروح الديمقراطية في المملكة والنهوض بقيم المجتمع المدني الذي يسعى إليه المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى.

مشاركة :