«الرواية بين المهنية والهواية» هو موضوع الأمسية الحوارية التي استضاف فيها «كتاب الإمارات» مساء أمس الأول، الروائي السوداني أسامة الشيخ إدريس، الفائز بجائزة الطيب صالح للرواية لسنة 2018، بحضور الهنوف محمد رئيسة مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، نائبة الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والدكتور محمد حمدان بن جرش الأمين العام للاتحاد، وعدد من الكتاب والمثقفين.وأدارت الأمسية الإعلامية السودانية عايدة عبد الحميد. «كل شيء في عالم الرواية يعني الإبداع».. هكذا استهلت عايدة عبد الحميد تقديمها للأمسية، مبرزة أن الروائيين هم من يحكون عن عالمنا، عن نجاحاتنا وعن خيباتنا وعن آلامنا وآمالنا، ويشخصون واقعنا بكل ما فيه. وفي رده على سؤال التشابه أو التقاطع بينه وبين الأديب الراحل الطيب صالح أكد إدريس أن ما يجمعه بالروائي الراحل هو حب الكتابة وحب الرواية، وعدد مميزاته وتأثيره في الرواية السودانية قائلاً: «إن صالح أسس لبناء الشخصية الروائية، ولبطولة المكان، وتناول القضايا الاجتماعية بتميز» وأكد إدريس أن صالح رغم ذلك ليس هو آخر الروائيين وهو ليس سقفاً أخيراً للرواية السودانية. وعدد إدريس الذي استفاده من صالح قائلاً: «ربما تعلمت منه كيف أؤسس لبطولة المكان، وكيف أحتفي بالمرأة في السرد، وأجتهد لأن تكون الشخصية التي أكتبها حية لا تموت». وفي معرض حديثه عن التداخل بين الكتابة الصحفية والروائية، بيّن أنه لا تعارض بين المجالين، وشدد على أنه في الوطن العربي عموماً والسودان خصوصاً، فإن الروائي يواجه تحدياً صعباً بعدم قدرته على التفرغ للرواية، وقال: « في عالمنا العربي وفي السودان خاصة، يبدو التفرغ للرواية نوعاً من الرفاهية لا يتاح لكثيرين، فأنت لا بد أن تمتهن مهنة تُطعم منها أطفالك وأسرتك؛ لذلك يجد الروائي نفسه في تحدٍ صعب جداً بين مهنته وهوايته السردية، وفي أغلب الأحيان تطغى عليه المهنة فلا يجد الوقت الكافي للكتابة». وتحدث إدريس عن مميزات الأدب السوداني، وقال: «استطاع هذا الأدب أن يجمع بين المدارس الإفريقية في الكتابة وبين المدارس العربية» وأوضح، أن الأصوات النسائية السودانية تحقق حضوراً كبيراً في الرواية السودانية، كما تحدث عن ما سماه غربة الرواية السودانية، محملاً المسؤولية في ذلك للمثقف السوداني والعربي، وفي كرمت الهنوف وبن جرش إدريس وعبد الحميد.
مشاركة :