افتتحت «دبي أوبرا» أمس ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق عروض المسرحية الغنائية العالمية «الأجنحة المتكسرة» المستوحاة من الرواية الأولى لجبران خليل جبران، والتي نشرت بنفس العنوان عام 1912،وتتناول قصة حبه الأول في بيروت وكيف أثر في حياته وكتاباته فيما بعد. تتضمن المسرحية عرضاً موسيقياً معاصراً يعكس ثراء الأدب والفلسفة العربية، وتهدف إلى تعريف الجمهور من حول العالم بجمال غموض الفن والأداء في منطقة الشرق الأوسط. وعُرضت المسرحية للمرة الأولى في مسرح «ويست إند» بلندن في أغسطس 2018، وتم بيع التذاكر بالكامل، لتحط رحالها بعد ذلك في لبنان، مسقط رأس المؤلف، وتحقق نجاحاً لافتاً خلال مهرجانات بيت الدين الشهيرة في يوليو 2019. ويعتبر افتتاحها ونجاحها أمس بدبي بداية الانطلاق في جولة فنية بالمنطقة. وبدأ العرض الذي استمر 3 ساعات يتخللها استراحة قصيرة بمشهد في منزل جبران بنيويورك في أواخر أيامه وهو يكتب روايته على مكتبه في غرفة خالية من الحياة ولكن بمجرد أن يعود بذاكرته لمرحلة الشباب وفترة حبه الأول عندما كان في عمر الثامنة عشرة ببيروت، تدب الحياة فجأة في قطع الديكور من حوله وتزداد قوة الإضاءة تدريجيا ويتحول المسرح إلى ديكور بيته في بيروت وتنتقل الأحداث والمواقف ما بين جبال لبنان تارة والمدينة أو السوق تارة أخرى وكل هذا يتم باستخدام الألوان والإضاءة. وعندما يبدأ جبران في سرد قصته، تنقلنا مشاهد الديكور إلى تجسيد حي لذكريات ومحطات حياته ويتم تغييرها بطريقة بسيطة وسلسة وتقليدية عبر نقل قطع الديكور يدوياً أثناء أحداث الرواية. تتقاسم الفرقة الموسيقية الحية مساحة المسرح مع الممثلين في تناغم كامل يعود بنا لشكل العروض المسرحية القديمة ويتنقل الديكور من لبنان إلى نيويورك بسلاسة تعتبر من أهم آليات الإبداع في هذه المسرحية، وتلعب الموسيقى والأداء الغنائي دوراً مهماً في إسعاد المشاهد وإثراء الحالة الرومانسية للعرض وتمثل الفرقة الاستعراضية وإيقاع خطواتها الراقصة على ألحان الدبكة اللبنانية وغيرها، مصدراً مهماً للبهجة وتفاعل الجمهور مع العمل. تصحبنا المسرحية من خلال الشعر والموسيقى إلى عقدين مضيا من عمر جبران، لتختزل المسافات والزمن، حين عاد جبران في سن الثامنة عشرة إلى موطنه بعد اغترابه في أمريكا لخمس سنوات، ليكمل تحصيله العلمي ويستكشف المزيد حول إرثه وثقافته. وتشاء الأقدار أن يقع في غرام سلمى كرامي ابنة صديق العائلة ورجل الأعمال المرموق فارس كرامي. لكن سرعان ما تمت خطبتها لمنصور بك غالب، ابن شقيق الأسقف بولس غالب صاحب النفوذ. وهنا يتفاعل الجمهور وتتوحد مشاعره مع نضال جبران وسلمى لإنقاذ حبهما من سطوة العادات والتقاليد والتوقعات المفروضة عليهما من قبل المجتمع. وتعليقاً على عرض المسرحية للمرة الأولى في الإمارات يقول الفنان العالمي نديم نعمان مؤلف المسرحية وبطلها ل «الخليج»: يعتبر افتتاح العروض بدبي انطلاقة ناجحة تحفزنا على مواصلة رحلتنا الفنية بين بعض دول الخليج والشرق الأوسط وأوروبا. وعلى هامش العرض أعربت ليز كوبس، الرئيسة التنفيذية ل «برودواي إنترتينمنت جروب» منتجة العرض عن سعادتها بتفاعل الجمهور مع المسرحية وقالت: تعتبر «الأجنحة المتكسرة» تحفة فنية تستهدف هواة المسرح الموسيقي وعشاق الأدب على حد سواء.
مشاركة :