يوسف أبو لوز فعالية ثقافية إماراتية جديدة تستحق التقدير والتوقف عندها أطلقتها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي تحت عنوان: «روّاد بيننا»، وتهدف إلى الاحتفاء بالكتّاب والكاتبات من شعراء وروائيين وقاصين ونقاد إماراتيين قدموا للثقافة المحلية أدباً له اعتباريته الفنية والثقافية، ليس فقط على المستوى المحلي؛ بل وأيضاً، على المستوى العربي. فعالية، أو، مبادرة «روّاد بيننا» هي تحية وتكريم من مؤسسة ثقافية لها تراث وتاريخ وإنجازات إلى الكتّاب الإماراتيين الرواد ومن تلاهم في تاريخ الثقافة الإماراتية، ولا تغفل المبادرة تشجيع الشباب والشابات ونحن نتابع حيوية أدبية لهذه الفئة الصاعدة خصوصاً في مجالات الرواية، وبأقلام نسائية بشكل خاص. «روّاد بيننا» مبادرة جاءت في وقتها وفي إطار حيثياتها الأدبية، إذا ما قرأنا المشهد الثقافي الإماراتي الريادي، ورموزه بالطبع هم كتّاب السبعينات والثمانينات.. الذين اشتغلوا مبكراً على الأدب، ووضعوا مذّاك بصماتهم الإبداعية المرئية حتى اليوم. صدرت رواية «شاهندة» لراشد عبد الله النعيمي في عام 1971، والمصادر الثقافية التاريخية تقول أو تجمع على أنها أول رواية إماراتية مكتوبة بجرأة وبحسّ إنساني عالٍ، وفي عام 1975 صدرت أول مجموعة قصصية «الخشبة» للكاتب الإماراتي عبدالله صقر الذي تحول بعد ذلك إلى القطاع الرياضي مدرباً للمنتخب الإماراتي، لكنه، إلى اليوم مسكون بروح الكتابة، هذه الروح التي ستعود إلى أفقها الإبداعي الأول. بيننا روّاد كتّاب وكاتبات من الإمارات يستحقون الحفاوة، وإلى جانب ذلك، إذا قمنا عبر هذه المبادرة باستضافتهم واستعادة ذاكراتهم الأدبية، فربما يعودون إلى الكتابة بعد انقطاع طويل مثل: سلمى مطر سيف، وعارف الخاجة، وغيرهما من روّاد اختاروا الصمت، أو الابتعاد عن الوسط الثقافي بإرادتهم، ولا نعرف ظروف هذا الابتعاد. الاحتفاء الأول كان عنوانه الكاتب الإماراتي علي أبو الريش، الذي اسميه نهر الكتابة الإماراتية في القصة القصيرة وفي الرواية، وفي وقت مبكر من حياته الأدبية توجه علي أبو الريش إلى الشعر، ولكنه وجد ذاته الكتابية في الرواية بشكل خاص. يجلس علي أبو الريش على نحو 30 عملاً روائياً وقصصياً بدأ بها منذ أوائل ثمانينات القرن العشرين، ولم يتوقف عن الكتابة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم بغزارة واستمرارية مدهشة حقاً في وقت يتراجع فيه الكثير من كتّاب العالم عن الكتابة. أو يصمتون. علي أبو الريش حيوية روائية إماراتية عربية، وهو رائد بيننا، وبين الكتّاب العرب أيضاً. yabolouz@gmail.com
مشاركة :