رهان أردوغان على مقاتلات الشبح التركية مشروع مؤجل إلى عقد آخر

  • 1/18/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سيكون على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن ينتظر لأكثر من عقد لأجل تحقيق وعده بأن تكون لدى بلاده مقاتلات شبح من الجيل الخامس لتعويض الحاجة إلى طائرات “إف – 35” الأميركية التي تم استثناء أنقرة من المشاركة في إنتاجها ضمن سلسلة عقوبات أميركية على اعتماد تركية منظومة صواريخ روسية “إس – 400”. وقال خبراء عسكريون إن تركيا لن تكون قادرة على إنتاج نماذج من هذه الطائرات قبل عقد من الآن بسبب صعوبات في نقل التكنولوجيات الحديثة. وكان وكيل وزارة الدفاع التركية قال في العام 2013 إن بلاده ستُحلُّ طائرات مقاتلة جديدة محلية الصنع محلّ أسطولها من الطائرات طراز “إف – 16” في موعد أقصاه سنة 2023. وفي نوفمبر، قال أردوغان إن طائرات الجيل الخامس التركية المقاتلة طراز “تي- إف – إكس” ستكون جاهزة للتحليق في السماء خلال الخمس أو الست سنوات القادمة. لكن حتى هذا الموعد المستهدف من غير المرجح الالتزام به. وتستخدم الطائرات المقاتلة المنتمية إلى الجيل الخامس أحدث تقنيات التخفّي من الرادارات، وهي مزودة بأنظمة كمبيوتر تعمل بتناغم مع عناصر أخرى في ساحة المعركة. والولايات المتحدة والصين وحدهما تملكان طائرات من الجيل الخامس في الخدمة. وقال مايكل بيك، الكاتب المعني بتغطية شؤون الدفاع في مجلة ناشيونال إنترست “بالنسبة إلى تركيا، فإن تطوير طائرة مقاتلة من الجيل الخامس تكون جاهزة بالفعل، سيكون تحديّاً كبيراً، خاصة إذا كان ذلك في خمس سنوات فقط”. واعتبر جاستين برونك، وهو زميل باحث متخصص في التكنولوجيا والقوة القتالية الجوية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، أن فكرة قدرة تركيا على تطوير وتشغيل طائرة مقاتلة من الجيل الخامس خلال عشر سنوات “وهم”. وعلقت الولايات المتحدة مشاركة تركيا في برنامج تصنيع الطائرات “إف – 35” الأميركية، وأوقفت بيع 100 طائرة من هذا النوع للجيش التركي، بعد وصول المكونات الأولى من الصواريخ “إس – 400” الروسية إلى قاعدة جوية خارج أنقرة في يوليو الماضي ويقول مسؤولون في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إن نشر صواريخ “إس – 400” إلى جانب طائرات “إف – 35” سيسمح لروسيا بجمع بيانات عن دفاعات هذا الطراز من الطائرات المقاتلة. لكن أردوغان تعهّد بعدم التراجع عن شراء الصواريخ “إس – 400”. وما زالت الإدارة الأميركية تعارض بشدة بيع الطائرات “إف – 35” لتركيا، ما لم تتراجع الأخيرة عن الصفقة التي أبرمتها مع روسيا. وإذا كانت تركيا تريد طائرة مقاتلة من الجيل الخامس، فإن هذا يجعلنا نسلط الضوء من جديد على مشروع “تي – إف – إكس”. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في ديسمبر الماضي إن بلاده تسعى لإحياء اتفاق مع شركة رولز رويس لإنتاج محركات للطائرات بشكل مشترك. وقالت الشركة البريطانية في مارس العام الماضي إنها قلّصت مشاركتها في مشروع “تي- إف – إكس” بسبب عدم رغبتها في مشاركة شركة صناعة العربات التركية (بي- إم – سي) في ملكيتها الفكرية. ومن غير الواضح ما إذا كانت لدى تركيا الآن رغبة في الوصول إلى حلول وسط مع شركة رولز رويس بشأن هذا الموضوع. وقال برونك “إذا كانت تركيا تسعى بصدق لأن تكون رولز رويس شريكتها في إنتاج محركات الطائرة ‘تي – إف- إكس’، فإن آفاق تجدد الشراكة بينهما جيدة إلى حد كبير.. لكن إذا كانت تركيا تبحث جدياً عن نقل تكنولوجيا تصنيع المحركات النفاثة المتقدمة للأغراض العسكرية من أجل تطوير قدرة صناعية محلية في هذا المجال، فإن رولز رويس سترفض”. وقال ليفنت أوز غول، المحلل المتخصص في شؤون الدفاع في مؤسسة بلوميلانج للاستشارات، إن من المستحيل الحديث عن طائرة مقاتلة من الجيل الخامس من دون وجود محرك من الجيل الخامس. وأضاف أن رولز رويس نفسها تفتقر إلى التكنولوجيا التي تمكّنها من بناء محرك من هذا الجيل. وأردف قائلاً إن الولايات المتحدة هي “العنوان الوحيد لهذه التكنولوجيا”. وفي اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال أردوغان إن تركيا قد تشتري طائرات الجيل الخامس “سو – 57” من روسيا. لكن هذه الطائرات أيضاً من غير المرجح أن تكون فاعلة وقابلة للتصدير خلال العقد الجاري، وفقاً لما يقوله خبراء. وقال أوز غول “لم تستطع روسيا تصنيع محركات ‘إزدلاي 30’ من الجيل الخامس بحق للطائرات ‘سو – 57’، على الرغم من تاريخ تطوير هذه الطائرات الممتد منذ 15 عاماً، وأول إنتاج مسلسل من الطائرة ‘سو – 57’ المقاتلة تحطمت الشهر الماضي”. وأشار برونك أيضاً إلى فشل روسيا في تطوير طائرة مقاتلة فاعلة من الجيل الخامس، وقال إن بريطانيا “في بعض المجالات، ليست متأكدة مما إذا كان بوسعها تحمُّل تطوير طائرة مقاتلة من الجيل الخامس” على الرغم من خبرتها في المساعدة في تطوير الطائرة “إف – 35″، وعلى الرغم من قاعدتها الصناعية القوية. وأضاف “ستواجه تركيا صعوبات أكثر من أيّ من هؤلاء، بالنظر إلى افتقارها إلى الخبرة المحلية والملكية الفكرية في تصنيع الطائرات المقاتلة”. ومع ذلك، فقد كشفت تركيا عن نموذج كامل من الطائرة “تي – إف- إكس” خلال معرض باريس للطيران في يونيو الماضي. لكن الخبراء لم يُبهرهم ذلك النموذج. وقال برونك إن تصنيع “طائرة تشبه إلى حد ما ‘إف – 22’ أسهل نسبياً”، وذلك في إشارة إلى طائرة الجيل الرابع الأميركية المقاتلة. لكنه أشار إلى أن تصنيع “طائرة تكون على مستوى فاعلية طائرات الجيل الخامس المقاتلة أمر مختلف كل الاختلاف، لم تنجح فيه إلى الآن سوى الولايات المتحدة، وربما يمكن أن نقول الصين أيضاً”.

مشاركة :