تشير دراسة حديثة إلى أن اختباراً للعاب يشخّص سرطان الفم والحلق الناجمعن فيروس الورم الحليمي البشري «HPV»، يمكن أن ينقذ حياة الآلاف كل عام. واكتشف العلماء في جامعة ديوك بولاية نورث كارولينا أن الاختبار كان دقيقاً بنسبة 80% في اكتشاف هذه الأمراض الفتاكة.وأوضح الأطباء أن الفحص الجديد، أثبت قدرته على اكتشاف السرطان في وقت مبكر، ما يمنح المرضى آمالاً أكثر في الشفاء.وقبل استخدامه في المستشفيات حول العالم، ستكون هناك حاجة إلى إجراء المزيد من التجارب للتأكد من فاعليته. لكن الباحثين متفائلون جداً، حيث إن هذا الاختبار غير المكلف تظهر نتائجه في أقل من 10 دقائق.وترتفع معدلات الإصابة بسرطان الفم في العالم الغربي، حيث تضاعف عدد المرضى الذين تم تشخيصهم في المملكة المتحدة خلال الـ 20 إلى الـ 30 عاماً الماضية. كما شهد الأطباء في الولايات المتحدة ارتفاعاً مشابهاً في الأمراض التي يسببها فيروس الورم الحليمي البشري.والبلعوم هو جزء من الحلق يقع مباشرة خلف الفم، وتشمل أعراض سرطان البلعوم تورماً غير مؤلم في الرقبة، والتهاب الحلق أو اللسان وألماً في الأذنين.وإذا كانت لديك هذه الأعراض، فمن المهم أن تستشير الطبيب على الفور، حيث قد يحيلك إلى اختصاصي لإجراء المزيد من الفحوص، وقد يشمل ذلك فحصاً دقيقاً للحلق وأخذ خزعة صغيرة من الأنسجة لإجراء التشخيص.وتشمل علاجات سرطان البلعوم الجراحة لإزالة الورم، والعلاج الإشعاعي بأشعة إكس، والعلاج الكيميائي بالأدوية لتدمير الخلايا السرطانية. وتعتمد الآثار الجانبية للعلاج على حالة المريض، حيث قد يصاب بالتهاب أو جفاف في الفم وصعوبة في الأكل.وهناك عوامل تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان البلعوم بما في ذلك شرب الكحول لمدة طويلة والتدخين. سريع الانتشار وقال البروفيسور توني جون هوانج، المؤلف المشارك في الدراسة إن هنالك حوالي 115 ألف حالة إصابة بسرطان البلعوم كل عام في جميع أنحاء العالم، مضيفاً: «إنه أسرع أنواع السرطان انتشاراً في الدول الغربية، بسبب زيادة حالات الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، خاصة بين المرضى الأصغر سناً».واكتشاف المرض في مرحلة مبكرة يمكن أن يعزز احتمالات البقاء على قيد الحياة من 50% إلى 90% وفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية. لكن غالباً ما يتم تشخيص المرض عندما يكون الورم في مراحله المتقدمة، ويرجع ذلك جزئياً إلى صعوبة رؤية البلعوم خلال الاختبارات السريرية الروتينية.ويستخدم الفحص الجديد شريحة تم تطويرها لعزل الحويصلات الدقيقة المعروفة باسم الإكسوزومات «Exososmes» في اللعاب. ويتم إفراز هذه الحويصلات في سوائل الجسم ومن المعروف أن عدة أنواع من السرطان تساهم في مضاعفة أعدادها. كما أن الإكسوزومات مسؤولة عن نقل الجزيئات بين السرطان والخلايا المختلفة. عزل الحويصلات ويقوم الفحص الجديد بعزل هذه الحويصلات عن طريق تصفية الجزئيات الأكبر في اللعاب والتحقق من الإكسوزومات الحاملة للحمض النووي الخاص بالأورام.كما يتم فحص اللعاب بحثاً عن فيروس الورم الحليمي البشري 16، أحد أنواع الفيروس المنقولة جنسياً، والذي يزيد من خطر إصابة الشخص بسرطان البلعوم.ويستغرق الفحص 5 دقائق لإجرائه، و5 أخرى لمعالجة النتائج، أي 10 دقائق بالمجمل.. وقال الخبراء أيضاً إن الفحص رخيص لكنهم لم يوضحوا التكلفة.في المقابل، يستغرق فحص الخزعات الحالي حوالي 8 ساعات، لأن الأمر يحتاج إلى إرسال هذه الأنسجة للجراح المختص ليفحصها. وفي ذلك قال البروفيسور هوانج: «من الأهمية بمكان تطوير طرق المراقبة لتحسين عملية اكتشاف المرض». وأضاف أن الكشف الناجح عن فيروس الورم الحليمي البشري في اللعاب يوفر مزايا بما في ذلك الكشف المبكر وتقييم المخاطر.وكان الاختبار عبارة عن ثمرة تعاون بين جامعات «ديوك» و«كاليفورنيا» و«برمنجهام». إصابات متزايدة وأوضحت الأرقام الرسمية أن سرطان البلعوم أودى بحياة 2,722 شخصاً في بريطانيا عام 2018، وتسبب في وفاة 9,750 شخصاً في الولايات المتحدة.وارتفعت حالات الإصابة الجديدة بالمرض في المملكة المتحدة إلى 8,302 حالة سنوياً، بارتفاع قدره 135% مقارنة بالعشرين عاماً الماضية.ووفقاً للباحثين يمكن استخدام هذه التقنية في تحليل الدم والبول والبلازما.وحثت مؤسسة صحة الفم الناس على توخي الحذر بشأن أسباب المرض المدمر وخاصة فيروس الورم الحليمي البشري والكحول.وقال الدكتور ناجيل كارتر أوبي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحة الفم: «في الوقت الذي تتناقص فيه إصابات الأنواع الأخرى من السرطان، إلا أن معدلات الإصابة بسرطان الفم تنذر بخطر. لقد رأينا التأثير المدمر الذي يمكن أن يحدثه سرطان الفم على حياة الشخص».ويتطور سرطان الفم في بطانة الفم، وقد يظهر على سطح اللسان أو حواف الخدود أو سقف الفم أو الشفاه أو اللثة. ويمكن أن تتطور الأورام أيضاً في الغدد التي تنتج اللعاب واللوزتين. وتشمل الأعراض قرحة في الفم لا تلتئم خلال عدة أسابيع، ووجود بقعة بيضاء أو حمراء في الجزء الداخلي من الفم، وتخلخل الأسنان وألم في الفم وصعوبة البلع، وخدر في الوجه. الوقاية لا توجد طرق أكيدة للوقاية من سرطان الفم، ولكن هناك وسائل مساعدة للتقليل من مخاطر الإصابة بما في ذلك الإقلاع عن التدخين، حيث إن التبغ يعرض خلايا الفم إلى مواد كيميائية خطيرة مسببة للسرطان. والتوقف عن شرب الكحول، حيث أشار المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة إلى أن شرب الكحول يزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم والمريء والبلعوم والحنجرة والكبد في الرجال والنساء، وهذه المخاطر تزيد بعد كأس واحد يومياً للنساء وكأسين للرجال. كما ينصح الأطباء بتجنب التعرض الطويل للشمس، وارتداء القبعات ذات الحواف العريضة واستعمال منتجات وقاية الشفتين من الشمس كجزء من نظام الحماية اليومي من الشمس. ناهيك عن إجراء الفحص المنتظم للأسنان للبحث عن أي مناطق غير طبيعية قد تكون إشارة إلى وجود سرطان في الفم، أو تغييرات ما قبل الإصابة بالسرطان.
مشاركة :