تحدث الحكم السابق ببطولة الدوري الممتاز الإنجليزي بوبي مادلي بصراحة كبيرة عن «المزحة السوداء» التي كلفته عمله. كان مادلي قد صدر قرار بمنعه من التحكيم على مستوى بطولة الدوري الممتاز في إنجلترا في أغسطس (آب) 2018. بينما اكتفى الكيان المعني بالحكام، «هيئة حكام المباريات الاحترافية المحدودة»، بإعلان أنه جرى نقل الحكم نتيجة تغير طرأ على ظروفه الشخصية. وبالفعل، انتقل مادلي إلى النرويج، لكن فقط بعدما تعرض للطرد لإرساله فيديو لشخص كان «يثق به» من الواضح أنه يتضمن سخرية من شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة. ومن خلال منشور مطول نشره عبر موقع خاص بالحكام عبر الإنترنت، شرح مادلي أن الفيديو جاء رداً على مزحة أثناء سباق للآباء والأمهات نظمته المدرسة التي تدرس فيها ابنته ومقال كتبه الحكم السابق مارك هالسي ادعى فيه أن مادلي وقع في أخطاء بسبب وزنه الزائد. وكتب مادلي: «ربما يبدو مجمل محتوى وعنوان (بلوبي بوبي) طريفاً، لكن صدقني التعرض للاستهزاء عبر صحيفة وطنية بسبب الوزن الزائد ليس موقفاً لطيفاً». وأضاف: «جلست في سيارتي وفي يدي هاتفي ومر شخص من أمام سيارتي كان يعاني إعاقة في السير. أما الجزء التالي من القصة فأشعر بالخزي تجاهه، فقد التقطت مقطعاً مصوراً لمدة 6 ثوانٍ، ولم أقل شيئاً. ونشرت المقطع عبر (سنابشات) الذي أنشر من خلاله جميع الأفلام التي أنوي الاحتفاظ بها على هاتفي». وقال: «أعلى الفيديو كتبت: يا إلهي، أمامي فرصة للفوز بسباق الآباء هذا العام. وخارج سياقه، أعترف أن هذا العنوان يجعلني أشعر بالعار. أقر ذلك. ومع هذا، فقد كان قصدي السخرية من نفسي». واستطرد: «لو أنني بعثت بهذا الفيديو إلى أي شخص مسجل في (سنابشات)، كنت لأتقبل القرار الذي صدر لاحقاً كنتيجة. إلا أنني لم أفعل ذلك. لقد بعثت بالفيديو كرسالة خاصة إلى شخص وثقت به - شخص كان يدرك الإطار الخاص بالتعليقات التي تعرضت لها في اليوم الرياضي السابق وكان مدركاً للسخرية من وزني التي تعرضت لها». وأكد مادلي: «أشعر بالندم لالتقاطي ذلك الفيديو، وإرسالي له، لكن في حقيقة الأمر لم يعدو كونه مزحة سوداء، هذا كل ما في الأمر. مجرد مزحة. لم أكن أقصد الاستهزاء من أي شخص، ولم يكن مقصوداً من وراء هذا الفيديو أن يراه سوى الشخص الذي بعثت له به في رسالة نصية خاصة عبر هاتفي الشخصي». وادعى مادلي أن الشخص الذي تلقى الفيديو بعث به إلى مسؤولي الجهة التي يعمل بها، وترتب على ذلك انعقاد لجنة تأديبية اتخذت قرارها بفصله على الفور. وقال مادلي: «في تلك اللحظة، انهارت حياتي بأكملها. ورغم إدراكي لضرورة أن تتعامل جهات العمل مع قضايا التمييز بكل جدية، مثلما حدث معي، لا أزال أشعر حتى اليوم بالصدمة إزاء القرار». وقال: «لن أتمكن أبداً من قبول فكرة أن هذا القرار كان ضرورياً أو متناسباً مع الفعل». كما تحدث مادلي، البالغ 34 عاماً، بالتفصيل عن التهديدات والاعتداءات التي تعرض لها جراء القصص التي روجت لها وسائل إعلامية حول فصله من عمله، وكيف أثرت الحادثة برمتها في مسار حياته. وأكد أن: «الشهور الـ18 الأخيرة كانت جحيماً، ولولا مساندة أصدقائي المقربين وأسرتي لي، لا أدري ما الذي كان يمكن أن يحلّ بي». وأضاف: «حتى هذه اللحظة، أجد صعوبة كبيرة في النوم ولا أزال أعاني نفسياً من يوم لآخر في خضم محاولاتي استيعاب الشخص الذي أصبحته حالياً، بدلاً من التشبث بالشخص الذي كنته ذات يوم».
مشاركة :