الأبواب التراثية الإماراتية لم تكن مجرد أبواب للحماية آنذاك، بل لها مدلولات أخرى كثيرة، وربما يعود ذلك لتواريخها، هذا ما كشف عنه الخوري قائلاً: لا بد من اللفت أولاً إلى أن هذه الأبواب لا يمكن الحصول عليها في الدولة سوى ممن اقتناها سلفاً، حيث تتميز بالكثير من المزايا والخصائص التي لن يعرف جزءاً منها إلا مقتنيها، بينما تخبئ أسرارها الأخرى بعيداً عن زمننا، والأبواب أنواع، منها الكبير الضخم، والصغير، القديم والحديث، ولابد قبل الكشف عن مدلولات الأبواب، أن نعرف أقدم باب في المقتنيات، الذي يعود إلى سنة 0021 هجرية، وهذا ما دوّن عليه في زخرفة نقشت بذكر الآية القرآنية نصر من الله وفتح قريب، وهناك أبواب أقدم، وذلك يبدو جلياً من نوع خشبها وطريقة الصناعة، لكن بسبب عدم تدوين تواريخها عليها يصعب معرفة زمن صنعها بشكل دقيق، وهناك باب آخر قيد عليه تاريخ 1388 هجري. ويضيف: وتختلف أحجام وأنواع الأبواب بحسب مكانها الأصلي، وبحسب مكانة أصحاب المنزل، فالأبواب الكبيرة الضخمة تعود للعائلات الأعلى شأناً ومنزلة في المجتمع، كما أن المزدوجة، أي الباب الكبير ويتخلله آخر صغير يكفي لمرور شخص، يعود لمنازل كبار القوم، حيث يفتح الباب الصغير لأصحاب المنزل، بينما تفتح ضلفة واحدة من الباب الكبير للضيوف، ويتم فتح الباب الكبير بضلفتيه في المناسبات فقط، هذا فيما يخص الأبواب الخارجية للمنزل والتي تسمى باللهجة المحلية باب الحوي أي الحوش، وهناك الأبواب الداخلية أي الخاصة بالمجلس وغرف النوم وما إلى ذلك، وهذه أصغر طولاً وعرضاً وأقل زخارفاً. ويشير الخوري إلى أن أخشاب تلك الأبواب غالباً من نوع الساج الهندي وكانت تصنع هناك، ويتم استقدامها للدولة، ويتميز هذا النوع من الأخشاب بتحمله الحرارة والرطوبة العالية والمياه والأملاح، وهذا تحديداً ما يلائم طقس الدولة، ويوضح الخوري قائلاً: كانت تقوى بمسامير الحديد الضخمة، ما يضيف لها وزناً إضافياً، حيث كانت أخشابها سميكة ومعززة بطبقات، والجهة الداخلية للباب تحمل أكثر من خشبة عرضية لغرض غلقه بشكل أفقي، ولذلك تتراوح أوزان الأبواب الخارجية بين 002-004 كجم، أما الداخلية فتتراوح أوزانها بين 05- 001 كجم، ويبلغ طول أقدم باب 522 سنتمتراً، وعرض 081سنتمتراً، أما الأبواب الداخلية فيبلغ تقريباً متوسط طولها 081سنتمتراً، وعرضها 021 سم، ويعمل الخوري على العناية الدورية بالأبواب التراثية، ويقول: أعمل بنفسي على تنظيف وطلي الأبواب التراثية كل شهرين، رغم أنني أعتني بها من خلال تغليفها بأغلفة بلاستيكية. بحيث لا يدخلها هواء ولا أتربة ولا شمس تؤثر في جودتها، وأعمل بذلك على طليها بمواد زيتية ودهنية خاصة، ومنها زيت جوز الهند، ولا أعتمد على أي عمال لتنظيفها حيث أخشى عدم التنفيذ بالشكل المطلوب، ومن ذلك التنظيف الدقيق للزوايا لأنها المسؤولة عن تآكلها فيما لو لم تنظف بشكل جيد. ويشير الخوري إلى أنه أهدى حكومة أبوظبي أحد الأبواب الضخمة القيمة، يعود عمره لأكثر من 150 سنة مضت، حيث يبلغ وزنه نحو 400 كجم، حيث لا يقدر على حمل نصفه إلا 4 رجال، وذلك لعرضه في متحف زايد الوطني. يمتلك مقتني التحف والآثار أحمد خوري 5 شبابيك تراثية تعود لنحو 90 عاماً، ويشير متحدثاً عن تاريخها، إلى أنها تعود لإمارات عدة، منها ما يعود لأبوظبي والعين، وغيرها للإمارات الشمالية، ويلفت إلى أن الشبابيك حينها كانت تصمم على ارتفاع كبير في البيوت، ووظيفتها إدخال أشعة الشمس والهواء لأنها كانت مصدراً رئيسياً لتهوية المنزل، وللشبابيك عدة تصاميم ويعود ذلك لمنزلة قاطني المنزل، والمرحلة التاريخية التي صممت فيها، وصنعت كذلك من خشب الساج، ولذلك تتميز بثقلها ويحتاج حملها إلى رجلين، وهناك من الشبابيك ما صمم من الخشب فقط، وغيرها من خشب وحديد، بحيث تكون مسورة بأعمدة حديدية طولية تبرز من خارج المنزل، حيث توفر الأمان لسكانه، أما الحديثة منها، فصممت من الخشب والزجاج الشفاف والملون.
مشاركة :