د.أحمد الخوري: الأبواب تحكي بنقوشها التاريخ

  • 5/28/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الأبواب التراثية الإماراتية لم تكن مجرد أبواب للحماية آنذاك،‮ ‬بل لها مدلولات أخرى كثيرة،‮ ‬وربما‮ ‬يعود ذلك لتواريخها،‮ ‬هذا ما كشف عنه الخوري‮ ‬قائلاً‮: ‬لا بد من اللفت أولاً‮ ‬إلى أن هذه الأبواب‮ ‬لا‮ ‬يمكن الحصول عليها في‮ ‬الدولة سوى ممن اقتناها سلفاً،‮ حيث تتميز بالكثير من المزايا والخصائص التي‮ ‬لن‮ ‬يعرف جزءاً منها إلا مقتنيها،‮ ‬بينما تخبئ أسرارها الأخرى بعيداً‮ ‬عن زمننا،‮ ‬والأبواب أنواع،‮ ‬منها الكبير الضخم،‮ ‬والصغير،‮ ‬القديم والحديث،‮ ‬ولابد قبل الكشف عن مدلولات الأبواب،‮ ‬أن نعرف أقدم باب في‮ ‬المقتنيات،‮ ‬الذي‮ ‬يعود إلى سنة‮ ‬0021‮ ‬هجرية،‮ ‬وهذا ما دوّن عليه في‮ ‬زخرفة نقشت بذكر الآية القرآنية ‮‬نصر من الله وفتح قريب‬،‮ ‬وهناك أبواب أقدم،‮ ‬وذلك‮ ‬يبدو جلياً‮ ‬من نوع خشبها وطريقة الصناعة،‮ ‬لكن بسبب عدم تدوين تواريخها عليها يصعب معرفة زمن صنعها بشكل دقيق،‮ ‬وهناك باب آخر قيد عليه تاريخ‮ ‬1388‮ ‬هجري.‬ ويضيف‮: ‬وتختلف أحجام وأنواع الأبواب بحسب مكانها الأصلي،‮ ‬وبحسب مكانة أصحاب المنزل،‮ ‬فالأبواب الكبيرة الضخمة تعود للعائلات الأعلى شأناً‮ ‬ومنزلة في‮ ‬المجتمع،‮ ‬كما أن المزدوجة،‮ ‬أي‮ ‬الباب الكبير ويتخلله آخر صغير‮ ‬يكفي‮ ‬لمرور شخص،‮ ‬يعود لمنازل كبار القوم،‮ ‬حيث‮ ‬يفتح الباب الصغير لأصحاب المنزل،‮ ‬بينما تفتح ضلفة واحدة من الباب الكبير للضيوف،‮ ‬ويتم فتح الباب الكبير بضلفتيه في‮ ‬المناسبات فقط،‮ ‬هذا فيما‮ ‬يخص‮ ‬الأبواب الخارجية للمنزل والتي‮ ‬تسمى باللهجة المحلية‮ ‬باب الحوي‮ ‬أي‮ ‬الحوش،‮ ‬وهناك الأبواب الداخلية أي‮ ‬الخاصة بالمجلس وغرف النوم وما إلى ذلك،‮ ‬وهذه أصغر طولاً‮ ‬وعرضاً‮ ‬وأقل زخارفاً‮.‬ ويشير الخوري‮ ‬إلى أن أخشاب تلك الأبواب‮ ‬غالباً‮ ‬من نوع الساج الهندي‮ ‬وكانت تصنع هناك،‮ ‬ويتم استقدامها للدولة،‮ ‬ويتميز هذا النوع من الأخشاب بتحمله الحرارة والرطوبة العالية والمياه والأملاح،‮ ‬وهذا تحديداً‮ ‬ما‮ ‬يلائم طقس الدولة،‮ ‬ويوضح الخوري‮ قائلاً‮: ‬كانت تقوى بمسامير الحديد الضخمة،‮ ما‮ ‬يضيف لها وزناً‮ ‬إضافياً‮،‮ ‬حيث كانت أخشابها سميكة ومعززة بطبقات،‮ ‬والجهة الداخلية للباب تحمل أكثر من خشبة عرضية لغرض‮ ‬غلقه بشكل أفقي،‮ ‬ولذلك تتراوح أوزان الأبواب الخارجية بين‮ ‬002‮-‬004‮ ‬كجم،‮ ‬أما الداخلية فتتراوح أوزانها بين‮ ‬05‮- 001 ‬كجم،‮ ‬ويبلغ‮ ‬طول أقدم باب‮ 522‮ ‬سنتمتراً،‮ ‬وعرض‮ 081سنتمتراً،‮ ‬أما الأبواب الداخلية فيبلغ‮ ‬تقريباً‮ ‬متوسط طولها‮ ‬081سنتمتراً،‮ ‬وعرضها ‮021 ‬سم‮، ويعمل الخوري‮ ‬على العناية الدورية بالأبواب التراثية،‮ ‬ويقول: ‬أعمل بنفسي‮ ‬على تنظيف وطلي‮ ‬الأبواب التراثية كل شهرين،‮ ‬رغم أنني‮ ‬أعتني‮ ‬بها من خلال تغليفها بأغلفة بلاستيكية. بحيث لا‮ ‬يدخلها هواء ولا أتربة ولا شمس تؤثر في جودتها،‮ ‬وأعمل بذلك على طليها بمواد زيتية ودهنية خاصة، ومنها زيت جوز الهند،‮ ‬ولا أعتمد على أي‮ ‬عمال لتنظيفها حيث أخشى عدم التنفيذ بالشكل المطلوب،‮ ‬ومن ذلك التنظيف الدقيق للزوايا لأنها المسؤولة عن تآكلها فيما لو لم تنظف بشكل جيد‮.‬ ويشير الخوري‮ ‬إلى أنه أهدى حكومة أبوظبي‮ ‬أحد الأبواب الضخمة القيمة،‮ ‬يعود عمره لأكثر من‮ ‬150‮ ‬سنة مضت،‮ ‬حيث‮ ‬يبلغ‮ ‬وزنه نحو‮ ‬400‮ ‬ كجم،‮ ‬حيث لا‮ ‬يقدر على حمل نصفه إلا‮ ‬4‮ ‬رجال،‮ ‬وذلك لعرضه في‮ ‬متحف زايد الوطني‮.‬ يمتلك مقتني‮ ‬التحف والآثار أحمد خوري‮ ‬5‮ ‬شبابيك تراثية تعود لنحو‮ ‬90‮ ‬عاماً،‮ ‬ويشير‮ ‬متحدثاً عن تاريخها،‮ إلى أنها تعود لإمارات عدة،‮ ‬منها ما‮ ‬يعود لأبوظبي‮ ‬والعين،‮ ‬وغيرها للإمارات الشمالية،‮ ‬ويلفت ‬إلى أن الشبابيك حينها كانت تصمم على ارتفاع كبير في‮ ‬البيوت،‮ ‬ووظيفتها إدخال أشعة الشمس والهواء لأنها كانت مصدراً رئيسياً‮ ‬لتهوية المنزل،‮ ‬وللشبابيك عدة تصاميم ويعود ذلك لمنزلة قاطني‮ ‬المنزل،‮ ‬والمرحلة التاريخية التي‮ ‬صممت فيها،‮ ‬وصنعت كذلك من خشب الساج،‮ ‬ولذلك تتميز بثقلها ويحتاج حملها إلى رجلين،‮ ‬وهناك من الشبابيك ما صمم من الخشب فقط،‮ ‬وغيرها من خشب وحديد،‮ ‬بحيث تكون مسورة بأعمدة حديدية طولية تبرز من خارج المنزل،‮ ‬حيث توفر الأمان لسكانه،‮ ‬أما الحديثة منها،‮ ‬فصممت من الخشب والزجاج الشفاف والملون‮.‬

مشاركة :