ساد الهدوء النسبي مدينة طرابلس اللبنانية في ظل استمرار أعمال قنص متقطع بعد ليلة حامية عاشتها المدينة أول من أمس حصدت ثلاثة قتلى شيعوا أمس في ظل حالة استنفار وإطلاق نار. وعمل فريق من الخبراء العسكريين على الكشف على قذيفة عُثر عليها في محيط مقر "جمعية مكارم الأخلاق، ما استدعى نقل مكان انعقاد الجلسة الطارئة للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى إلى دار الإفتاء في طرابلس للبحث في الأوضاع المستجدة في الإفتاء والمجلس الشرعي. وأمام هذه التطورات، أكد رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، أن الأجهزة الأمنية تقوم بتنفيذ الخطة الأمنية داعيا الجميع إلى التعاون لإنجاحها وطيّ صفحة المعارك العبثية في طرابلس. وقال ميقاتي، إن طرابلس لن تكون صندوق بريد أو هدفا لإطلاق الرسائل على اختلافها، لافتا إلى أنه من حق أهل هذه المدينة على دولتهم أن تحميهم وتحول دون قتل الأبرياء في بيوتهم. من جهته، قال مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، بعد اجتماع المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى في دار الإفتاء بطرابلس، "طرابلس ستؤدي رسالتها أيا كانت العواصف"، موضحا أن "ما يحدث في طرابلس لا دخل له بتقاتل مذهبي أو طائفي، بل هناك فريق يعلن ولاءه للخارج، ونحن لا نريد الانجرار للفتنة، وقوتنا في وجود الدولة، ومشكلة طرابلس مرتبطة بوجود ذلك الفريق". وقال: "لن نكرر على الإطلاق أي موقف إلا ما له علاقة بالدولة وحدها"، ودعا إلى "إيقاف المجرمين الذين تكرر اعتداؤهم على المدينة". وأوضح أن "طرابلس آمنة بمناخها الوطني، وهي مستمرة بأداء رسالتها بالعيش المشترك، لكن على الدولة استئصال ذلك الورم الذي تطاول على مناطق الشمال". وأضاف: "نريد أن نعطي القرارات التي صدرت عن اجتماع قصر بعبدا مدة لا تزيد على 48 ساعة ليقوم الجيش بحسم كل أنواع التوتر ومظاهر السلاح".
مشاركة :