توصلت دراسة نرويجية حديثة إلى وجود انتهاكات خطيرة للخصوصية تقوم بها تطبيقات المواعدة والحب؛ وذلك بتسريب بيانات المستخدمين الشخصية، مثل الميول الجنسية والتوجهات الدينية وحتى الأوضاع الصحية، إلى الشركات الإعلانية. وفحصت الدراسة 10 تطبيقات أندرويد في فئات مختلفة تعالج البيانات الشخصية الحساسة، مثل الصحة والدين وعدد الأطفال والتفضيلات الجنسية. وأوضحت النتائج أن التطبيقات التي تم فحصها قد قامت بنقل بيانات المستخدم الشخصية إلى الشركات الإعلانية. وقالت الدراسة إن المستخدم يدفع ثمنا باهظا دون أن يعلم مقابل معلوماته التي يشاركها. وأوضح فين ميرستاد، مدير السياسة الرقمية في مجلس حماية المستهلك النرويجي “لدى كل مستهلك ما يتراوح بين 40 و80 تطبيقاً على هاتفه الذكي ويشارك بياناته مع المئات أو ربما الآلاف عبر الإنترنت”. وأضاف ميرستاد “هذه الممارسات خارجة عن السيطرة وتنتهك اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي”؛ إذ أقر الاتحاد الأوروبي قانون حماية البيانات الذي يمنع الشركات من جمع وكشف البيانات الشخصية عن الدين والعرق والميل الجنسي والحياة الجنسية وغيرها من المواضيع الشخصية الحساسة دون موافقة صريحة من صاحب العلاقة. وقال سيمون فينتز، مسؤول حماية البيانات في شركة “Stiftung Warentest”، “أمر لا يصدق ما يتم إرساله من بيانات”. وأضاف أنها صناعة جديدة لكسب الأموال؛ إذ يتم تحليل بيانات المستخدم الشخصية ومعالجتها وبيعها كسلعة لشركات الإعلان. وكشف تقرير حماية المستهلك النرويجي أن خصوصية الملايين تتعرض لانتهاكات خطيرة؛ إذ لمساعدة المطورين على وضع الإعلانات في تطبيقاتهم، تتعقب شركات التكنولوجيا الإعلانية المعلومات الشخصية وتنقلها من المستخدمين إلى المعلنين وخدمات التسويق المخصصة ومنصات الإعلانات، التي بدورها تستهدف المستخدمين بإعلانات تعرض في تطبيقاتهم بحسب توجهاتهم وتفضيلاتهم، الأمر الذي يؤثر على سلوكهم. واعتبرت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر عام 2019، المراقبة من قبل عمالقة التكنولوجيا مثل غوغل وفيسبوك تهديدا نظاميا لحقوق الإنسان.
مشاركة :