يحل اليوم 20 يناير ذكرى ميلاد الزعيم محمد فريد، حيث ولد في القاهرة عام 1868، وتوفى في 15 نوفمبر 1919 في برلين، وهو سياسي وحقوقي، أنفق ثروته في سبيل القضية المصرية، ومن أهم إنجازاته، إنشاء أول نقابة للعمال سنة 1909، وأول مظاهرات شعبية منظمة على يديه عرفتها مصر، ووحد محمد فريد صيغة للمطالبة بالدستور طبع منها عشرات الآلاف من النسخ، ودعا الشعب إلى توقيعها وإرسالها إليه ليقدمها إلى الخديوي ونجحت الحملة وذهب إلى القصر يسلم هذه التوقيعات وكانت 45 ألف توقيع.تسببت مقدمة كان قد كتبها لديوان شعر بعنوان "أثر الشعر في تربية الأمم" في تعرضه للمحاكمة.. ذهب محمد فريد إلى باريس لكي يعد مؤتمرا لبحث المسألة المصرية وأنفق على هذا المؤتمر من ماله الخاص، وفي 18 نوفمبر من عام 1919 توفى محمد فريد وحيدا فقيرا في عيادة أحد الأطباء ببرلين.وشهدت وفاته ودفنه قصة طويلة غريبة، حيث كان يتمنى دفنه في مصر، ولكن من مماته إلى دفنه كانت هناك قصة طويلة فدخل فريد قبل وفاته في غيبوبة، وتوفى مساء السبت 15 نوفمبر 1919، بعد حياة حافلة بالنضال قاده من سفره إلى أوروبا سنة 1911 بعد تأديته عقوبة السجن في قضية كتابته مقدمة ديوان شعر "وطنيتي" الذي قام بتأليفه علي الغاياتي.ظل في غربته يكابده الشوق إلى رؤية مصر، لكن أمنيته لم تتحقق، كما لم يقعده مرض الكبد الذي أصابه وهو في سن الشباب بمصر وكانت عودة الجثمان ورفات الزعيم الراحل، تجول في خواطر الكثيرين، وظل وديعة في كنيسة في ألمانيا، لذا تم تكوين وفد مصري من 12 طالبًا من تلامذته، ليتولوا مهام نقل الرفات، لكن توفوا إثر حادث قطار كان يقلهم على الحدود الإيطالية النمساوية في طريقهم إلى ألمانيا.لكن شخصا آخر قرر أن يقوم بالمهمة التي لم تكتمل، هو تاجر القماش الحاج خليل عفيفي وقد أخذ ترخيصًا من الحكومة المصرية لنقل الرفات، وأبحر من الإسكندرية يوم الجمعة 5 مارس قاصدًا برلين، عن طريق فرنسا، ولم يكد يصل إلى باريس حتى علم بنشوب بعض الاضطرابات السياسية في إحدى المقاطعات الألمانية، فأقام في فرنسا حتى استقرت الأوضاع، ثم سافر إلى باريس يوم 28 أبريل.في ظل هذه الأثناء توفى جندي فرنسي في ألمانيا، فتقدمت الحكومة هناك باستثناء لنقل جثمانه للدفن في بلده، فوافقت الحكومة الألمانية، وهو ما استند إليه الحاج خليل عفيفي من أجل عودة رفات الزعيم الراحل، وهو ما تم وأخذ ترخيصا بذلك، وتم تشييع جثمان الزعيم محمد فريد من محطة برلين في يوم الجمعة 21 مايو 1920، ثم أقلته الباخرة حلوان التي أبحرت يوم 3 يونيو قاصدة الإسكندرية.وصل الجثمان في 8 يونيو 1920، وتشكلت لجنة برعاية الأمير عمر طوسون وأحمد يحيى باشا، وتم تشييع الرفات في جنازة شعبية مهيبة، وتقدمت الحكومة المصرية بشكر خاص، ومنح الحاج خليل عفيفى وسامًا، تكريمًا على موقفه الوطني الكبير.
مشاركة :