الحمض النووي.. مفتاح الألغاز

  • 1/21/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هل سمعت باسم كيرك بلودزورث من قبل؟ لم يمر عليك، لكنه اسم تاريخي؛ لأنه أول شخص أميركي يُبرّأ بناء على دليل الحمض النووي. في 1985م ثبتت عليه تهمة اغتصاب وقتل طفلة ابنة تسع سنين، وذلك بناء على شهادة خمسة أشخاص زعموا أنهم رأوه مع الطفلة، وبعد عدة سنين من السجن وهو ينتظر الإعدام قرأ في زنزانته عن بريطاني أُفرِج عنه بعد اختبار حمض نووي، فطالب عبر محاميه بفحص الحمض النووي في مكان الجريمة، وبعد سنتين أُفرِج عنه بعد أن وُجد أنه بريء مما نُسب إليه، قضى فيها تسع سنين سجينًا. هذا ما فعله هذا العلم، فقد أفرج عن أبرياء كثير، ونفعُه يتعدى ذلك، فالكل يعرف غرق تايتانيك وغرق المئات، منهم أسرة أليسون وهي رجل وزوجته ورضيع اسمه تريفور عمره سبعة أشهر وأخته لورين ابنة سنتين، فلم ينجُ منهم إلا الرضيع تريفور. في الأربعينات الميلادية فاجأت امرأة العالم بأن قالت: أنا لورين أليسون أخت تريفور! قالت إنها في آخر الدقائق أخذها رجل اسمه هايد في قارب نجاة. حار الناس، فلماذا أخفت هويتها كل هذه السنين؟ وهل هناك طريقة للتحقق من صحة كلامها؟ في 2013م صنع الطب فحصًا للحمض النووي لحفيدة هذه المرأة ولحفيدة من أسرة أليسون، وأظهرت النتيجة أن لا قرابة بين الاثنين، ما حل ذاك اللغز وأظهر أن المرأة - المتوفاة الآن - كذبت في زعمها. وفي الستينات كانت أسرة تصيّف قرب البحر، واختفى طفل عمره ثلاث سنوات اسمه جون، وافترضت الشرطة أنه غرق، لكن أهله ظلوا مصرين على أنه اختطف بعد أن قال أناس إنهم رأوه قرب امرأة ورجل، وبعد 20 سنة تسلم الأهل مكالمة من رجل اسمه ديفيد قال إنه ابنهم المفقود، وإنه قد اختُطِف وعاش محبوسًا تحت اضطهاد أمه، ولم يعرف أنها ليست أمه الحقيقية إلا لما قرأ قصة جون المفقود، ولم تكتمل فرحة الأسرة، فقد أظهر فحص الحمض النووي أن ديفيد ليس ابنهم جون، وظهر أنه محتال مكسيكي له باع طويلة في النصب، وهدفه أن تتبناه الأسرة ليصبح مواطنًا أميركيًا. عِلمٌ عظيم! نختم بمعلومة غريبة عن كيرك المذكور بصدر المقالة: في مصادفة مدهشة ظهر لاحقًا أن الجاني الحقيقي كان مسجونًا في السجن نفسه بتهمة أخرى (السرقة) في طابق أسفل من طابق كيرك!

مشاركة :