استغاثة عاجلة لحماية مشتركة لمناخ كوكب الأرض

  • 1/21/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة – قنا : بجدول أعمال تتصدره المخاطر والتهديدات المناخية، والنزاعات التجارية والأزمات الدولية الساخنة، انطلقت صباح اليوم فعاليات الدورة الخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة دافوس السويسرية تحت عنوان "مساهمون من أجل عالم مستدام ومتماسك". وتلتقى النخب العالمية من شتى القطاعات السياسية والاقتصادية وغيرها، بهذا المنتجع الشتوي الذي تحول إلى حصن لأسباب أمنية، من أجل مناقشة التحديات العالمية، وعرض تصوراتهم لمعالجتها والتصدي للمخاطر التي تحدق بالعالم مع مطلع العقد الثالث للقرن الحادي والعشرين. ويتقدم رؤساء الدول والحكومات المشاركين في المنتدى، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تغيب عنه العام الماضي، والسيد هانغ تشنغ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس العراقي برهم صالح ، والرئيس التونسي قيس سعيد ، والرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ، والسيد أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، والسيد روبرتو أزيفيدو المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، إلى جانب المئات من قادة القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني العمالية والحقوقية والبيئية والصحية والنسائية. ويغيب عن المنتدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو ، بينما سترسل المملكة المتحدة المستشار ساجد جافيد ، ويغيب عنه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ، كما يغيب عن المنتدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لأن المنظمين غيروا جدول أعمال المنتدى فجأة كما تقول طهران . وتتصدر مناقشات المنتدى على مدار أربعة أيام موضوعات مختلفة من أبرزها كيفية إنقاذ الكوكب من التغييرات المناخية العنيفة التي تكتسح الكرة الأرضية، وتسخير التكنولوجيا من أجل الخير، ومستقبل العمل والعمال، وانعدام الاستقرار الاقتصادي، وانعدام المساواة في الوصول إلى الإنترنت والضغوط التي تواجهها أنظمة الرعاية الصحية، خاصة أن بعض الدراسات حذرت من أن هذه الأنظمة قد تكون غير قادرة على تحقيق أهدافها مع حلول الأمراض القلبية والعقلية محل الأمراض المعدية كأكبر مسبب للوفيات. وتهيمن وللمرة الأولى قضايا تحديات المناخ والبيئة على تقرير المخاطر العالمية، الذي أصدره المنتدى الاقتصادي عشية اجتماع قادة الحاضر والمستقبل بدافوس ، وقال إن أهم خمس قضايا تتصدر قائمة الاهتمامات تتعلق جميعها بالبيئة، من تقلبات الطقس الحادة إلى فقدان التنوع البيولوجي وحوادث تسرب النفط والتلوث الإشعاعي، مؤكداً أن آثار التغير المناخي كانت قاسية خلال أشهر العام الماضي حيث ضربت الفيضانات والجفاف مناطق شاسعة من العالم ، واجتاحت الحرائق الهائلة غابات أستراليا والأمازون. ودق التقرير جرس الإنذار بأن التغير المناخي يزداد صعوبة ويتسارع بشكل أكبر مما توقع الكثير من الناس، وهو الخطر الطويل الأجل الذي يواجه البشرية، وأن الجهود المبذولة للوفاء بالتزامات الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري تتراجع ، وأن البلدان المعنية تنحرف عن التزاماتها وتعهداتها . وتزامن التقرير مع دراسة للمنتدى أظهرت أن الحروب التجارية وصعود التيارات القومية في أنحاء العالم، تزيد الصعاب أمام البلدان للعمل معاً لإيجاد الحلول. ويخشى كثير من المراقبين من أن ينتهز بعض القادة المشاركين في المنتدى هذه الفرصة لعقد اجتماعات خاصة تتناول قضايا مثل الاستثمار داخل بلدانهم، ولإبرام صفقات تجارية.. ويقولون إن اللقاءات السابقة للمنتدى، استغلت من قبل بعض القادة والشخصيات البارزة المشاركة للتأثير في عملية تحديد أولويات السياسة العالمية والدفع بقضايا معينة إلى مقدمة الاهتمام العالمي، وفي هذا السياق لاحظ المراقبون أن حضور الرئيس ترامب للمنتدى يتزامن مع بدء محاكمته في مجلس الشيوخ الأمريكي بتهمتين وجّههما إليه مجلس النواب الذي أوصى بعزله. وقد أعلن مؤخرا أن كلمته أمام المنتدى ستركّز على الإشادة بما وصفه الأداء الأروع على الإطلاق للاقتصاد الأمريكي.. وقال مراقبون في دافوس إن كلمة الرئيس ترامب قد تكون رسالة للشعب الأمريكي وليس للمجتمع الدولي، هدفها إعادة التأكيد للناخبين الأمريكيين أن هاجسه الأول في السياسة الدولية هو "أمريكا أولا". كما توقف المراقبون عند مشاركة الناشطة السويدية في مجال التغير المناخي، غريتا ثونبرغ البالغة من العمر سبعة عشر عاماً التي تواصل حملتها العالمية للدفاع عن البيئة، ومواجهة الاحتباس الحراري. وقالوا إنها ستوجه رسالة للمنتدى بشأن مواجهة التغيير المناخي بعد أن شقت طريقها عبر جبال الألب إلى دافوس بدلاً من استخدام وسائل النقل العام، وستطلب من قادة الأعمال والسياسيين وقف الاستثمارات في استكشاف واستخراج الوقود الأحفوري ، ووضع حد لدعمه. وتقول تقارير ودراسات أصدرها المنتدى إنه لا يمكن للعالم أن ينتظر انجلاء ضباب عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي لأن ذلك من شأنه المخاطرة بالفرص المهمة المتاحة لمواجهة التحديات الملحة.. وتؤكد أنه في ظل مشهد عالمي غير مستقر، لابد من العمل الجماعي وبسرعة لمعالجة التحديات الرئيسية في الاقتصاد والبيئة والتكنولوجيا والصحة العامة، وحذرت من أن الكثير من الدول تنظر وبشكل متزايد إلى الفرص والتحديات من خلال نظرة أحادية الجانب، على عكس السياسات الجماعية التي كانت سائدة خلال العقود الثلاثة الماضية ، وقالت إن تغير المناخ ، لن ينتظر توافق الآراء. ويرى منتقدو المنتدى أنه مجرد رمز للنخبة العالمية، التي يتحمل بعضها مسؤولية الأزمات المناخية والاقتصادية والسياسية والأمنية التي يواجهها العالم ، ومما يعزز هذه النظرة موقع المؤتمر الفخم في جبال الألب ،والمروحيات الخاصة التي تنقل بعض القادة المشاركين فيه والحفلات الباذخة التي تتخلل الفعاليات المصاحبة، بيد أن المنتدى الاقتصادي العالمي يقول إنه ببساطة يهتم بتجميع القادة للعمل من أجل الصالح العام. وأطلقت على المنتدى تسمية منتدى دافوس نسبة الى بلدة دافوس السويسرية الواقعة في جبال الألب حيث عقد للمرة الأولى عام ألف وتسعمئة وسبعين بمشاورات دون جدول أعمال محدد بين عدد صغير لا يتعدى المئة من الشخصيات من قطاع العلوم وإدارة الأعمال، لكنه تحول اليوم إلى حدث يشد أنظار العالم ويشهد عدداً كبيرا من المحاضرات والندوات موزعة على قطاعات عدة أهمها بيئي وثقافي وعلمي وطبي وسياسي وأمني ولا يقتصر على الموضوع الاقتصادي فقط. وفيما تخيم على المنتدى أجواء متخمة بالانقسامات والأزمات والتحديات والمخاطر، يتساءل كثيرون عما إذا كان بإمكان هذا المنتدى أن يحقق أحلام ملايين البشر وطموحاتهم في مناطق مختلفة من العالم خلال أربعة أيام فقط من المناقشات، خصوصا أنه لا يخرج ببيان ختامي أو بقرارات ملزمة.

مشاركة :