نبيل العربي لـ «الراي»: تحسين العلاقات مع إيران وتركيا مطلب مهم... أما إسرائيل فلا يمكن التعامل معها | محليات

  • 5/29/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شخّص الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي طبيعة العلاقة المرجوة مع جيران الوطن العربي الذين يتمثلون في إيران وتركيا وإسرائيل، مشيرا إلى أن تحسين العلاقات مع كل من إيران وتركيا مطلب ضروري ومهم في حين تظل إسرائيل دولة «لا يمكن التعامل معها». ودعا العربي في حديث مع «الراي» على هامش مشاركته في أعمال الدورة الـ42 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في الكويت إلى ضرورة الذهاب إلى مجلس الأمن والخروج بقرار ملزم يطبق على إسرائيل إذ إن «الدخول في مفاوضات مع الحكومة الحالية لإسرائيل مضيعة للوقت». ووصف التجمع الذي تستضيفه الكويت في هذا المؤتمر بأنه «الأكبر بعد تجمع الأمم المتحدة لمعالجة الحملات المضادة للإسلام»، مجدداً دعم جامعة الدول العربية للعمليات الداعمة للشرعية في اليمن، ومتطرقا إلى مستجدات تشكيل القوة العربية المشتركة. وفي ما يلي نص الحديث: ● تحضرون اليوم الدورة الـ42 لمؤتمر التعاون الإسلامي، فماذا تقول عن هذه الدورة التي تأتي تحت عنوان التسامح ونبذ الاٍرهاب؟ - هذا التجمع هو الأكبر بعد تجمع الأمم المتحدة، ولهذا قيمة كبيرة جداً، فهناك دول مختلفة نحو 57 دولة يتحدثون في موضوعات تهم العالم العربي، فهنا تطرح قضايا مثل سورية، وليبيا واليمن، علاوة على قضايا أخرى، فهذا المؤتمر ومن يجتمع فيه اليوم من أطراف وما يطرحه من قضايا يهم العرب بشكل كبير. ومؤتمر منظمة التعاون الإسلامي يهتم بما يعرف بالحملات التي نراها في العالم اليوم مضادة للإسلام، وقد قامت المنظمة بدور مهم في محاربة ما يطلق عليه إسلاموفوبيا وكان صدر قرار من سنوات قليلة فائتة من الأمم المتحدة وهذا القرار يشمل موقفاً معتدلاً عقلانياً. كذلك فإن أهم قضية في العالم العربي وهي القضية الفلسطينية كانت في هذا المحفل محل اهتمام لا سيما وأن الوضع الفلسطيني الحالي لا يسر في ضوء وجود حكومة نتنياهو الرابعة التي لا يبشر وجودها بخير بل على العكس، كما انه لابد من مواجهة ومحاربة التطرّف الإسرائيلي وأنا أقول دائماً إن ما تقوم به اسرائيل اليوم ليس فقط ضد فلسطين بل انه ضد العالم بأكمله والسبب أن النظام الدولي بأكمله قائم على ميثاق الأمم المتحدة، وعلى القانون الدولي، مع إضافة الميثاق الدولي الإنساني وكل هذه الأمور، وعندما تخالف دولة كل هذا فهي تعمل ضد النظام الدولي بأكمله وليس فقط الشعب الفلسطيني، ومثال على ذلك روسيا، فهي دولة عظمى، وعضو في مجلس الأمن، وقوية اقتصادياً قامت باحتلال جزيرة القرم، وهاج العالم وأوقعوا عقوبات على روسيا، ولعدم إمكان تطبيق العقوبات عن طريق مجلس الأمن بسبب استطاعة روسيا الاعتراض. ● ما التحدي الأبرز أمام دول منظمة التعاون الإسلامي اليوم؟ - يبقى التحدي الخاص بالقضية الفلسطينية هو الابرز خصوصاً أن إسرائيل تتحدى العالم والنظام الدولي، ورغم ذلك لا أحد يتكلم، صحيح أن المجتمع الدولي قام بخطوات ضد إسرائيل ولكنها خطوات محدودة للغاية، ولكن هذا لا يكفي، فيجب أن يكون هناك ضغط دولي. وفي نظري، لابد من الذهاب إلى مجلس الأمن والخروج بقرار ملزم يطبق على إسرائيل، فالدخول في مفاوضات مع الحكومة الحالية لإسرائيل مضيعة للوقت، وأنا شخصياً تفاوضت مع إسرائيل نيابةً عن مصر لسنوات طويلة، وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعتبر عنصر الوقت هدفاً استراتيجياً، فهي تكسب وقتاً لكي تخلق أوضاعاً تعقد كل شيء. ● مع تعدد الملفات الساخنة المفتوحة في المنطقة، ما أولوياتكم في المرحلة الحالية؟ - قضيتنا المحورية والمركزية الأولى هي القضية الفلسطينية، وأحياناً تأتي مشاكل أخرى، فمثلاً القضية السورية مستمرة، واليمن فيها مشاكل كبرى، وليبيا تعاني أيضاً من قضايا معقدة، ولكن القضية المحورية والمركزية هي القضية الفلسطينية. وهناك القضية اليمنية، فقد تحدثت مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية في الكيفية التي يمكننا بها أن نساعد اليمنيين، وتحدثت أيضاً من قبل مع وزير الخارجية اليمني السابق ومع رئيس الوزراء اليمني السابق، ووجدت أن لديهم أفكارا كثيرة في كيفية دعم اليمنيين ولكن لم يتبلور شيء بعد في هذا الخصوص، ونحن في جامعة الدول العربية ندعم الشرعية التي تمثلها عاصفة الحزم كما سبق وصرحنا وبالإضافة طبعاً إلى كل القرارات الأممية الصادرة في هذا الشأن. ونحن نشكر المملكة العربية السعودية على فكرة «إعادة الأمل»، فإعادة الأمل لليمنيين مهمة جداً لأن الشعب اليمني تأثر بالعمليات الأخيرة جدا ومن ذلك ما كان يفعله الحوثيون الذين تسببوا في حال سيئة للشعب اليمني الذي يعاني أصلاً من فقر شديد، ولذلك فحملة إعادة الأمل تؤدي إلى تخفيف المعاناة التي يعاني منها اليمن. وعلى صعيد العلاقات العربية - الإيرانية، المهم بالنسبة لإيران هو أن تتبع سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأنا أعتقد أنه منذ مجيء الرئيس حسن روحاني، ووزير الخارجية الحالي جواد ظريف وهم يتحدثون عن تحسين العلاقات مع الدول العربية، وأنا شخصياً قلت لهم إن تحسين العلاقات مع الدول العربية مطلب لدول الجوار الثلاث بالنسبة للعرب ومنها اسرائيل. ذلك لأن ايران وتركيا دولتان جارتان وحسن العلاقات معهما مطلب وهو أمر مهم، وتبقى الدولة الثالثة في الجوار العربي اسرائيل وهي التي لا يمكن التعامل معها. ● إلى أين وصلت قضية القوة العربية المشتركة التي يتم العمل عليها حاليا؟ - جميع الدول العربية متحمسة لتشكيل القوة المشتركة، باعتبارها حلما كان العرب يفكرون به منذ ما يزيد على 70 عاما ولكن المشاورات مستمرة حاليا لإتمام موضوع القوة المشتركة وهناك تأييد كامل لقيامها ولم تعترض أي دولة على قرار تشكيل القوة العسكرية العربية.

مشاركة :